منظور عالمي قصص إنسانية

فيديو: القابلات في اليمن يتحدين ظروف الحرب

سيدة يمنية نازحة مع ابنتها، على سطح مبنى غير مكتمل تقيمان به بالعاصمة صنعاء.
.Photo: Giles Clarke/UN OCHA
سيدة يمنية نازحة مع ابنتها، على سطح مبنى غير مكتمل تقيمان به بالعاصمة صنعاء.

فيديو: القابلات في اليمن يتحدين ظروف الحرب

الصحة

روضة أحمد، قابلة يمنية لديها 25 سنة من الخبرة في مجال القبالة، قررت أن تترك وظيفتها في المدينة عقب اندلاع الحرب وتوجهت إلى قرية أسلم النائية في محافظة حجة لمساعدة النساء في ذلك المجتمع الريفي.

وتضيف روضة لصندوق الأمم المتحدة للسكان أن هناك حاجة ماسة لخدماتها في أسلم، وقالت "لا توجد مرافق صحية أو خدمات أساسية. الناس فقراء جدا. لا يمكنهم تحمل نفقات السفر بحثا عن الرعاية الطبية. اخترت هذه المهنة لإنقاذ النساء الحوامل، لذلك كان علي أن أعود لمساعدتهن".

شاهد السيدة روضة تتحدث في الفيديو عن عملها (بالعربية).

Yemen Midwife (English)

 

يحتفل العالم باليوم الدولي للقبالة في الخامس من أيار/مايو من كل عام ليلقي الضوء على الدور المهم الذي تقوم به القابلات وخاصة في المجتمعات التي تعيش ظروفا قاسية وتنقصها متطلبات الحياة الأساسية، لاسيما تلك المجتمعات التي تشهد اضطرابات وحروبا أهلية.

 وتبذل القابلات في بلدان مثل اليمن والصومال والسودان، جهودا كبيرة لمساعدة مجتمعاتهن بأبسط المقومات، وهن بذلك يلعبن أدوارا لا غنى عنها لإنجاز مهام توصف بالبطولية. ولدى اليمن، على سبيل المثال، واحدة من أعلى نسب وفيات الأمهات في المنطقة العربية. حيث يبلغ خطر وفاة المرأة لأسباب ذات صلة بالحمل 1 من كل 60 حالة.

ويزيد الصراع في ذلك البلد، من تفاقم الحالة ويؤدي إلى تعطيل خطوط الإمداد الحيوية، وتآكل الرعاية الصحية. وقد أدى تفشي الكوليرا والدفتيريا إلى جعل الحوامل والأطفال حديثي الولادة أكثر ضعفاً من أي وقت مضى، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وتشير الأمم المتحدة إلى وجود ما يقدر بـنحو 3 ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب، في جميع أنحاء اليمن، بحاجة إلى خدمات الصحة الإنجابية الحيوية. وخلف نقص الغذاء آثارا سالبة على حياة الأمهات الحوامل حيث يعاني ما يقدر بنحو 1.1 مليون منهن من سوء التغذية. ومن المرجح أن تصاب حوال 75 ألفا من هؤلاء النساء بمضاعفات متعلقة بسوء التغذية، مما قد يهدد حياتهن.

كما يفاقم الفقر من سوء التغذية ويمنع النساء من إجراء فحوصات منتظمة، بحسب القابلة روثة أحمد والتي تضيف أن معظم النساء الحوامل في المنطقة يعانين من سوء التغذية الحاد ولا يذهبن إلى العيادات بشكل كافٍ.

وتسرد روثة أحمد بعض التحديات اليومية التي تواجهها في سبيل إنجاز مهمتها في مساعدة المحتاجين فتقول "أسافر مسافات طويلة سيراً على الأقدام، وأحياناً في الليل أو في خضم غارات جوية، للوصول إليهن. إذا لم أتحمل هذا الخطر، فقد تكون النساء الحوامل وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد في خطر. من واجبي إنقاذهم ".

الأمم المتحدة تساعد القابلات على التغلب على التحديات الهائلة في المجتمع اليمني

واليوم، تشير التقديرات إلى أن ثلث مرافق الصحة الإنجابية فقط في اليمن تعمل. فيما تفتقر العديد من العائلات إلى الموارد للحصول على الرعاية في أقرب مستشفى لها.

