منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يدعو إلى مواصلة دعم ملايين المتضررين من الأزمة السورية

في الصورة طفل سوري  يسير بصحبة أصدقائه بجوار سيارة مدمرة.  وقد نزح مع عائلته مرتين خلال سنوات القتال وأجبر على ترك الدراسة. مدينة الطبقة - سوريا
©UNICEF/Souleiman
في الصورة طفل سوري يسير بصحبة أصدقائه بجوار سيارة مدمرة. وقد نزح مع عائلته مرتين خلال سنوات القتال وأجبر على ترك الدراسة. مدينة الطبقة - سوريا

الأمين العام يدعو إلى مواصلة دعم ملايين المتضررين من الأزمة السورية

المساعدات الإنسانية

قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الوضع في سوريا يمثل أحد أخطر التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين، لما تشهده من مواجهات وحروب بالوكالة تنخرط فيها عدة جيوش وطنية وجماعات معارضة مسلحة، والميليشيا الوطنية والدولية، والجماعات الإرهابية، والمقاتلون الأجانب من أنحاء العالم. 

وفي رسالة مصورة وجهها للمشاركين في مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، قال غوتيريش: 

"منذ بداية هذا العام وحده شرد نحو 700 ألف شخص، ولم يكن هذا هو النزوح الأول للكثيرين منهم. العنف في الغوطة الشرقية وعفرين وإدلب ومناطق أخرى، أسفر عن موجة هائلة من الاحتياجات الإنسانية المتزايدة. وأشعر بالقلق بشكل خاص بشأن استهداف المدنيين والبنية الأساسية المدنية، وأيضا بشأن تقارير استخدام الأسلحة الكيميائية." 

وشدد الأمين العام على ضرورة ضمان محاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم. 

وقال غوتيريش إن حل الصراع في سوريا يجب أن يكون سياسيا، مؤكدا ضرورة العمل لتحقيق رؤية مستقبلية لسوريا الديمقراطية الخالية من الطائفية والقائمة على التعددية السياسية والمواطنة المتساوية بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس، مع الاحترام الكامل لسيادة القانون وحماية تلك السيادة. 

وقال أنطونيو غوتيريش إن تواصله مع الدول الأعضاء سيستمر، لإيجاد سبل جديدة لتحقيق التقدم نحو الحل السياسي الحقيقي ذي المصداقية الذي يلبي تطلعات الشعب السوري. 

وأشار الأمين العام إلى أن أكثر من 13 مليون شخص يعيشون في ظروف يائسة في سوريا، يتعرضون لعنف متواصل وانتهاكات مستمرة للقانون الدولي. 

وقال "فر حوالي 5.6 مليون شخص خارج حدود سوريا، لتستضيفهم الدول المجاورة. وملايين الأطفال الذين لم يعرفوا السلام قط، حرموا من حقهم في التعليم، وسرقت منهم فرصتهم للمساهمة في مستقبل أفضل لبلدهم." 

وعلى الرغم من التحديات الهائلة، إلا أن الوكالات الإنسانية تصل إلى ملايين المحتاجين كل شهر بالمساعدة والحماية بفضل الدعم السخي من المانحين، كما قال غوتيريش. 

وأضاف أن العاملين في مجال الإغاثة، وغالبيتهم العظمى من السوريين، يعملون بشجاعة وبلا كلل لإنقاذ الأرواح. وقال إنهم بحاجة إلى أن يؤكد المجتمع الدولي دعمه بشكل واضح لجهودهم. 

"ملايين المتضررين من هذه الأزمة الرهيبة بحاجة لأن يعرفوا أن المجتمع الدولي لن يدخر جهدا لضمان توفير المساعدة والحماية التي يحتاجونها. أناشد المانحين الذين أبدوا سخاء كبيرا تجاه العمل الإنساني العام الماضي، استمرار هذا الدعم بل وزيادته إذا كان ذلك ممكنا. فلنتعهد اليوم بتعزيز التزاماتنا السياسية والإنسانية والمالية لدعم الشعب السوري، ودول المنطقة، والمجتمعات المتضررة من هذا الصراع المأساوي."