منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب موجودة على شبكة الإنترنت

من الأرشيف: دمار قرب مطعم في العاصمة الصومالية مقديشو بعد هجمات انتحارية أدت إلى مقتل 18 شخصا وإصابة العشرات.
UN Photo/Stuart Price
من الأرشيف: دمار قرب مطعم في العاصمة الصومالية مقديشو بعد هجمات انتحارية أدت إلى مقتل 18 شخصا وإصابة العشرات.

الأمم المتحدة: الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب موجودة على شبكة الإنترنت

السلم والأمن

الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب ليست موجودة على الأرض فقط بل أصبحت بشكل متزايد على شبكة الإنترنت، إذ يستغل الإرهابيون وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل المشفرة والشبكة الإلكترونية المظلمة لنشر الدعاية وتجنيد الأعضاء وتنسيق الهجمات. هذا هو تقييم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "للتحدي المعقد للإرهاب الذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة"، ليهدد كل دول العالم.

وفي مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى لمكافحة الإرهاب، وهو الأول من نوعه، قال غوتيريش إن الإرهاب والتطرف العنيف يقوضان السلم والأمن الدوليين، ويبثان الفرقة بين المجتمعات، ويفاقمان الصراعات ويزعزعان استقرار مناطق بأكملها.

وأضاف أنهما يعرقلان أيضا جهود تعزيز وحماية حقوق الإنسان ويعيقان تحقيق التنمية المستدامة، كما قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

"الهزيمة العسكرية لداعش في العراق وسوريا، العام الماضي، تعني أن المقاتلين الإرهابيين الأجانب يتنقلون ليعودوا إلى أوطانهم أو التوجه إلى مناطق صراعات أخرى. وفيما يمكن أن ينبذ البعض منهم العنف، ما زال آخرون مصممين على المواصلة لينقلوا تجاربهم في ميدان المعركة ويجندوا أعضاء جددا وينفذوا الهجمات. الإرهابيون المحليون أيضا يمثلون اختبارا لقدرات وكالات الأمن والاستخبارات. وفيما يواصل تهديد الإرهاب تطوره، يتعين علينا التكيف والتعلم من الممارسات الناجحة وغيرها."

وشدد غوتيريش على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، والتركيز على منع وقوع الأعمال الإرهابية مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان. وأكد أيضا على الحاجة للاستثمار في الشباب من أجل منع التطرف العنيف والحيلولة دون استغلالهم من الجماعات الإرهابية.

ويهدف الأمين العام من عقد هذا المؤتمر، الذي يجمع رؤساء أجهزة مكافحة الإرهاب من أنحاء العالم، المساهمة في تحسين التعاون الدولي وتبادل المعلومات وبناء شراكات جديدة قادرة على إيجاد الحلول العملية لتحدي الإرهاب والتطرف العنيف.

وتوفر استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والقرارات ذات الصلة، إطار عمل شاملا في هذا المجال. وقد اعتمدت الجمعية العامة المراجعة السادسة هذا الشهر للاستراتيجية. وكان سفيرا الأردن وفنلندا الميسرين لعملية المراجعة التي أتاحت الفرصة للنظر فيما يتعين إعادة تركيز الجهود عليه، كما قال الأمين العام، من أجل مكافحة الإرهاب بشكل فعال.

الأردن: الأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين تصب في مصلحة الإرهابيين

سيما بحوث الممثلة الدائمة للأردن لدى الأمم المتحدة في افتتاح مؤتمر رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب. 28 يونيه/حزيران 2018
UN Photo/Mark Garten
سيما بحوث الممثلة الدائمة للأردن لدى الأمم المتحدة في افتتاح مؤتمر رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب. 28 يونيه/حزيران 2018

 

سيما بحوث الممثلة الدائمة للأردن لدى الأمم المتحدة قالت إن الاستراتيجية الدولية تمثل الإطار الدولي الأشمل في هذا المجال. وتحدثت عن دور بلادها وفنلندا في تيسير إجراء المفاوضات التي أفضت إلى اعتماد المراجعة السادسة للاستراتيجية.

"قام الميسران، الأردن وفنلندا بتيسير إجراء مفاوضات غير رسمية لأكثر من أربعة أسابيع سبقها عدد كبير من اللقاءات مع الوفود الدائمة والمجموعات الإقليمية ومنظمات المجتمع المدني والإنتربول (منظمة الشرطة الدولية) وغيرها للوقوف على شواغلهم وتطلعاتهم، وهو ما كان له تأثير كبير على تيسير إجراء مفاوضات شفافة وشاملة لم تستثن أيا من الأفراد المعنية. ونأمل أن يكون قرار المراجعة السادسة هو المرجع الأساسي للمشاركين والمشاركات في هذا المؤتمر للخروج بتوصيات عملية قابلة للتطبيق تنتهي بالتوافق على إنشاء قنوات التواصل بين الحكومات وأجهزة الأمن في مختلف أنحاء العالم لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه."

وقالت السفيرة الأردنية إن تلك المراجعة شملت مواضيع مهمة منها معالجة عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب وبناء قدرات الدول الأعضاء والتصدي لرواية الإرهابيين وتمويل الإرهاب.

ولكنها قالت إن المشاركين في المفاوضات لم يتمكنوا من تحقيق التقدم المنشود على صعيد أحد أكثر المواضيع حساسية وهو التطرف العنيف والولاية المنوطة بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب على الرغم من تقارب وجهات النظر حول أهمية الوقاية من التطرف العنيف. 

"في هذا السياق وباعتبارنا دولة عربية مسلمة، جزءا من أمة صاحبة إرث حضاري كبير، فإننا نؤكد على أن الأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين تصب في خدمة أجندة الإرهابيين الساعية إلى إشعال الفتنة بين الشعوب وتعميق وتغذية الانقسام والطائفية والتي لابد من محاربتها والتصدي لها بكافة الأشكال، ويجب الاستمرار في توضيح ونشر أفكار الدين الإسلامي الحقيقي المبني على التسامح والمحبة والسلام."

وأكدت بحوث أن الأمم المتحدة هي المحفل العالمي الوحيد للدبلوماسية متعددة الأطراف القادرة على صياغة الاستجابة الجماعية لمكافحة الإرهاب. وقالت إن هناك فرصة ذهبية لاستغلال الزخم العالمي الحالي لهزيمة الإرهاب والتطرف والتي تتزامن مع إنشاء مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.