منظور عالمي قصص إنسانية

خبير دولي: العقوبات الأحادية التي تحرم الأبرياء من الغذاء والدواء يجب أن تتوقف فورا

إدريس الجزائري مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالأثر السلبي للتدابير الأحادية التعسفية على التمتع بحقوق الإنسان.
UN News/Hafiz Kheir
إدريس الجزائري مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالأثر السلبي للتدابير الأحادية التعسفية على التمتع بحقوق الإنسان.

خبير دولي: العقوبات الأحادية التي تحرم الأبرياء من الغذاء والدواء يجب أن تتوقف فورا

حقوق الإنسان

قال إدريس الجزائري مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالأثر السلبي للتدابير الأحادية التعسفية على التمتع بحقوق الإنسان إن العقوبات أحادية الجانب التي تحرم الأشخاص الأبرياء من الغذاء والدواء يجب أن تتوقف فورا، مشيرا إلى أنها تمثل شكلا غير قانونيا وغير أخلاقيا من أشكال الإكراه.

وأشار الخبير المستقل إلى أن القانون الدولي لحقوق الإنسان يقتضي حرية الوصول والدخول غير المقيد للسلع الإنسانية. إدريس الجزائري تحدث إلى أخبار الأمم المتحدة فقال إن:

"أكثر من ثلث سكان العالم تقريبا يعيشون في بلدان مستهدفة من قبل الدول التي تفرض عليهم تلك العقوبات الجائرة،" مضيفا أن أهم النقاط التي تحدث بشأنها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك شملت الانعكاسات السلبية التي تلقي بها تلك العقوبات على السكان. وأضاف:

"دققت جرس الإنذار بشأن الوضع الخطير في إيران وسوريا وغزة وفنزويلا وبعض الدول الأخرى. أصبحنا حاليا في وضعية قريبة جدا للحرب الاقتصادية والفرق بين الحرب الاقتصادية والمسلحة صغير جدا."

وبالإشارة إلى سوريا، قال المقرر الخاص:

"الغريب أن تلك الدول التي تفرض عقوبات على سوريا تعبر عن تضامنها مع الشعب السوري، ولكنها مددت العقوبات لسنة إضافية. السوريون يعانون من عدم التمتع بالحقوق الأساسية... ومهما كان التقصير الداخلي فإن علاجه بزيادة المشقة على السوريين هو أمر لا أستوعبه."  

وأعرب الجزائري عن أمله في التوصل إلى حل منطقي يفضي إلى "تفعيل الاستثناءات الإنسانية في صالح الشعب السوري حتى لا يعاقبوا على الخلافات بين الحكومة السورية وحكومات البلدان التي تفرض تلك العقوبات." وتحدث الجزائري عن زيارته الأخيرة إلى سوريا فقال:

"وجدت أن الشعب السوري الذي كان قد توصل في عام 2010 إلى الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الغذائي أصبح الآن محروما من القدرة على تغطية احتياجاته الغذائية، ومحروما من القدرة على تصدير المواد التي كان ينتجها، علما بأن سوريا كانت تمتلك صناعة تحويلية مهمة تصدرها لكل بلدان العالم. أما الآن فالناس هناك يعانون من البطالة، وعندما سألتهم لماذا لا تنتجون مثلما كنتم تفعلون في الماضي، قالوا إن المواد الأولية غير متوفرة وإذا أنتجنا شيئا فإن الأسواق الأجنبية مغلقة بالنسبة لنا."

وأضاف الجزائري أن هذه الأسباب هي التي أدت "إلى زيادة هجرة السوريين إلى الغرب. فكيف للغرب أن يعترض أمواج هؤلاء السوريين الواصلين إلى الغرب وفي نفس الوقت يتخذ إجراءات تشجعهم على ترك بلادهم بحثا عن لقمة العيش في بلدان غربية؟"

أما فيما يتعلق بالوضع في غزة، فقال الجزائري إن الوضع في غزة "يرثى له"، مضيفا أن الناس هناك يموتون كل يوم "دون أن يسأل أحد عنهم". وأضاف:

"الحصار مفروض على غزة منذ أحد عشر عاما. لا يستطيعون إحضار مواد البناء والأبناء محرومون ولا يستطيعون الذهاب إلى المدارس... كيف تقبل أن تفرض هذا الحصار الجائر على سكان غزة؟ حتى وإن اختلفوا مع المسؤولين السياسيين في غزة على الأقل عليهم تصفية تلك الخلافات بدون أخذ السكان والشعب كرهائن حرب."

يشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة كان قد أنشأ ولاية المقرر الخاص في سبتمبر 2014، في أعقاب نظام الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والمجتمع الدولي بشأن التأثير السلبي للجزاءات الانفرادية على حقوق الإنسان للسكان المدنيين.