منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: حان وقت التضامن مع الشعب اليمني

طفل يقف بين حطام مدرسته التي دمرتها الحرب في صعدة في اليمن.
Giles Clarke/UN OCHA
طفل يقف بين حطام مدرسته التي دمرتها الحرب في صعدة في اليمن.

الأمم المتحدة: حان وقت التضامن مع الشعب اليمني

السلم والأمن

استنكر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان القصف الجوي من قبل التحالف، الذي ضرب حافلة تقل أطفالا في سوق ضحيان في صعدة في اليمن، مما أدى إلى مقتل 40 شخصا وإصابة 60 بجراح، وفق التقارير.

وقالت إليزابيث ثروسيل المتحدثة باسم المكتب إن المعلومات الأولية التي جمعها مكتب حقوق الإنسان تفيد بأن 21 ولدا على الأقل، غالبيتهم في الخامسة عشرة من العمر، كانوا من بين القتلى فيما أصيب 35 ولدا آخر بجراح.

وأضافت المتحدثة، في مؤتمر صحفي في جنيف، إن هذه الخسارة في الأرواح تأتي في ظل زيادة عدد الضحايا المدنيين خلال الأسبوع الماضي.

"ندعو مرة أخرى كل أطراف الصراع إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بما في ذلك الالتزام باحترام مبادئ التمييز بين الأهداف، والتناسب، واتخاذ التدابير الاحترازية. يتعين على الأطراف اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب، وللحد في كل الأحوال، أثر العنف على المدنيين. نود أيضا الإشارة إلى أن أي هجوم يستهدف بشكل مباشر المدنيين، ممن لا يشاركون بصورة مباشرة في الأعمال القتالية أو الأهداف المدنية، يصنف بأنه جريمة حرب."

وذكـّر مكتب حقوق الإنسان أطراف الصراع في اليمن بضرورة احترام المستشفيات وحمايتها في كل الظروف.

اليونيسف: كل يوم يتضور الأطفال في اليمن جوعا

هذا وتحاول فرق اليونيسف على الأرض التحقق من إصابات الأطفال، وقد أبلغت الفرق في هذه الأثناء عن مشاهد فوضوية في المستشفيات، كما أشار المتحدث باسم المنظمة كريستوف بوليارك.

وقال بوليارك إن الفرق على الأرض لم تتمكن من تأكيد سوى مقتل 21 طفلا وإصابة 35 آخرين حتى الآن، بما يتماشى مع أرقام مفوضية حقوق الإنسان. ولكنه شدد على أن عمليات التحقق لا تزال مستمرة وأن الأرقام المتداولة يمكن أن تكون أعلى. وأضاف:

"في اليمن أكبر عدد من الأطفال المحتاجين في العالم، أكثر من 11 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية، أي كل طفل يمني تقريبا. كل يوم في اليمن يتضور الأطفال جوعا ويموتون بسبب مستوى العنف وعواقبه."

وبحسب ما جاء في بيان المديرة التنفيذية لليونيسف هنريتا فور، فإنه "منذ عام 2015، قتل ما يقرب من 2,400 طفل وأصيب أكثر من 600,3 آخرين،" فضلا عن إزهاق آلاف الأرواح البريئة، وأصبحت "الهجمات على المستشفيات والمدارس والبنية التحتية الأساسية شائعة."

وحثت فور أطراف النزاع، ومن يتمتعون بنفوذ عليها بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن، على إنهاء هذه الكارثة من أجل أطفال اليمن، وقالت: "من الصعب أن نصدق أننا في عالم يعيش فيه الأطفال في خوف من مثل هذه الهجمات، ولكن ها نحن هنا. هذا لا يجب أن يكون واقعهم رغم ذلك."

الأمين العام يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وعاجل

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش القصف الجوي الذي نفذته قوات التحالف في صعدة في اليمن، والذي ضرب منطقة سوق مزدحم وأثر على حافلة كانت تقل أطفالا من أحد معسكرات الصيف.

وذكر بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام أن السلطات الصحية المحلية أكدت مقتل وإصابة العشرات، غالبيتهم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والثالثة عشرة. ودعا إلى إجراء تحقيق مستقل وعاجل في هذه الحادثة.
 
وقدم الأمين العام تعازيه الحارة لأسر الضحايا. ودعا كل الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وخاصة القواعد الأساسية المتعلقة بالتمييز بين الأهداف، والتناسب، واتخاذ التدابير الاحترازية.
وشدد أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة أن تتوخى كل الأطراف الحذر المستمر لتجنيب تعرض المدنيين والأهداف المدنية للخطر أثناء العمليات العسكرية.

وجدد غوتيريش دعوته للتوصل، بشكل عاجل، إلى تسوية تفاوضية سياسية عبر الحوار الوطني اليمني، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لإنهاء الصراع.

وحث كل الأطراف على تهدئة الصراع والانخراط بشكل بناء في العملية السياسية، بما في ذلك المشاورات المقررة في جنيف في سبتمبر أيلول.

غريفيثس يدعو إلى بذل مزيد من الجهود لإنهاء الصراع

وأعرب مارتن غريفيثس المبعوث الخاص للأمين العام لليمن عن صدمته بشأن تلك المأساة التي أودت بحياة الكثيرين من الأبرياء في صعدة، منهم أطفال تحت سن الخامسة عشرة.

وقال إن هذا الوضع يجب أن يشجع الجميع على بذل مزيد من الجهود لإنهاء الصراع عبر المحادثات اليمنية الجامعة. وأعرب عن الأمل في أن تشارك  كل الأطراف بشكل بناء في العملية السياسية، بما في ذلك المشاورات المقرر إجراؤها في جنيف في سبتمبر/أيلول.

مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: حان وقت التضامن مع شعب اليمن

قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي إن "مقتل عشرات الأشخاص جراء القصف الجوي، الذي ضرب مديرية مجز بمحافظة صعدة، أمر مروع وغير مقبول على الإطلاق."

وأعربت غراندي عن تعازيها العميقة لأسر الضحايا، الذين كان غالبيتهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و 13 سنة على متن حافلة.

وأضافت منسقة الشؤون الإنسانية، في بيان أصدرته اليوم الجمعة، أن "تكاليف هذه الحرب الرهيبة في ارتفاع مستمر، ففي الأسبوع الماضي، قُتل عشرات الأشخاص في انفجارات في سوق السلمك والمستشفى بمدينة الحديدة".

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج 22 مليون شخص أو 75% من سكانه، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية.

ومنذ عام 2015، قتل أو جرح أكثر من 28 ألف يمني، كما توفي آلاف المدنيين لأسباب يمكن الوقاية منها، بما في ذلك سوء التغذية والأمراض وضعف الخدمات الصحية. كما يموت طفل واحد على الأقل كل 10 دقائق لأسباب مرتبطة بالحرب.

ودعت غراندي إلى الانتباه لما يحدث في اليمن، وقالت إن "الأرقام مذهلة. إذ يعاني 8.4 مليون يمني من التضور جوعا، وسبعة ملايين يعانون من سوء التغذية. كما سيقع 10 ملايين شخص آخر من المدنيين الأبرياء في مرحلة ما قبل المجاعة بحلول نهاية العام إذا لم تتوقف الحرب ".