منظور عالمي قصص إنسانية

رئيس بعثة يوناميد: سلام وهدوء نسبيان تشهدهما مناطق واسعة في دارفور

قافلة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تصل إلى قولو ، جبل مرة في دارفور حيث تقوم يوناميد بإنشاء قاعدة عمليات مؤقتة.
UNAMID
قافلة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تصل إلى قولو ، جبل مرة في دارفور حيث تقوم يوناميد بإنشاء قاعدة عمليات مؤقتة.

رئيس بعثة يوناميد: سلام وهدوء نسبيان تشهدهما مناطق واسعة في دارفور

السلم والأمن

 قال جيريمايا مامابولو الممثل الخاص المشترك لبعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) إن الوضع في دارفور يشهد حالة من السلام والهدوء النسبيين.

وأضاف مامابولو في إفادته أمام مجلس الأمن اليوم بشأن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الدوري حول استراتيجية مراجعة عمل بعثة يوناميد: 

"إن الوضع الراهن في دارفور يظل هادئا وسلميا بشكل نسبي، باستثناء بعض المناطق المحدودة في جبل مرة حيث ما زال الصراع المسلح بين الحكومة والقوى المتمردة مستمرا، بالإضافة لوقوع صراعات أهلية محدودة. ورغم التقدم الحادث، سجلت يوناميد ارتفاعا في وتيرة التوتر بين الرعاة والمزارعين حول الأرض والموارد، وبالتحديد بين النازحين والعائدين."

ولفت الممثل الخاص أعضاء مجلس الأمن إلى أنه وللمرة الأولى أعلنت حركة جيش تحرير السودان/ فصيل عبد الواحد وقفا لإطلاق النار من جانب واحد لمدة ثلاثة أشهر لتسمح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتأثرة بالانزلاقات الأرضية الأخيرة في منطقة جبل مرة.

وعلى الرغم من تحسن الوضع الأمني، ما زالت البعثة تلاحظ استمرار تعبير النازحين عن قلقهم بسبب الهجمات والاعتداءات المنتظمة على المزارع وسرقات الماشية، مما أدى الى عدة اشتباكات نجم عنها مقتل 18 شخصا. وتقول البعثة إنها تواصل تركيزها على التدابير الوقائية وبناء القدرات وجهودها المبذولة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الاشتباكات، بالتعاون مع السلطات الحكومية وفريق الأمم المتحدة القطري وقادة المجتمع المحلي.

وتحدث مامابولو عن آخر إجراءات تخفيض البعثة وإعادة هيكلتها والتي سيتمخض عنها تخفيض المكون العسكري للبعثة بـ 3265 جنديا بنهاية هذا العام، بالإضافة إلى 1420 آخرين بنهاية يونيو 2019. أما فيما يتعلق بقوات الشرطة فقال مامابولو إن المكون الشرطي سيحتفظ بقوة قوامها 2500 جندي.

وأكد جيريمايا مامابولو، أن" قوات البعثة ستواصل تواجدها ومباشرة مسئولياتها، التي تم إعادة ترسيم مواقعها مؤخرا، في منطقة جبل مرة الكبرى" مركزة على مهامها التقليدية في حفظ السلام، مع احتفاظها بالمرونة الكافية للتفاعل مع بقية دارفور متى ما دعت الحاجة. 

وقال رئيس بعثة يوناميد إنه سيتم إغلاق خمسة مواقع فرق عسكرية للبعثة خلال شهر أكتوبر الجاري، وخمسة مواقع أخرى في نوفمبر وديسمبر من هذا العام، بالإضافة إلى إغلاق ثلاثة مواقع رئاسة قوات في نيالا والضعين والجنينة بنهاية يونيو 2019. وأضاف أن البعثة ستواصل مراقبة تأثير هذه الإجراءات على أمن وحماية المدنيين في هذه المناطق التي ستنسحب منها القوات المشتركة (اليوناميد).  

وأبلغ مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمر دهب في إفادته أمام مجلس الأمن أنه بالتزامن مع اجراءات تخفيض بعثة يوناميد وإعادة تشكيلها قامت حكومته بعدد من الإجراءات العملية في دارفور، منها نشر أعداد إضافية من القوات الشرطية والأمنية الأخرى وتأسيس 13 نيابة عدلية في كافة ولايات دارفور. أضاف قائلا:

"نظر مكتب مدعي جرائم دارفور في 184 بلاغا في الفترة من الأول من يناير وحتى 30 سبتمبر من هذا العام، أحيل منها 102 بلاغا إلى المحكمة وتم الفصل في عدد كبير منها، بينما يجري العمل على المتبقي منها. كل هذا الجهد أسهم في زيادة معدلات العودة الطوعية مباشرة، وقد بلغت أعداد النازحين العائدين الى قراهم الأصلية خلال الفترة الماضية ما يزيد على الـ 385 ألف عائد."      

وقال عمر دهب إن التقدم الكبير الذي تحقق في الأوضاع الإنسانية والأمنية في دارفور يتطلب من حكومته السعي لنقل الإقليم إلى مرحلة "تحقيق النهضة التنموية المطلوبة لتثبيت الاستقرار".

وعبَّر عن تطلع حكومته لتنفيذ توصية الاجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة على هامش أعمال الجمعية العامة بعقد مؤتمر التعهدات لدعم مشاريع التنمية في دارفور لضمان استدامة السلام والاستقرار في الإقليم.

كما دعا مندوب السودان مجلس الأمن إلى إيلاء قدر من الأهمية على اللجنة الدولية لمتابعة تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام.