منظور عالمي قصص إنسانية

الكونغو الديمقراطية: التفشي الجديد للإيبولا في منطقة صراع يفاقم تعقيد الاستجابة للمرض الخطير

فريق تابع لمنظمة الصحة العالمية يقوم بمساعدة السكان المحليين بعبور طريق عبر الغابات الاستوائية لجلب لقاح الإيبولا إلى المجتمعات النائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
منظمة الصحة العالمية
فريق تابع لمنظمة الصحة العالمية يقوم بمساعدة السكان المحليين بعبور طريق عبر الغابات الاستوائية لجلب لقاح الإيبولا إلى المجتمعات النائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

الكونغو الديمقراطية: التفشي الجديد للإيبولا في منطقة صراع يفاقم تعقيد الاستجابة للمرض الخطير

الصحة

قالت منظمة الصحة العالمية إن التصدي للتفشي الأخير لفيروس الإيبولا في محافظة كيفو الشمالية في جمهورية الكونغو الديمقراطية سيكون "معقدا للغاية" نظرا لحجم التحديات اللوجستية الضخمة والنزاع المستمر هناك.

وفي حديثه للصحفيين بجنيف، أشار نائب المدير العام للمنظمة لشؤون الاستجابة الطارئة الدكتور بيتر سلامة إلى أن الفاشية الأخيرة تتقاسم الكثير من نفس العوامل المعقدة، التي اتسمت بها الفاشية التي سبقتها في غرب البلاد وأُعلن القضاء عليها قبل نحو أسبوع، بما يصعب للغاية جهود  الاستجابة.

"بالنسبة لهذه الفاشية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، لسوء الحظ لدينا الكثير من نفس القيود والعوامل المعقدة، فيما يتعلق باللوجستيات وإصابة العاملين في مجال الصحة في وقت مبكر – حيث توفي بالفعل أحد العاملين الصحيين – بالإضافة إلى قربها من الغابات وتعدد مواقع الإصابات، حيث نتتبع بالفعل عشر حالات اتصال بالفيروس في مواقع مختلفة، كما أن الفاشية قريبة من الحدود مع أوغندا التي لا تبعد سوى 50 كيلومترا. ولكن بالإضافة إلى ذلك، لدينا عامل واحد إضافي معقد للغاية، إذ نستجيب لمرض مميت شديد الخطورة يتسبب في بعض من أعلى معدلات الوفيات لأي مرض معروف، في منطقة حرب."

الدكتور بيتر سلامة نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للاستجابة الطارئة.
أخبار الأمم المتحدة/Daniel Johnson
الدكتور بيتر سلامة نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للاستجابة الطارئة.

ومن المحتمل أن يرتفع عدد الوفيات نتيجة الفاشية الحالية في كيفو، بحسب الدكتور سلامة، الذي يرأس أيضا لجنة الاستعداد والتأهب لحالات الطوارئ. وأشار إلى وفاة امرأة والعديد من أفراد عائلتها القريبين بعد أن ظهرت عليهم أعراض تتفق مع فيروس الإيبولا. 

وهناك أيضا التهديد الإضافي الناجم عن الفارين من العنف إلى أوغندا والدول المجاورة، إذا حملوا العدوى معهم. ولذا يجري تنفيذ تدابير إضافية للمراقبة في نقاط العبور، كما أعلن الدكتور سلامة. فوفق بيانات منظمة الصحة العالمية، هناك مليون نازح من سكان الولاية البالغ عددهم ثمانية ملايين يواجهون خطر الاتصال بالفيروس.

وخلال الاستجابة لأحدث فاشية للإيبولا، كان تعقب أي شخص على اتصال بالناقلين المشتبه بهم للمرض جزءا أساسيا من مكافحة الوباء. إذ تمكن موظفو المنظمة من السفر لمئات الأميال على دراجات نارية للقيام بهذا العمل الحيوي، ولكن من المرجح أن يكون هذا الأمر أكثر صعوبة في ضوء ارتفاع مستوى انعدام الأمن في محافظة كيفو.

وتتمثل إحدى الأولويات العاجلة في تأكيد ما إذا كان هذا التفشي الأخير يشمل ما يعرف بسلالة زائير، حيث سيكون من الممكن علاجه بنفس اللقاح الذي استخدم في مقاطعة إكواتور. وعن ذلك قال الدكتور سلامة:

"إنها أخبار سارة وأخبار سيئة للغاية. الأخبار السيئة هي إن سلالة الإيبولا هذه تحمل معها أعلى معدل وفاة مقارنة بالسلالات الأخرى، نحو 50% وأكثر، وفقا لتفش سابق. إنها أكثر أنواع الإيبولا فتكا، هذه هي الأخبار السيئة. والخبر السار هو أن لدينا بالفعل، على الرغم من أنه لا يزال منتجا في مرحلة التحقق، لقاحا آمنا وفعالا، تمكنا من نشره في المرة السابقة ".

وقد أدى تفشي المرض في الجانب الغربي من البلاد في يونيو/حزيران إلى مقتل 33 شخصا وإصابة العشرات، ولكن على الرغم من ظهور العديد من الحالات في مدن كبرى على نهر الكونغو، تم احتواء الوباء بشكل تام بعد استجابة دولية ووطنية هائلة.

يشار إلى أن هذا التفشي الأخير للإيبولا هو العاشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 1976.