منظور عالمي قصص إنسانية

من بيروت: طاقة للأمل، في عالم من التوحد

سامر طفل عراقي في العاشرة من العمر، مصاب بالتوحد. فر مع أسرته من الموصل أثناء أعمال العنف، ولجأوا إلى لبنان. على مدى سنين كان سامر يعيش في عزلة، إلى أن منحه مركز مجتمعي في لبنان فرصة للتواصل مع الأطفال الآخرين.
UNIFEED
سامر طفل عراقي في العاشرة من العمر، مصاب بالتوحد. فر مع أسرته من الموصل أثناء أعمال العنف، ولجأوا إلى لبنان. على مدى سنين كان سامر يعيش في عزلة، إلى أن منحه مركز مجتمعي في لبنان فرصة للتواصل مع الأطفال الآخرين.

من بيروت: طاقة للأمل، في عالم من التوحد

المهاجرون واللاجئون

 الشرفة هي نافذته على العالم، وربما كانت أيضا كل مداخله إلى عالمه الشخصي الداخلي. أمه، كاترينا يوسف، تعرف أن توحُّد ابنها سامر مع ذاته الطفلة الكامنة في دواخله، يمور بالمشاعر الجياشة والرغبة في الانطلاق واللعب.

تقول كاترينا يوسف:

"هو يتفرج على الناس في رواحهم ومجيئهم، يتفرج على السيارات العابرة ويلوح لها؛ يتطلع إلى الأطفال وهم يلعبون بالماء، ينادي عليهم بصوت عال، ويضحك؛ إنها طريقته الخاصة في اللعب معهم".

وكان سامر ابن العشر سنوات المصاب بالتوحد قد ولد في الموصل بالعراق، لكن عائلته اضطرت، بسبب العنف، إلى مغادرة البلد الأم، إلى لبنان. لكن، بعد ما كان الفتى يعيش في عزلة عن العالم من حوله، تتاح له الآن فرصة فريدة لأن يمسك بالعالم بين يديه: بالون لكرة أرضية صغيرة يتبادلها بمرح مع رفقة جديدة، هنا في هذا المركز الاجتماعي في بيروت، حيث تتاح لسامر فرصة فريدة للتواصل واللعب والتفاعل مع أترابه من الأطفال.

تقول جيسيكا فريم، التي تعمل مع الأطفال في المركز الذي تموله مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت:

"عندما أخبرتنا العائلة عن التحدي الرئيسي الذي يواجهها، وهو مساعدة ابنها على التكيف، أطلعناهم على الأنشطة التي نقدمها في المركز. ولقد تعود الأطفال على وجود سامر بينهم الآن، وعلى اختلافه، وبدأوا ينشئون معه علاقة صداقة، ليساعدوه بطريقتهم أيضا".

تم تشخيص سامر باضطراب طيف التوحد في الثانية من عمره، وهو ما يحد من قدرته على التفاعل الاجتماعي مع العالم من حوله. كان بحاجة إلى تعليم خاص، لكن وبسبب الحرب التي استهلكت الموصل لسنوات، لم تكن هناك مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة ولم تكن عائلته قادرة على إرساله إلى مدارس أخرى في العراق.

أمه كاترينا تقول إنها تشعر بأن سامر يستمتع بحياته الآن، وبالأوقات التي يمضيها برفقة الأطفال في المركز الاجتماعي "أشعر بالسعادة عندما أراه يلعب ويضحك. فهذا يهدئه ويقلل تعصبه؛ يسعدني ذلك كثيرا."

في لبنان اليوم، أكثر من مئة طفل لاجئ عراقي من ذوي الاحتياجات الخاصة، 13 منهم يعانون من مرض التوحد.