منظور عالمي قصص إنسانية

الهجوم بالهاون على مخزن برنامج الأغذية العالمي في الحديدة قد يؤثر على وصول المساعدات إلى الملايين

أرشيف: سيارات تنتظر دورها في العبور فوق جسر لحقت به أضرار في قصف جوي عام 2016. الطريق هو واحد من 4 طرق تربط الحديدة بباقي اليمن.
OCHA/Giles Clarke
أرشيف: سيارات تنتظر دورها في العبور فوق جسر لحقت به أضرار في قصف جوي عام 2016. الطريق هو واحد من 4 طرق تربط الحديدة بباقي اليمن.

الهجوم بالهاون على مخزن برنامج الأغذية العالمي في الحديدة قد يؤثر على وصول المساعدات إلى الملايين

المساعدات الإنسانية

قال برنامج الأغذية العالمي إن الدمار الذي لحق بإحدى منشآت تخزين الغذاء، بسبب القتال في مدينة الحديدة الساحلية قد يهدد بتعطيل جهود إطعام الملايين في اليمن.

وقال إرفيه فيروسيل، المتحدث باسم البرنامج، خلال حديث للصحفيين في جنيف اليوم الجمعة، إن استمرار الاشتباكات بالقرب من صوامع طاحونة البحر الأحمر، والتي تعتبر "منشأة حيوية لعمليات برنامج الأغذية العالمي" يمكن أن يؤثر على قدرة الوكالة الأممية على إطعام، لمدة شهر، نحو 3.5 مليون شخص ممن يعانون من الجوع الشديد في شمال ووسط اليمن.

وأضاف المتحدث أن قذيفة هاون أطلقتها "مجموعة مسلحة مجهولة الهوية" أصابت أيضا مستودعا تابعا للبرنامج في مدينة الحديدة يسع لكمية من الطعام تكفي لمساعدة أكثر من 19 ألف شخص من المحتاجين.

ووفقاً للبرنامج، فإن الوضع الأمني ​​في الحديدة "يتدهور بسرعة" ويهدد المساعدات الإنسانية في المدينة والمناطق المحيطة بها، حيث وصلت الإمدادات الغذائية إلى مستويات منخفضة للغاية.

وفي حادث آخر وقع نهاية الشهر الماضي، قال برنامج الأغذية العالمي إن سائق شاحنة تابعة له أصيب بجراح خطيرة نتيجة إطلاق مجموعة مسلحة مجهولة قذيفة استهدفت الشاحنة عندما كانت في طريقها لتوصيل مساعدات إلى حي التُحيتة، جنوبي الحديدة.

 وقال البرنامج إن الشاحنة، التي كان عليها لافتة واضحة تدل على أنها تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، حملت حوالي 30 طنا من المساعدات الغذائية، تكفي لحوالي ألفى شخص لمدة شهر واحد.

ويأتي التصعيد الأخير في إطار الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات بين القوات الحكومية والمعارضة الحوثية، التي تسيطر على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر.

وتقول الأمم المتحدة إن لميناء الحُديدة أهمية بالغة بالنسبة للجهود الإنسانية في اليمن، إذ يعد بوابة رئيسية للغذاء والوقود والأدوية في البلد الفقير الذي يستورد كل احتياجاته اليومية تقريبا.

وأكد فيروسيل على استمرار عمليات برنامج الأغذية العالمي، على الرغم من تدهور الوضع الأمني، قائلا "سنبذل قصارى جهدنا لضمان استمرار عملياتنا في جميع أنحاء المنطقة دون انقطاع".

وأوضح أنه في شهر أغسطس/آب "وعلى الرغم من ارتفاع مستويات النزاع جنوبي الحديدة، "قمنا بتقديم المساعدات الغذائية الطارئة لنحو 700 ألف شخص من بين 900 ألف هم الأكثر تعرضا للمخاطر في المحافظة."

وقال المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي إن حوالي ثمانية ملايين شخص على حافة المجاعة في جميع أنحاء اليمن "ولا يمكننا تحمل أي أنشطة من شأنها أن تعطل عملياتنا الرامية إلى توفير الغذاء والتغذية".

وذكّر إيرفيه فيروسيل الأطراف المتحاربة بأن العاملين في المجال الإنساني ينبغي ألا يكونوا هدفا، مشيرا إلى أن البرنامج "سيحمل الأطراف المسؤولية" عن أي هجمات على منشآته.

" ندين أي محاولة من أي طرف من أطراف النزاع ممن يستخدمون المساعدات الإنسانية والمنشآت كأداة في هذا الصراع العنيف، ونناشد جميع أطراف النزاع السماح لعمال الإغاثة بالقيام بعملهم. مخازن برنامج الأغذية العالمي والشاحنات والمرافق والصوامع والأهم من ذلك الموظفون، محايدون ويجب ألا يستخدموا أو يستهدفوا بواسطة أي طرف من أطراف النزاع."

وكانت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن قد حذرت بشدة يوم الخميس من أن "مئات الآلاف من الأرواح في الحديدة في وضع حرج."

وأشار إلى أن الوضع "تدهور بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية وأن الأسر تشعر بالرعب من القصف والضربات الجوية.

وقالت المسؤولة الأممية إن "الناس يكافحون من أجل البقاء. أكثر من 25% من الأطفال يعانون من سوء التغذية. هناك 900 ألف شخص في المحافظة يائسون في سبيل الحصول على الغذاء. 90 ألف امرأة حامل معرضات لخطر كبير. تحتاج العائلات إلى كل شيء من الطعام والنقود والرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي والإمدادات الطارئة والدعم. الكثير منها بحاجة إلى مأوى. انه لأمر مفجع أن نرى عدد المحتاجين وكم الاحتياجات."