منظور عالمي قصص إنسانية

ميشيل باشيليت من كفاح ضد الديكتاتورية إلى أعلى منصب في مجال حقوق الإنسان

الأمين العام انطونيو غوتيريش يرحب بمفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت
UN Photo/Kim Haughton
الأمين العام انطونيو غوتيريش يرحب بمفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت

ميشيل باشيليت من كفاح ضد الديكتاتورية إلى أعلى منصب في مجال حقوق الإنسان

حقوق الإنسان

بعد سنوات طويلة قضتها في مجالات السياسة والدبلوماسية، على الصعيدين الوطني والدولي، أصبحت ميشيل باشيليت في سبتمبر/أيلول 2018 مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان خلفا لزيد رعد الحسين.

 وكانت باشيليت أول امرأة تتولى رئاسة تشيلي، حيث أنهت ولايتها الثانية في مارس/آذار من هذا العام. وكانت ولايتها الأولى بين عامي 2006 و2010. وعام 2010 أصبحت أول مديرة تنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة التي تأسست في نفس العام.

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، تحدثت المفوضة السامية لحقوق الإنسان عن أهم أولوياتها في منصبها الجديد، قائلة إنها تريد أن تكون صوتا لمن لا صوت لهم.

وقالت "أولوياتي تتمثل في عمل ما يحتم علي تفويضي فعله، وهو أن أكون صوتا لمن لا صوت لهم. ولكن أيضا للتواصل مع الحكومات بحيث تحترم حقوق الإنسان، وتحمي الناس من انتهاكات حقوق الإنسان، وتعزز حقوق الإنسان."

وأضافت أنها تسعى إلى "تصميم نظام يبرز مؤشرات الإنذار المبكرة وبالتالي التفكير في اتخاذ إجراءات مبكرة. وبالطبع، سأعمل مع الدول الأعضاء لدعمها والانخراط معها في هذه المهمة المتعلقة بتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، وكذلك مع الهيئات الحكومية الدولية مثل مجلس حقوق الإنسان، والمعاهدات، وجميع الإجراءات الخاصة وآليات حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة."

ما هو السبيل الذي تنتهجينه من أجل التقريب بين مختلف الأطراف؟

ما أفعله في الاجتماعات، ليس فقط مع مجلس حقوق الإنسان وأيضا مع مجموعات الدول الأعضاء في جنيف التي تمثل بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، والدول الأفريقية، والدول العربية، ودول آسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا الغربية وبلدان أخرى، ودول أوروبا الشرقية، هو التحدث معها والاستماع إليها. لأنه، في بعض الأحيان، تعرف ما عليك القيام به، ولكن السبيل الذي تنتهجه قد يكون أكثر نجاحا من غيرك. في بعض الأحيان تحتاج إلى التحدث. في بعض الأحيان تحتاج إلى التفكير بشأن ما تود قوله، سيكون أفضل إذا قمنا بالوقاية الدبلوماسية، إذا بدأنا في إشراك الحكومة.

أين نقف الآن في الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟

العالم اليوم أفضل مما كان عليه قبل 70 سنة. ولكن النضال من أجل حقوق الإنسان ربما لن ينتهي على الإطلاق، لأن هذه العملية يمكن أن تتقدم، ولكن سيوجد دائما أناس يرغبون في مقاومة ذلك التقدم. ربما تكون الحكومات، ربما تكون الجماعات المسلحة، أو ربما الجماعات المسلحة غير النظامية. وتتمثل مهمة الأمم المتحدة في ضمان وتعزيز نظام حقوق الإنسان بأكمله. وسأفعل ما يمكنني فعله بشأن ذلك، لكن المهمة ليست فقط مهمة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بل هي مهمة الأمم المتحدة بأكملها.

باشيليت ووالديها كانا من السجناء السياسيين في البلاد. حيث مات والدها، الجنرال في سلاح الجو التشيلي، أثناء وجوده في السجن. مشيرا إلى أنه و"بعد إطلاق سراحهما، أمضت السيدة باشيليت ووالدتها عدة سنوات في المنفى، قبل العودة إلى تشيلي عام 1979، وإنهاء دراسة الطب لتصبح طبيبة أطفال ومدافعة في مجال الصحة العامة.

وفي إجابتها على سؤال حول كيف تمكنت من التغلب على الظلم الذي تعرضت له أثناء فترة حكم بينوشيه الديكتاتوري في تشيلي قالت باشيليت:

"في عائلتي، عندما كنت طفلة، كنت محاطة ببيئة من الرعاية والحب. ولذا، فأنا وأمّي صامدتان إن جاز لي التعبير. أعتقد أن ذلك الأمر مهم للغاية ... أعني، لقد كانت هناك فترة من فترات حياتي كرهت فيها حقا ما كان يحدث. كان يتملكني الكثير من الغضب. لكن بعد ذلك، بدأت أفكر، وقلت لا أريد أن يحدث هذا في تشيلي ولا في أي بلد آخر في العالم. سألت نفسي حول ما يمكنني فعله. يمكنني القول إن ذلك ساعدني على أن استوعب، أنه إذا أراد المرء تحقيق هدف، وبطريقة إيجابية وبناءة، فإن ذلك يمكن أن يحدث."

يشار إلى أن السيدة باشيليت تحمل درجة جامعية في الطب، بجانب دراسة الاستراتيجية العسكرية في الأكاديمية الوطنية الاستراتيجية والسياسة في تشيلي وفي كلية الدفاع الأمريكية في الولايات المتحدة.