منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تنادي بفتح سبل الوصول لمخازن الأغذية في ميناء الحديدة

يعد ميناء الحديدة في اليمن شريان حياة مهما للملايين، إذ يدخل عبره كم كبير من المساعدات الإنسانية والسلع التجارية التي يحتاجها اليمنيون..
UNICEF/Abdulhaleem
يعد ميناء الحديدة في اليمن شريان حياة مهما للملايين، إذ يدخل عبره كم كبير من المساعدات الإنسانية والسلع التجارية التي يحتاجها اليمنيون..

الأمم المتحدة تنادي بفتح سبل الوصول لمخازن الأغذية في ميناء الحديدة

المساعدات الإنسانية

ناشد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كافة الأطراف بفتح سبل الوصول إلى مرفق تخزين رئيسي في ميناء الحديدة، الذي يخضع الآن لسيطرة تحالف عسكري بقيادة السعودية يدعم الحكومة المعترف بها دوليا.

يأتي هذا التطور في خضم القتال العنيف بين القوات الحكومية والمليشيات الحوثية المعارضة في وحول مرافق هذا الميناء الرئيسي على البحر الأحمر. وهو البوابة الرئيسية لدخول الغذاء والوقود والدواء إلى البلد الذي مزقته الحرب، ويمر عبره حوالي 70% من شحنات المساعدات والإمدادات التجارية.

وقال المتحدث باسم البرنامج إيرفيه فيروسيل، "على الرغم من استهدافها بأكثر من 50 قذيفة في الأيام الأخيرة، فإن صوامع مرافق البحر الأحمر ما زالت سليمة إلى حد ما".

وفي حديثه إلى الصحفيين في جنيف، أكد فيروسيل أن الموظفين لم يتمكنوا من الوصول إلى الصوامع لمدة شهرين بسبب تصاعد أعمال العنف من كلا الطرفين.

وأشار فيروسيل أنه منذ بضعة أيام فقط، أصبحت هذه المرافق تحت سيطرة التحالف. وقال "إن البرنامج يحتاج إلى الوصول إلى المرافق مرة أخرى بمجرد أن تكون آمنة حتى يتمكن من استئناف نشاطه".

وبحسب برنامج الأغذية العالمي فإن المخزون البالغ أكثر من 51 ألف طن من القمح، لم يُفقد بعد، ويكفي لإطعام أكثر من 3.7 مليون شخص في شمال ووسط اليمن لمدة شهر واحد، حسب تقدير الوكالة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.

وقد ورد يوم أمس الاثنين أن مدخل الميناء قد تعرض للغارات الجوية كجزء من محاولات متجددة بدأت مطلع هذا الشهر لانتزاع مدينة الحديدة من قبضة مقاتلي حركة الحوثيين التي تسيطر أيضا على عاصمة البلاد صنعاء.

يمثل العنف جزءا من هجوم شنته قوات التحالف على الحديدة في يونيو/حزيران، وحتى الآن تظل الجهود المبذولة لجلب الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات بعيدة المنال.

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد وصف يوم أمس الاثنين الأثر الإنساني المحتمل لهذا المأزق بأنه "كارثي تماما".

وقال غوتيريش في حديث للإذاعة الوطنية الفرنسية: "أعتقد أن هناك توافقا في الرأي بين الولايات المتحدة وروسيا ودول أوروبا والعديد من دول المنطقة (بخصوص الوضع في اليمن) وهذه هي اللحظة المناسبة الآن لوقف هذه الحرب"، متمنيا أن تفهم ذلك الأطراف المشاركة في القتال.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى إنهاء القتال، ونحتاج إلى بدء المفاوضات؛ وعلينا الاستعداد لاستجابة إنسانية ضخمة لتجنب حدوث الأسوأ في العام المقبل".

وفي نفس السياق، كرر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، دعوة المبعوث الخاص مارتن غريفيث جميع أطراف النزاع في اليمن إلى التحلي بضبط النفس.

وحث في بيان صدر عن مكتبه اليوم، جميع الأطراف على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وتنفيذ وقف الأعمال العدائية، خاصة في مناطق جميع المرافق الرئيسية التي تعتمد عليها عمليات الإغاثة والمستوردون التجاريون.

كما أعرب لوكوك عن دعمه للمبعوث الخاص، قائلا إن "الأمم المتحدة مستعدة للعب دور معزز في ضمان الاستخدام الملائم للمرافق الرئيسية، لا سيما حول الحديدة".

وكان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قد وصل إلى اليمن يوم أمس الاثنين للوقوف على حقيقة الأوضاع هناك، في وقت يخطط فيه البرنامج لزيادة مساعداته لتصل إلى 14 مليون شخص في اليمن.

يقول البرنامج إن أكثر من ثمانية ملايين من بين هؤلاء يعيشون على حافة المجاعة، ويتلقون المساعدات الغذائية أو المالية لشراء الطعام كل شهر من البرنامج. كما يعاني 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد؛ و400 ألف طفل آخر من سوء التغذية الشديد بالإضافة إلى 1.1 مليونا من النساء الحوامل أو المرضعات ممن يعانين من سوء التغذية.