منظور عالمي قصص إنسانية

تحذير من آثار أزمة الرعاية العالمية على 2.3 مليار شخص حول العالم

أم تعد أطفالها للذهاب إلى الفراش في بنغلاديش.
World Bank/Dominic Chavez
أم تعد أطفالها للذهاب إلى الفراش في بنغلاديش.

تحذير من آثار أزمة الرعاية العالمية على 2.3 مليار شخص حول العالم

المرأة

حذر خبراء أمميون في منظمة العمل الدولية من حدوث أزمة في الرعاية العالمية يمكن أن تؤثر على 2.3 مليار شخص حول العالم بحلول عام 2030، مسلطين الضوء على إمكانية زيادة عدم المساواة في قطاع تقوم النساء فيه بالفعل بأكثر من ثلاثة أرباع جميع الأعمال غير مدفوعة الأجر.

وفي دعوة لإجراء تغييرات شاملة في السياسة المتعلقة برعاية الأطفال والمسنين، قال تقرير أصدرته منظمة العمل الدولية اليوم الخميس إنه يمكن توفير269 مليون فرصة عمل على مدى السنوات الـ 12 المقبلة، إذا ضاعفت الدول الأعضاء من استثمارها الحالي في قطاعات التعليم والصحة والعمل الاجتماعي.

ووفقا للتقرير، الذي يشير إلى بيانات تم جمعها من 64 دولة تمثل ثلثي جميع العمال، فإن التأثير المحتمل لأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر قد يكون هائلا، حيث يتم بالفعل إنفاق 16.4 مليار ساعة من العمل يوميا فيها. وهو ما يعادل ملياري شخص "يعملون ثماني ساعات يوميا بدون أجر،" كما يشير التقرير.

ويتابع التقرير أنه في عام 2015 كان هناك 2.1 مليار شخص بحاجة إلى الرعاية، بما في ذلك 1.9 مليار طفل دون سن الخامسة عشرة ومئتا مليون من كبار السن. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 2.3 مليار شخص، مدفوعا بـمئتي مليون آخرين من كبار السن والأطفال.

النساء يقمن بالفعل بأكثر من ثلاثة أرباع جميع أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر.

وتسلط البيانات أيضا الضوء على فجوة كبيرة بين الجنسين في قطاع الرعاية، حسبما قالت شونا أولني من منظمة العمل الدولية للصحفيين في جنيف، موضحة أن " نصيب النساء في جميع أنحاء العالم يبلغ 76.2 في المائة من مجموع ساعات عمل الرعاية غير مدفوعة الأجر، بما يزيد بثلاثة أضعاف عن الرجال." وهذا يعني أن "606 ملايين امرأة مقارنة بـ 41 مليون رجل" لا يستطعن العمل أو لا يبحثن عنه بسبب عمل الرعاية غير مدفوع الأجر الذي يقمن به،" كما أشارت أولني. الأمر الذي يعد عاملا رئيسيا في تحديد ما إذا كانت النساء سيدخلن القوى العاملة ويبقين فيها، هذا فضلا عن جودة ونوعية الوظائف المدفوعة التي يحصلن عليها.

ومن بين النتائج الرئيسية الأخرى للتقرير، تعاني أمهات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات من صعوبة في العثور على وظيفة، كما أن أقل من نصفهن ملتحقات بالقوى العاملة.

ويتطابق هذا مع حقيقة أن 77 دولة فقط، من أصل 184 تتوفر بيانات بشأنها، تفي بالمعايير الدنيا لحماية الأمومة عام 2016، في حين يوفر عدد أقل من الدول الحماية الأبوية، مثل إجازة حديثي الولادة الممنوحة للآباء. ويرتبط هذا بالاعتقاد "المتأصل للغاية" في العديد من المجتمعات بأن الرجال هم المعيلون الوحيدون للأسر، وأن النساء هن مقدمات الرعاية الرئيسيات، بحسب التقرير.

وبالإضافة إلى ذلك، تشير نتائج التقرير إلى أن خدمات الرعاية طويلة الأجل، مثل دور الرعاية للمسنين أو للأطفال، تقريبا منعدمة في معظم بلدان أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا.

ولاحظ تقرير منظمة العمل الدولية أنه في البلدان القليلة التي تتزايد فيها مساهمة الرجال في أعمال الرعاية، يحدث ذلك بمعدل بطيء جدا. "وبهذه الوتيرة، سوف يستغرق الأمر 210 سنوات لسد الفجوة بين الجنسين في العمل غير المدفوع الأجر،" كما قالت شونا أولني.