الاحتفال باليوم الدولي للجاز، دعوة للمحبة والسلام وترسيخ لحقوق الإنسان
الثقافة والتعليم
تمثل موسيقى الجاز، والتي تعود جذورها الي مدينة نيو أورلينز بالولايات المتحدة الأميريكية، خليطا من إيقاعات وألحان مختلفة احتفظ بها المنحدرون من أصول أفريقية وتوارثوها جيلا بعد جيل بعد قدومهم الي الأرض الجديدة. فموسيقى الجاز تعد بالنسبة لهم تعبيرا عن الحنين والشوق الي الأرض والجذور. وأبعد من ذلك فإن موسيقى الجاز تمثل بالنسبة للكثيرين رمزا للسلام وسبيلا لتذويب الفوارق بين الثقافات المختلفة.
واعترافا منها بدور موسيقى الجاز وقوتها في تحقيق رسائل المحبة والسلام بين الشعوب، فقد أعلنت اليونسكو الثلاثين من نيسان/أبريل يوماً دولياً لموسيقى الجاز خلال الدورة التي عقدها المؤتمر العام لليونسكو في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.
وتستضيف مدينة سانت بطرسبرغ الروسية الاحتفال هذا العام باعتبارها المدينة الوحيدة التي تحتضن هذا النوع من الموسيقي في روسيا، بحسب اليونسكو.
وتشمل نسخة عام 2018 من اليوم الدولي للجاز فعاليات كبرى في المدينة المضيفة وأكثر من 190 دولة حول العالم. وتم عزف موسيقى الجاز في سانت بطرسبرغ منذ عام 1927، بالتزامن مع تأسيس أول فرقة موسيقية للجاز في روسيا.
رسالة اليونسكو بمناسبة اليوم الدولي للجاز 2018
في رسالتها بالمناسبة، قالت المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي إن الاحتفال بهذا اليوم هو تكريم لموسيقي الجاز وإرثها الدائم، وكذلك الاعتراف بقوة هذه الموسيقى لجمع الناس.
وأشارت أزولاي الى أن السبل المتعددة التي تم فيها دمج موسيقى الجاز في نسيج الثقافات المحلية والوطنية والأصلية تدلل على مكانتها وأهميتها. وأضافت أن موسيقي الجاز "تحدثت ولا تزال تتحدث إلى الناس من جميع الخلفيات اللغوية والسياسية والاقتصادية، حيث إنها تتبع مسارها الأصلي للتعبير عن الحرية والكرامة وحقوق الإنسان."
وقالت أزولاي إن قدرة الموسيقيين على الالتقاء والاستماع واللعب وتبادل الفن من خلال هذا التعبير الحر، تعكس روح حركات الحرية في جميع أنحاء العالم، داعية إلى الانضمام إلى الاحتفال بهذا اليوم المهم، "الذي يمكن أن يقربنا من بعضنا البعض."
دلالات الاحتفال باليوم الدولي للجاز
من الأرشيف: عازف الجاز ماسيكيلا، من جنوب أفريقيا، يلعب على البوق الغربي في اليوم الدولي لموسيقى الجاز عام 2012 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
تقول المديرة العامة لليونيسكو إن الاحتفال بموسيقي الجاز يمثل معولا لكسر الحواجز بين الثقافات وتوفير فرص للتفاهم والتسامح وتحقيق حرية التعبير. مشيرة الي أن موسيقي الجاز "تحد من أوجه التوتر بين الأفراد والجماعات والمجتمعات و تنهض بالمساواة بين الجنسين" باعتبارها رمزا للوحدة والسلام." وتتيح موسيقي الجاز، بحسب أودري أزولاي، فرصا لتدعيم دور الشباب من أجل تحقيق التغيير الاجتماعي، فضلا عن تعزيز الابتكار الفني والارتجال وأشكال التعبير الجديدة، والتشجيع على دمج الأصناف الموسيقىة التقليدية في الأصناف الجديدة. وأوضحت أن " موسيقى الجاز تحفز الحوار بين الثقافات وتتيح تمكين الشباب المنتمين إلى الفئات الاجتماعية المهمشة.
احتفالات وبرامج مصاحبة احتفاء بيوم الجاز الدولي
يصاحب الاحتفال سلسلة من البرامج التعليمية والتوعوية في سانت بطرسبرغ، حيث سيختتم اليوم بحفل موسيقي استثنائي يحييه كبار نجوم الجاز في مسرح ماريانسكي التاريخي، وهو حدث سيتم بثه على الهواء مباشرة في جميع أنحاء العالم.
بث مباشر لحفل اليوم الدولي للجاز من مدينة سانت بطرسبرغ