منظور عالمي قصص إنسانية

ملادينوف من غزة: نحن على بعد خطوة واحدة من نشوب صراع آخر، والمواجهة ستكون خسارة للجميع

اليونيسف: جرح أكثر من 1000 طفل خلال أعمال العنف في قطاع غزة  منذ آذار/مارس والمرافق الطبية متعثرة
OCHA
اليونيسف: جرح أكثر من 1000 طفل خلال أعمال العنف في قطاع غزة منذ آذار/مارس والمرافق الطبية متعثرة

ملادينوف من غزة: نحن على بعد خطوة واحدة من نشوب صراع آخر، والمواجهة ستكون خسارة للجميع

السلم والأمن

دعا منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الابتعاد عن المواجهة العسكرية التي قال إنها ستكون خسارة لكل الأطراف. وفي مؤتمر صحفي في غزة، اليوم الأحد، قدم نيكولاي ملادينوف تعازيه لأسر كل الأطفال الذين لقوا مصرعهم خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، والصحفيين والعاملين في المجال الطبي الذين فقدوا حياتهم أثناء تأية واجبهم.

وعن شبح الحرب والمواجهة العسكرية، قال المسؤول الدولي:

"بالأمس (السبت) كنا على شفا الحرب. وقد احتاج الأمر إلى جهود متضافرة من الجميع لضمان الابتعاد عن المواجهة التي لا يريدها أو يحتاجها أحد، والتي سيخسر فيها الجميع. خلال العقد الماضي عاش الفلسطينيون في غزة ثلاثة صراعات. الإسرائيليون، عبر السور الحدودي، أيضاً عاشوا في ظل تهديدت متواصلة بسب الصواريخ طوال عقد من الزمن. هذه الدائرة يجب أن تتوقف وتنتهي. سأبدأ بالتوجه بنداء إلى الفلسطينيين في غزة، أعرف الأوضاع الصعبة التي تعيشون في ظلها، وأنه من الصعب للغاية أن تصدقوا المجتمع الدولي أو أي أحد يقول لكم إن حياتكم ستتحسن. ولكنني أناشد كل الفلسطينيين، كل آباء الأطفال في غزة، إبقاء المظاهرات سلمية. أناشد الفصائل الفلسطينية عدم التحريض على وقوع الحوادث قرب السور الحدودي، ووقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات الورقية الحارقة، وإتاحة الفرصة أمام السلام. أناشد إسرائيل ممارسة ضبط النفس في استجابتها للوضع في غزة. أناشد القناصة عدم إطلاق النار على الأطفال. أناشد الجميع الابتعاد عن حافة نشوب الصراع."

وقال ملادينوف إن الوضع في غزة تدهور بسرعة خلال الأشهر القليلة الماضية نتيجة ثلاثة عوامل وهي:

"أولا العامل الإنساني. أصبحت حياة الناس أكثر صعوبة، المال لديهم أصبح محدودا، وانهار الاقتصاد، وشحت الكهرباء والمياه. لا يمكن أن نظل صامتين، في الوقت الذي يعيش فيه مليونا شخص في غزة في ظل هذه الأوضاع المروعة."

العامل الثاني، كما قال ملادينوف، هو تدهور الوضع السياسي، وتوقف عملية المصالحة الفلسطينية التي قال إنها السبيل الأهم لانتشال قطاع غزة من أزماته:

"شهدنا تدهور الوضع السياسي مع توقف محادثات المصالحة الفلسطينية، أتذكر شعور الناس بالسعادة هنا في غزة في أكتوبر تشرين الأول، عندما دُعيت حركتا فتح وحماس إلى القاهرة لإجراء محادثات حول المصالحة. أتذكر دموع الفرح في أعين الناس، والنابعة من شعورهم باقتراب انتهاء الانقسام الفلسطيني. يجب أن نفعل كل ما بوسعنا لإحياء عملية المصالحة، واستئناف المحادثات التي من شأنها أن تعيد غزة والضفة الغربية إلى سيطرة حكومة واحدة ونظام قانوني واحد، وتقيم سيطرة شرعية واحدة على كل الأسلحة. لا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية بدون غزة أو دولة فلسطينية فقط في غزة."

والعامل الثالث، كما قال منسق عملية السلام في الشرق الأوسط، هو تدهور الأوضاع الأمنية.

وناشد ملادينوف زملاءه في المجتمع الدولي عدم نسيان سكان غزة والفلسطينيين الذين عاشوا لأجيال بدون دولة، والعمل مع الأمم المتحدة وكل من يحاول حل الوضع في الوقت الراهن. وقال إن سكان غزة شهدوا ما يكفي من الحروب. وقال إن على المجتمع الدولي مسؤولية التحرك على الفور وتحديد سبيل التقدم على المسار السياسي.

وحدد ملادينوف عددا من الخطوات المهمة في هذا الإطار، وقال مخاطبا سكان غزة:

"هناك طريق واحد للتحرك قدما. الخطوة الأولى هي تجديد الدعوة لإنهاء إطلاق  القذائف ولوقف إطلاق النار. الخطوة الثانية هي حل كل المشاكل الإنسانية، وتوفير الوظائف والكهرباء والمياه وإصلاح قطاع الرعاية الصحية. تعمل الأمم المتحدة وشركاؤنا على خطة محددة للتحرك فورا على مسار هذه الأولويات بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية وكل الأطراف الإقليمية والدولية التي تدعم احتياجاتكم.... الخطوة التالية لنا في المجتمع الدولي هي تحسين التنسيق مع كل الأطراف، لضمان أن يتراجع الجميع بعيدا عن حافة الصراع. إننا على بعد خطوة واحدة من نشوب صراع آخر."

وأعرب ملادينوف عن الأمل في أن تظهر خلال الأيام القليلة المقبلة، نتائج الجهود المبذولة لاحتواء الوضع ورسم سبيل للتحرك قدما.

وشدد المسؤول الدولي على أن الأفق الوحيد الواقعي للحل في غزة يتمثل في تجنب نشوب الحرب، ومعالجة المشاكل الإنسانية في غزة، والعودة إلى عملية المصالحة.

وأكد ملادينوف أن الأمم المتحدة لن تتخلى عن غزة، وقال إنها ستعزز وجودها في القطاع لتكون أكثر فعالية في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني.

وقال إنه يعمل عن كثب مع وكالة الأونروا التي تواجه مشاكل مالية كبيرة. وأكد أن قيادة الأونروا تفعل كل ما بوسعها لمعالجة العجز في التمويل ومواصلة تقديم المساعدات للفلسطينيين في كل مكان.