منظور عالمي قصص إنسانية

بلال واحد من آلاف الفلسطينيين المستفيدين من برنامج الأمم المتحدة للتشغيل الطارئ في قطاع غزة

حارس إنقاذ بحري، أحد المستفيدين من برنامج التشغيل الطارئ لخلق فرص عمل للشباب في قطاع غزة الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
UNDP
حارس إنقاذ بحري، أحد المستفيدين من برنامج التشغيل الطارئ لخلق فرص عمل للشباب في قطاع غزة الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

بلال واحد من آلاف الفلسطينيين المستفيدين من برنامج الأمم المتحدة للتشغيل الطارئ في قطاع غزة

المساعدات الإنسانية

بلال بشير، صياد ومنقذ بحري في غزة، منذ نعومة أظافره، ينتظر كل عام فترة الصيف لكي يحصل على وظيفة لمدة ثلاثة أشهر، يستطيع من خلالها سداد الديون التي تراكمت عليه لمحلات البقالة. عدم حصوله على عمل خلال الصيف قد يعني سجنه بسبب الديون، كما قال.

يستفيد بلال، وهو أب لطفلين، من برنامج التمكين الاقتصادي للأسر الفلسطينية الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لخلق فرص عمل في قطاع غزة، من أجل تخفيف وطأة الآثار الناجمة عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية التي يعاني منها القطاع. 

يعيل بلال أسرته من خلال عمله في مجال الصيد أحياناً، وفي فترات الصيف من خلال عمله في الإنقاذ البحري في حال توفرت له فرصة العمل:

"أنا بلال...عشقت البحر منذ كان عمري عشر سنين، وتعلمت هواية السباحة والغوص وقد ورثتها عن والدي، وعشقتها، وعملت في مجال صيد الأسماك، وأصبح عندي مركب، وأصبحت محترفا في السباحة والغوص. حصلت على دورة في الدفاع المدني مدتها 30 يوما، واتبعت دورة في الإنقاذ البحري، وحصلت على الإجازة. كنت دائما كل عام أتقدم بطلب من خلال مكتب العمل، لأحصل على وظيفة خلال أشهر الصيف الثلاثة، وكل عام أعمل في هذا المجال. ويمكنني العائد المادي من العمل خلال هذه الفترة من أن أنفق على نفسي وعلى أولادي، كما أتمكن من سداد ديوني التي تراكمت علي لمدة 4-5 أشهر. إنه شئ كبير وأنتظره من الصيف للصيف. خلال العشر سنوات الماضية، كنا شبابا عاطلين عن العمل، فلا توجد أي فرصة أخرى، وأنا لا امتلك أي مهنة أخرى، سوى مهنة الصيد والإنقاذ، فهذا هو مجالي."

بلال لا يعرف ماذا سيفعل إن لم يحصل على فرصة عمل في فترة الصيف، لا سيما وأن العمل في مجال الصيد صعب في ظل محدودية مساحة الصيد، وتعرض الصيادين للمضايقات. 

"ستتراكم الديون عليّ بشكل كبير، وقد أدخل السجن إن لم أسدد هذه الديون، لأن التجار وأصحاب الدكاكين لا يرحموننا. الحياة تحتاج النقود، والأطفال يحتاجون إلى الحليب والأكل والشرب والحفاضات. أنا أعيل أسرة مؤلفة من أربعة أفراد، يتوجب علي جلب النقود بشكل يومي. وعندما لا أعمل أعتمد على الديون. وفي بعض الأحيان لا يقبل أصحاب المحال أن يبيعوا لنا بالدين."

يعمل برنامج التمكين الاقتصادي للأسر الفلسطينية على خلق 2500 فرصة عمل طارئة وقصيرة الأجل خلال 12 شهرا، وستشكل النساء 40 في المئة منهم. كما وستدعم المشاريع انخراط الشباب من خلال الأعمال الريادية والشركات الناشئة والعمل عن بعد ودعم الأعمال والتدريب المهني بالإضافة الى تطوير المهارات.

طارق شبات، منسق برنامج التمكين الاقتصادي للأسر الفلسطينية في غزة تحدث عن أهمية البرنامج في القطاع في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، وعن المرحلة الأولى التي بدأ العمل بها:

"مشروع التشغيل الطارئ هو مشروع طارئ نظراً للظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، من عدم وجود فرص عمل لتشغيل الشباب، والضائقة المالية التي يعاني منها أغلب مواطني قطاع غزة. هو مشروع خلق فرص عمل طارئة، استهدفنا في المرحلة الاولى تشغيل أو مساعدة قطاع السياحة الداخلية وذلك من خلال تشغيل 120 منقذا بحريا للاحتياج الأساسي الموجود على طول ساحل قطاع غزة الذي يبلغ طوله 45 كيلو مترا. الهدف الأساسي من التشغيل الطارئ هو توفير سيولة نقدية، ومحاولة إنعاش الخريج والباحث عن عمل لفترة تتراوح بين 3 -6 شهور، ومحاولة إعطاء دفعة إلى الأمام. وعندما يتم ضخ سيولة نقدية في الاقتصاد المحلي، يتم تحريك عجلة الاقتصاد، حيث يعمل العامل والبائع، وتبدأ الدائرة الاقتصادية بالدوران حتى ولو بشكل بسيط."

يسعى البرنامج إلى توفير أكثر من 4 آلاف مصدر دخل، بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية المستمرة التي يتم من خلالها إعادة إعمار المنازل والمؤسسات التعليمية ومرافق المياه والصرف الصحي والمرافق الصحية والتي بدورها تخلق الآلاف من أيام العمل الأسبوعي.

تقرير حازم بعلوشة – أخبار الأمم المتحدة / غزة