منظور عالمي قصص إنسانية

غسان سلامة: الليبيون ضاقوا ذرعا بالمغامرات العسكرية والمناورات السياسية

أرشيف: غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي حول آخر التطورات في ليبيا.
UN Photo/Eskinder Debebe
أرشيف: غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا خلال إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي حول آخر التطورات في ليبيا.

غسان سلامة: الليبيون ضاقوا ذرعا بالمغامرات العسكرية والمناورات السياسية

السلم والأمن

قال الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا غسان سلامة إن "عددا لا يحصى من الليبيين قد ضاقوا ذرعا بالمغامرات العسكرية والمناورات السياسية التافهة." ودعا إلى "إتاحة الفرصة أمام مجموعة أوسع وأكثر تمثيلا لليبيين للقاء على الأرض الليبية، دون أي تدخل خارجي، في مؤتمر يقوده الليبيون ويتولون زمامه."

وأشار الممثل الخاص، في إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، إلى أن هذا الملتقى الوطني سيكون منبرا للشعب الليبي، يمكن من خلاله الدفع نحو اتخاد خطوات ضرورية للمضي قدما في العملية السياسية وايجاد مسار آمن للخروج من المأزق الحالي، معزز بجدول زمني وبدعم من المجتمع الدولي وبلا تدخل.

وقال إن العملية الانتخابية ينبغي أن تبدأ عقب انعقاد المؤتمر الوطني في الأسابيع الأولى من العام المقبل.

السيد سلامة، الذي يترأس أيضا بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، تطرق في مجمل إحاطته إلى الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي في ليبيا، مشيرا إلى أن هذه الأمور الثلاثة هي التي تغذي الوضع الراهن في البلاد.

فعن الوضع الأمني، قال سلامة أن لجنة الترتيبات الأمنية الجديدة لطرابلس الكبرى قد صاغت خطة أمنية شاملة للعاصمة تم اعتمادها من قبل المجلس الرئاسي. وأضاف أن هذه الخطة الأمنية التي تعزز وقف إطلاق النار قد بدأ تنفيذها بالفعل؛ وسوف تنسحب بموجبها الجماعات المسلحة من المنشآت الرئيسية، بينما يتم نشر قوات الاحتياط في محيط المدينة.

وشدد سلامة على أن "نجاح الخطة في العاصمة أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لأنها تضم معظم المؤسسات الحكومية و30% من السكان، ولكن أيضا لأن ما يتحقق في طرابلس يمكن أن يكون نموذجا يتكرر في مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد". وقال:

"المفهوم الذي نعمل عليه واضح ومتوازن، بحيث يتعين على الجماعات المسلحة من خارج طرابلس ألا تحاول دخولها مجددا، وعلى الجماعات في المدينة الكف عن استخدام موقعها لاختراق وترويع المؤسسات السيادية في العاصمة، بحيث تتولى شرطة منضبطة ونظامية حماية المدينة وليس الميليشيات."

وأوضح سلامة أن الاستقرار سيكون بعيد المنال طالما ظل الليبيون يتنازعون حول الموارد". وأشار إلى أن ليبيا، التي "تزيد إيراداتها خلال ستة أشهر على 13 مليار دولار، تعاني من الفقر بشكل متزايد، حيث يستخدم المجرمون العنف والمحسوبية لسرقة المليارات من الخزائن الوطنية،" حسبما قال.

ودعا سلامة إلى العمل بجد لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي والحيلولة دون وقوع أي انتكاس للمكاسب التي تحققت. وقال إن الإلغاء التدريجي لدعم المحروقات لصالح التحويل النقدي المباشر يزيد من الدخل الفعلي للأسر الفقيرة، ويحول في الوقت ذاته دون وقوع مليارات الدنانير في أيدي المهربين.

كما تطرق الممثل الخاص للأمين العام إلى ظروف السجون المروعة، التي تعتبر من دوافع الصراع في البلاد. وذكر أنه على الرغم من صدور مرسوم يقضي بمراجعة ملفات آلاف الأسرى القابعين في السجون، لم يتم الإفراج سوى عن 255 سجينا حتى الآن.

ودعا إلى "ضرورة إغلاق السجون التي أصبحت بالفعل مؤسسات ربحية خاصة تديرها الجماعات المسلحة تحت غطاء الدولة،" وقال إن "البعثة أنشأت فرقة عمل خاصة معنية بإصلاح السجون".

وأما عن الانتخابات، فأشار سلامة إلى أن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، يعتبرانها تهديدا تجب مقاومته. أما بالنسبة للشعب، فالانتخابات وسيلة لتحريره من السلطات المشلولة التي تفقد شرعيتها أكثر فأكثر. ووفق آخر استطلاع أجرته البعثة أصر 80% من الليبيين على إجراء الانتخابات، كما قال.

وأشار الممثل الخاص إلى تواصل البعثة بشكل مستمر مع أعضاء كلا المجلسين، بغرض التوصل إلى اتفاق حقيقي.