منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول دولي يحذر من تراجع إمكانات تحقيق السلام في الشرق الأوسط

نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط
UN Photo/Eskinder Debebe
نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط

مسؤول دولي يحذر من تراجع إمكانات تحقيق السلام في الشرق الأوسط

السلم والأمن

شدد نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط على ضرورة تعزيز الجهود لدعم تحقيق السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أساس حل الدولتين، محذرا من تراجع إمكانات التوصل إلى حل للصراع.

وفي الجلسة الدورية التي يعقدها مجلس الأمن الدولي حول "الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية"، قال ملادينوف:

"آفاق السلام تتراجع، بما يعزز المتطرفين ويعمق الاستقطاب وانعدام الثقة لدى كل الأطراف. ومع تصاعد التوترات بأنحاء المنطقة، يجب أن نشعر جميعا بالقلق إزاء عدم إحراز تقدم في هذا المجال. نيران الشرق الأوسط، تواصل الانتشار والانتقال من مكان لآخر، ويبقى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مصدرا دائما مهما ’للأوكسجين‘ اللازم للمسلحين والمتشددين بأنحاء الشرق الأوسط. التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع، سيقضى على المصدر المزمن لانعدام الاستقرار والعنف في المنطقة. وستواصل الأمم المتحدة بذل كل الجهود لتحقيق هذا الهدف."

وأكد ملادينوف، لأعضاء مجلس الأمن، أن ما يحدث في الشرق الأوسط اليوم يخلف عواقب مباشرة على بقية العالم.

وتناول ملادينوف بالتفصيل الوضع في غزة، التي قال إنها تخضع لضغوط ناجمة عن خليط من العوامل الإنسانية والأمنية والسياسية السلبية.

"إذا نشب صراع آخر بين حماس وإسرائيل، ستكون لذلك عواقب مدمرة على الفلسطينيين في غزة، وقد يقوض الاستقرار النسبي في الضفة الغربية ويسفر عن تداعيات لإسرائيل والمنطقة."

وقد تجمع عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، خلال الأسابيع الأربعة الماضية، قرب الحدود مع إسرائيل في سياق "مسيرة العودة الكبرى" التي من المتوقع أن تتواصل حتى الخامس عشر من مايو/أيار.

ومنذ الثلاثين من مارس/آذار قتل 35 فلسطينيا وأصيب عدد كبير بجراح بيد قوات الأمن الإسرائيلية، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع أي ضحايا إسرائيليين كما قال ملادينوف.

وتحدث منسق عملية السلام عن عدد من الحوادث الخطيرة عند السياج الحدودي، منها زرع عبوات ناسفة يدوية الصنع، وإلقاء قذائف الهاون.

وقد اتهمت إسرائيل حركة حماس وجماعة الجهاد الإسلامي وغيرهما من الجماعات، باستخدام المظاهرات والنساء والأطفال وكبار السن للتغطية على "محاولات التسلل إلى إسرائيل لشن هجمات إرهابية."

وشدد ملادينوف على ضرورة أن تحد إسرائيل من استخدام الرصاص الحي، وقال إن القوة المميتة يجب ألا تستخدم إلا كخيار أخير. وأضاف أن حماس وغيرها من قادة المظاهرات، يجب أن يبقوا المتظاهرين بعيدا عن السياج الحدودي ويمنعوا كل أعمال العنف والاستفزاز.

"الأطفال، الذين تتعين حمايتهم بشكل خاص، يتعرضون للخطر الجسيم. للأسف، حتى اليوم شهدنا مقتل أربعة أطفال رميا بالرصاص الإسرائيلي الحي. انتهز هذه الفرصة لإعادة التأكيد، بأشد العبارات، على ضرورة عدم تعريض المدنيين وخاصة الأطفال للخطر عمدا أو استهدافهم بأي شكل."

ورحب ملادينوف بالتقارير الأخيرة بشأن تشكيل الجيش الإسرائيلي فريقا للنظر في استخدام القوة أثناء المظاهرات، وأكد أهمية إجراء تحقيق مستقل لضمان مصداقية نتائجه.

 

رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة.
UN Photo/Eskinder Debebe
رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة.

المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور قال إن الفلسطينيين يعيشون تحت أطول احتلال عسكري وأزمة لاجئين في التاريخ الحديث. واتهم إسرائيل باستهداف المدنيين.

"مثل هذا التعمد لاستهداف المدنيين يعد إرهابا بكل معنى الكلمة. إنه انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان والالتزام تجاه حماية المدنيين. من غير المنطقي أن تكافئ إسرائيل على سلوكها غير القانوني بدعم ترشيحها الفاضح لعضوية مجلس الأمن، وهو الجهة التي لم تحترمها إسرائيل أبدا بل وسخرت من مصداقيتها وقوضتها. يا للجرأة التي تدفع إسرائيل إلى طلب عضوية هذا المنتدى الذي تحتقره ولا تحترمه وترفض تنفيذ قراراته."

السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون.
UN Photo/Mark Garten
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون.

داني دانون السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة نقل عن رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة غولدا مائير القول "إن السلام بين الشعبين لن يتحقق بدون أن تحبوا أبناءكم أكثر مما تكرهوننا".

وأضاف:

"لن تعتذر إسرائيل أبدا عن دفاعها عن نفسها. إن إسرائيل هي التي تهتم بأرواح الأبرياء. إن القادة الفلسطينيين هم الذين يستغلون موت كل برئ في حملة مشينة للعلاقات العامة. إن حماس هي المسؤولة بشكل كامل عن كل إصابة أو وفاة فلسطينية نجمت عن تلك الحوادث."

وأكد دانون أن المظاهرات لم تكن سلمية وقال "لا يوجد أمر سلمي في زرع المتفجرات قرب السياج في غزة أو إطلاق النار على المواقع العسكرية أو حرق الإطارات وإطلاق قذائف الهاون. وقال إن غالبية القتلى في المظاهرات كانوا أعضاء في جماعات إرهابية.