وفي السنوات الأخيرة، ساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان 120 قابلة من بينهن روثة أحمد، على إنشاء عيادات منزلية. كما يعمل الصندوق على المساعدة في تغطية تكاليف رعاية الأسر الفقيرة. وتقول الأمم المتحدة إن سوء البنية التحتية في اليمن تحد من قدرة القابلات على الوصول إلى المرضى والحصول على إمدادات تنظيم الأسرة والأدوية وغيرها من الأشياء الضرورية المنقذة للحياة.

قابلة في منطقة ريفية في نيبال تعلم أما جديدة بعض الأساسيات.
Photo: World Bank/Aisha Faquir
قابلة في منطقة ريفية في نيبال تعلم أما جديدة بعض الأساسيات.

الاتحاد الدولي للقابلات، استراتيجيات لتطوير مهنة القبالة

يسعى الاتحاد الدولي للقابلات من خلال الاحتفال باليوم الدولي للقابلات إلى تأكيد التزامه باستراتيجيات ثلاث هي الجودة، والإنصاف، والقيادة. وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بالإنابة جواد المحجور في بيان بالمناسبة والتي يحتفى بها هذا العام تحت شعار"القابلات تقدن الطريق إلى الرعاية الجيدة" إن خدمات الرعاية الصحية للأمهات تعتمد اعتماداً كبيراً على الرعاية التي تقدمها القابلات، بما في ذلك دورهن في تلبية احتياجات النساء والأسر والمجتمعات المحلية. مضيفا أن الوصول إلى كل امرأة ومولود جديد بخدمات القبالة يعد أمراً أساسياً لتحقيق الهدف الثالث المتعلق بالصحة ضمن أهـداف التنمية المستدامة، لخفض وفيات الأمهات والمواليد، إضافة إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

2030، مساع حثيثة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة

وقال الدكتور جواد إن المجتمع الصحي العالمي يسعى حثيثاً صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030 وأنه "من الضروري سد الفجوات في الموارد البشرية الصحية، وتحسين جودة الرعاية المقدمة للنساء والمواليد، وضمان استفادة النساء من خدمات القبالة والرعاية التي توفرها قابلات مدربات تدريبا جيداً ومؤهلات رعاية عالية المردود، وفعالة وميسورة التكلفة ومستدامة." مشيرا إلى ان منظمة الصحة العالمية وضعت إطار عمل لتقديم الدعم إلى الدول الأعضاء كي تتمكن من تحقيق هذا الهدف.

ودعا إلى مواجهة القصور في فهم دور القابلات، وتدني مركز المرأة، والتنافس بين أصحاب المهن المختلفة، وإضفاء الصبغة التجارية غير المقننة على الولادة، من أجل تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للأمهات والمواليد وخفض وفياتهم.

التدريب شرط أساسي لتوفير قبالة جيدة

ويقول المحجور إن توفير الرعاية الجيدة يتوقف على توافر القابلات المهرة والمتمرسات اللاتي يمكنهن القيام بدور قيادي والمساهمة في رعاية المرأة كجزء من فريق متعدد التخصصات. ويضيف أن دور القابلات يتمثل في تلبية توقعات النساء وأسرهن في خدمة توفر معلومات واضحة، وعمل جماعي فعال، وبيئة مأمونة، ورعاية مستمرة.

وأكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية التزام المنظمة بدعم أدوار القابلات في قيادة الطريق لضمان أن تخوض المرأة ووليدها رحلة الحمل والولادة بأمان، والحصول أيضاً على رعاية أمومة تتسم بالاحترام وتتوفر لها موارد جيدة، الأمر الذي يضمن تمتع الأم ووليدها بالصحة والعافية طوال العمر. مشيرا إلى أنه ينبغي عدم نسيان أن القابلات هن بطلات مجهولات في تلبية الاحتياجات الصحية للمجتمعات المحلية المتضررة من حالات الطوارئ، لاسيما في الشرق الأوسط وهن خط الاتصال الأول بالنساء وأسرهن.

ودعا الدكتور جواد المحجور بمناسبة اليوم الدولي للقابلات جميع الحكومات وأصحاب المصلحة في القطاع الصحي إلى الاستثمار في القابلات وتعليمهن وتنظيم مهنة القبالة وبيئة عملهن وإدارتهن باعتبارها خطوة عالية المردود يمكن أن تحسن جودة الرعاية للأمهات في جميع البلدان على حد تعبيره.