منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: التقدم يتباطأ والوقت ينفد على مسار التصدي للإيدز

من الأرشيف: ميشيل سيدي بيه، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، الإيدز أثناء إطلاق تقرير البرنامج في باريس ، فرنسا. 18 يوليو/تموز
UNAIDS/Laurence Geai
من الأرشيف: ميشيل سيدي بيه، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، الإيدز أثناء إطلاق تقرير البرنامج في باريس ، فرنسا. 18 يوليو/تموز

الأمم المتحدة: التقدم يتباطأ والوقت ينفد على مسار التصدي للإيدز

الصحة

"تتزايد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في حوالي 50 بلداً، ولا تتراجع الوفيات المرتبطة بالإيدز بسرعة" جاء ذلك في تقرير جديد أطلقه برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية اليوم الأربعاء في باريس.

وحذر التقرير من أن الاستجابة العالمية لفيروس نقص المناعة البشرية في وضع غير مستقر، وأن سرعة التقدم على مسار الأهداف المرجو تحقيقها بحلول عام 2020، لا تتوافق مع الطموح العالمي، داعيا إلى اتخاذ إجراءات فورية للوصول إلى تلك الأهداف.

وقال ميشيل سيدي بيه، المدير التنفيذي للبرنامج:

 "إننا ندق ناقوس الخطر. تتخلف مناطق بأكملها عن الركب، والمكاسب الضخمة التي حققناها من أجل الأطفال لا يمكن استدامتها، ولا تزال النساء أكثر الفئات تضررا، ولا تزال الموارد لا تتوافق مع الالتزامات السياسية، ولا يزال السكان الرئيسيون مهملين. كل هذه العناصر توقف التقدم وتحتاج إلى معالجة عاجلة."

أزمة الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية

وأشار التقرير إلى انخفاض نسبة الإصابات الجديدة بفيروس الإيدز بنسبة 18 % فقط في السنوات السبع الماضية، من 2.2 مليون في عام 2010 إلى 1.8 مليون في عام 2017. وعلى الرغم من أن هذا العدد يمثل تقريبا نصف عدد الإصابات الجديدة في عام 1996، فإن الانخفاض لن يكون بالسرعة المطلوبة لبلوغ الهدف المتمثل في أقل من 500 ألف حالة وفاة بحلول عام 2020.

وشهدت منطقة شرق وجنوب أفريقيا، وهي أكثر المناطق تأثرا بالفيروس، أقوى موجة انخفاض في عدوى الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث انخفضت الإصابات الجديدة بالفيروس بنسبة 30%. أما في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى فقد تضاعف العدد السنوي للإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية، وزادت الإصابات الجديدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى العشرين سنة الماضية، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أنه ونتيجة لتأثير توفير العلاج المضاد للفيروسات، فإن عدد الوفيات شهد أعلى معدل انخفاض في هذا القرن، حيث تراجع إلى أقل من مليون لأول مرة في عام 2016. ومع ذلك، فإن وتيرة الانخفاض الحالية ليست سريعة بما يكفي للوصول إلى هدف 2020.

غرب ووسط أفريقيا يتخلفان عن الركب

وقال التقرير إن 26 % فقط من الأطفال و41 % من البالغين المصابين بفيروس الإيدز تمكنوا من الحصول على العلاج في غرب ووسط أفريقيا، مقارنة مع 59% من الأطفال و66% من البالغين في شرق وجنوب أفريقيا. ومنذ عام 2010، انخفضت الوفيات المرتبطة بالإيدز بنسبة 24% في غرب ووسط أفريقيا، مقارنة بانخفاض قدره 42% في شرق وجنوب أفريقيا. ويوجد في نيجيريا أكثر من نصف الإصابات في المنطقة.

تباطؤ التقدم بالنسبة للأطفال المصابين بالإيدز

ويبين التقرير أن المكاسب التي تحققت للأطفال لا يتم الحفاظ عليها، حيث انخفضت نسبة الأطفال المصابين بالإيدز خلال العامين الماضيين إلى النصف فقط، فيما توفي 110 ألف طفل بسبب الأمراض المرتبطة بالإيدز في عام 2017.

استمرار الوصمة والتمييز

إن التمييز من قبل العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتنفيذ القانون، والمعلمين، وأصحاب العمل، والآباء، والزعماء الدينيين، وأعضاء المجتمع المحلي ضد مرضى الإيدز يحول دون تمكين الشباب، والمصابين بالفيروس والفئات الرئيسية المعرضة للإصابة من الوصول إلى سبل الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وعلاجه وغير ذلك من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية.

جهود لوقف العنف ضد المرأة المصابة بالإيدز

وأشار التقرير إلى تعرض أكثر من امرأة من بين كل ثلاث نساء في العالم للعنف الجسدي أو الجنسي، غالباً على أيدي شركائها الحميمين. وقال ميشيل سيدي بيه: "تعتبر اللامساواة، وعدم التمكين والعنف ضد النساء انتهاكا لحقوق الإنسان ويستمر في زيادة الإصابات الجديدة بالمرض... يجب أن نضاعف جهودنا لوقف عملية المضايقة والإيذاء والعنف، في المنزل أو في مكان العمل."

الابتكارات تدفع الجهود إلى الأمام

وقال التقرير إن من البلدات في جنوب أفريقيا إلى القرى النائية في غابات الأمازون إلى المدن الكبرى في آسيا، ظهرت عشرات الابتكارات كنتيجة للتعاون بين النظم الصحية والمجتمعات الفردية، والتي بإمكانها أن تنجح في التقليل من وصمة العار والتمييز وتقديم الخدمات للغالبية العظمى من الناس الذين هم في حاجة ماسة إلى تلك الخدمات، في وقت تستمر فيه هذه الأساليب المبتكرة في دفع الحلول اللازمة لتحقيق أهداف 2020.

وكشف التقرير عن حدوث تحسن بشكل ملحوظ فيما يتعلق باختبارات فيروس الإيدز وتقديم المشورة لأفراد الأسرة والأشخاص الذين تم تشخيصهم بفيروس نقص المناعة البشرية. ففي شرق وجنوب أفريقيا أسهمت الاستثمارات المحلية والدولية الهامة إلى جانب الالتزام السياسي القوي ومشاركة المجتمع المحلي في إحداث تقدم بشأن تحقيق أهداف عام 2020.