منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: ثلاثة أرباع أطفال جنوب السودان لم يعرفوا شيئا سوى الحرب

طفلان أفرجت عنهما الجماعات المسلحة في جنوب السودان خلال حفل إطلاق سراح في يامبيو قبل بدء عملية إعادة الإدماج في المجتمع.
UNICEF/Sebastian Rich
طفلان أفرجت عنهما الجماعات المسلحة في جنوب السودان خلال حفل إطلاق سراح في يامبيو قبل بدء عملية إعادة الإدماج في المجتمع.

اليونيسف: ثلاثة أرباع أطفال جنوب السودان لم يعرفوا شيئا سوى الحرب

السلم والأمن

من بين 3.4 مليون طفل ولدوا في جنوب السودان منذ استقلاله في عام 2011، وُلد 2.6 مليون شخص أثناء الحرب، كما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عشية استقلال البلاد.

وبحسب بيان صحفي لليونيسف، أصاب الصراع والتخلف جنوب السودان لعقود، وتركا أطفاله معرضون لسوء التغذية والمرض والإساءة والاستغلال والغياب عن الدراسة. وأضحى احتمال مستقبل أفضل للبلاد بعيدا بعد اندلاع حرب أهلية في عام 2013.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنريتا فور، التي زارت البلد في وقت سابق من هذا العام: "مع بلوغ جنوب السودان عامه السابع، تستمر حرب لا نهاية لها في تدمير حياة الملايين من الأطفال. يمكن للأطراف المتحاربة - ويجب عليها - فعل المزيد لإعادة السلام. أطفال جنوب السودان يستحقون ما هو أفضل من ذلك ".

"وعلى الرغم من إطلاق سراح 800 طفل من قبل الجماعات المسلحة منذ بداية العام، ما زال حوالي 19 ألفا آخرين يعملون كمقاتلين وطباخين وحمالين وسعاة، ويعانون من الاعتداء الجنسي، مقارنة بـ 500 طفل عندما اندلع النزاع في عام 2013،" وفق البيان.

وتابع البيان، "ارتفعت نسبة الأشخاص الذين لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية من %35 في عام 2014 إلى ما يقرب من 60% في الوقت الحاضر، مع وجود بعض المناطق في البلد على شفا المجاعة، خاصة خلال موسم الجفاف."

وحذر البيان من بلوغ معدلات سوء التغذية مستويات حرجة. إذ يعاني أكثر من مليون طفل من سوء التغذية، بما في ذلك 300 ألف طفل يعانون من خطر الموت.

كما دفع الصراع مئات الآلاف من الأطفال إلى عدم الالتحاق بالمدراس، حيث تضررت ثلث المدارس أو دمرت أو احتلت أو أغلقت منذ عام 2013. ويحتل جنوب السودان الآن أعلى نسبة من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في العالم، مع وجود أكثر من مليوني طفل غير ملتحقين بالصفوف الدراسية.

وفضلا عن ذلك، يتم إعاقة الجهود الرامية إلى مساعدة أشد المحتاجين، حيث قُتل أكثر من 100 عامل إغاثة في أعمال العنف منذ بدء النزاع في عام 2013، بما في ذلك سائق لليونيسف الأسبوع الماضي. ومنذ عام 2013، فر أكثر من 2.5 مليون شخص، بمن فيهم أكثر من مليون طفل، من القتال في جنوب السودان بحثا عن الأمان في البلدان المجاورة.

وفيما أشارت السيدة فور إلى أن توقيع وقف إطلاق نار دائم بين الطرفين المتحاربين الرئيسيين في الخرطوم الشهر الماضي كان "خطوة إيجابية في عملية السلام المتعثرة"، أكدت على ضرورة احترام قادة البلاد للاتفاق لضمان وصول عمال الإغاثة إلى المحتاجين دون قيود. وأضافت، "كان جنوب السودان أول بلد قمت بزيارته عندما أصبحت مديرة تنفيذية ورأيت بنفسي مدى الضرر الذي لحق بالأطفال بسبب الحرب. إنهم ببساطة لا يمكنهم تحمل الوضع بعد الآن."