الرئيس اللبناني: السوريون الذين نزحوا إلى لبنان ليسوا لاجئين سياسيين باستثناء قلة
قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن بلاده تواجه تحديات كبرى بسبب أزمات الجوار، وذكر أن الأعداد الكبيرة من النازحين السوريين الفارين من جحيم الحرب قد ألقت أعباء ضخمة على المجتمع اللبناني تتمثل في ظواهر منها ارتفاع معدلات الجريمة والبطالة.
وفي كلمته في المداولات رفيعة المستوى للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة، قال عون.
"مع بدء الأحداث في سوريا، بدأت موجات النزوح هربا من جحيم الحرب تتدفق إلى لبنان، الذي حاول قدر إمكاناته تأمين مقومات العيش الكريم للنازحين. ولكن الأعداد الضخمة وتداعياتها على المجتمع اللبناني من نواح عدة، أمنيا بارتفاع معدل الجريمة بنسبة تخطت 30% واقتصاديا بارتفاع معدل البطالة إلى 21%، وديموغرافيا بارتفاع الكثافة السكانية من 400 إلى 600 في الكيلومتر المربع الواحد، مضافة إلى محدودية إمكانياتنا وندرة المساعدات الدولية للبنان، تجعل الاستمرار في تحمل هذا العبء غير ممكن، خصوصا أن الجزء الأكبر من الأراضي السورية أصبح آمنا."
ورفع الرئيس اللبناني خارطة صادرة عن مفوضية شؤون اللاجئين تبين ازدياد عدد اللاجئين من 25 ألفا عام 2012 إلى أكثر من مليون عام 2014.
وقال إن أكثرية السوريين الذين نزحوا إلى لبنان ليسوا بلاجئين سياسيين، باستثناء قلة منهم، مضيفا أن معظمهم نزح بسبب الأوضاع الأمنية في بلدهم أو لدوافع اقتصادية.
وأكد الرئيس عون موقف لبنان من حق العودة الكريمة والآمنة والمستدامة للنازحين إلى أرضهيم، والرافض لأي مماطلة أو مقايضة، أو ربط ذلك بحل سياسي غير معلوم، والرافض لأي مشروع توطين. مؤكدا ترحيبه بأي مبادرة لحل مسألة النزوح.
وأشار الرئيس اللبناني إلى أن لبنان يمضي بخطوات ثابتة في مجال حقوق الإنسان على المستويين التشريعي والتنفيذي. كما أن بلاده على مشارف الانتهاء من وضع خطة عمل وطنية ضمنت فيها مشاركة المرأة في صنع القرار على كل المستويات وتفعيل دورها في الوقاية من النزاعات وإقرار القوانين لمنع التمييز ضد النساء وحمايتهن من العنف والاستغلال.
وتطرق الرئيس اللبناني إلى القضية الفلسطينية مشيرا إلى أن انعدام العدالة فيها أشعل حروبا كثيرة في الشرق الأوسط وأوجد مقاومة لن تنتهي إلا بانتفاء الظلم وإحقاق الحق.
وشدد الرئيس اللبناني على الحاجة الملحة إلى الحوار بين الأديان والثقافات والأعراق وإلى إنشاء مؤسسات ثقافية دولية متخصصة بنشر ثقافة الحوار والسلام.
"إن الإنسان عدو لما ومن يجهل، وطريق الخلاص هي في التلاقي والحوار ونبذ لغة العنف وتطبيق العدالة بين الشعوب، فهي وحدها تعيد إلى مجتمعاتنا الاستقرار والأمان وتحقق التنمية المستدامة التي تبقى المرتجى."
الاستماع إلى الكلمة الكاملة للرئيس اللبناني ميشال عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة:
مشاهدة كلمة الرئيس اللبناني.