الأمم المتحدة تدعو إلى معالجة الأوضاع الحرجة لطالبي اللجوء في الجزر اليونانية

مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في مراكز الإستقبال التي تستضيف نحو أحد عشر ألفا من طالبي اللجوء في جزيرتي ساموس ولسبوس اليونانيتين، حثت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين السلطات اليونانية على اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.

وأشار المتحدث باسم المفوضية شارلي ياكسلي إلى أن الظروف المعيشية في مراكز الاستقبال في الجزيرتين قد أصبحت مزرية جدا، ومع اقتراب فصل الشتاء وتزايد وصول أعداد الوافدين إلى الجزيرتين، يصير الوقت أكثر حرجا، مما يستدعي اتخاذ تدابير طارئة.  

وشددت المفوضية تحديدا على أن الوضع في أحد مركز الاستقبال في جزيرة ساموس يزداد سوءا. فرغم أن القدرة الاستيعابية لهذا المركز هي 650 شخصا فقط فإنه، والمنطقة المحيطة به، يستضيف حاليا نحو 4 ألف شخصا، أي ستة أضعاف قدرته الاستيعابية.

وفي الظروف القاسية التي يعيشونها في هذه المواقع، يضطر الوافدون الجدد إلى شراء خيام واهية لا تقي من االبرد، فينصبوها على منحدرات غير آمنة في الحقول المجاورة. ولا تتوفر لهؤلاء خدمات الكهرباء أو المياه، أو مرافق المراحيض، بينما تتكاثر الثعابين في المنطقة، والفئران في مكبات النفايات غير المجمعة، بحسب المفوضية.

وقال ياكسلي إنه ينبغي أن تكون أهم أولويات الهيئات الحكومية العاملة في الاستجابة لهذه الأوضاع، هي بذل الجهد العاجل لتحسين ظروف الحياة في مراكز الاستقبال والحد من الاكتظاظ الشديد داخلها.  

وأضاف "من الأمور الملحة الآن توفير مساكن أفضل للذين يعيشون هناك، وتسريع عمليات نقل أكثر من 4000 شخص مُنحوا حق الدخول إلى اليونان."

وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين قد رحبت بإعلان الحكومة اليونانية مؤخراً منحها الإقامة لأكثر من ستة آلاف و500 شخص، لكنها تحذر، مع ذلك، من أن أعداد الوافدين إلى الجزيرتين في الأشهر الثلاثة الأخيرة فاق أعداد المغادرين. وتقول المفوضية إنها قلقة بشكل خاص من تباطؤ عمليات نقل هؤلاء إلى الداخل في الآونة الأخيرة.

وواصلت المفوضية دعمها لعمليات النقل وساعدت 5300 طالب لجوء أذنت لهم الحكومة بالانتقال إلى الداخل منذ بداية سبتمبر. كما تقوم المفوضية بشراء 400 حاوية جاهزة للمساعدة في تعزيز قدرة اليونان على الاستضافة.

بالإضافة لمناشدتها السلطات اليونانية، دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أيضًا كل الدول الأعضاء في المفوضية الأوروبية إلى مواصلة جاهزيتها لدعم السلطات اليونانية في حالات الطوارئ وفي تدابير إعادة توطين الوافدين، متى ما طلبت.