منظور عالمي قصص إنسانية

منسق الإغاثة الطارئة في مؤتمر بروكسل: ملايين الأطفال السوريين لم يعرفوا السلام

أسر نازحة من الغوطة الشرقية. 15 مارس/آذار 2018.
UNICEF/Sanadiki
أسر نازحة من الغوطة الشرقية. 15 مارس/آذار 2018.

منسق الإغاثة الطارئة في مؤتمر بروكسل: ملايين الأطفال السوريين لم يعرفوا السلام

المساعدات الإنسانية

سبع سنوات من القتال العنيف، والقصف المستمر بلا هوادة، والهجمات المروعة على المرافق الطبية والمدارس والأسواق، فضلا عن استخدام أساليب الحصار والتجويع، أدت كلها إلى معاناة رهيبة للمدنيين في جميع أنحاء سوريا.

هكذا بدأ وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك كلمته أمام مؤتمر الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في بروكسل حول "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، الذي يركز على الدعم الإنساني وتعزيز العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف.

وأشار لوكوك إلى أن نحو 6.5 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي، كما أن ملايين الأطفال السوريين "لم يعرفوا ما هو السلام أبدا". واعتبر سوريا أكبر أزمات الحماية وأكثرها تعقيدا في العصر الحالي.

وأوضح المسؤول الدولي أن الأمم المتحدة استنفدت مواردها مع تزايد عدد المحتاجين، سواء في الغوطة الشرقية أو في مناطق تجمع النازحين في ريف دمشق، وكذلك في إدلب وعفرين. وقال إن الأولوية الآن هي لـ 5.6 مليون شخص بأمس الحاجة داخل سوريا.

"تحتاج الأمم المتحدة والشركاء في مجال العمل الإنساني إلى 3.5 مليار دولار من أجل تقديم المساعدة المنقذة للحياة والحماية لـ 13 مليون شخص داخل سوريا خلال هذا العام. أشكر المانحين الكرماء الذين قدموا بالفعل 799 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018. لكنني أشير إلى أنه تم تمويل هذا النداء بنسبة 23 في المائة فقط. ففي المتوسط، تصل الأمم المتحدة والشركاء الى أكثر من 7 ملايين شخص شهريا، حيث توفر لهم الطعام والمياه والصحة والتعليم. ويمكننا تلبية احتياجات هؤلاء الناس في حال توفر الموارد لدينا، وإلا فلن نستطيع ذلك."

كما دعا لوكوك الى دعم البلدان المضيفة للاجئين لمساعدة 5.6 مليون لاجئ، وتخفيف العبء عن المجتمعات المضيفة.

وأنهى وكيل الأمين العام كلمته قائلا:

" نعلم جميعاً أن الحل السياسي للصراع هو وحده الذي سيوفر نهاية مستدامة للأزمة في سوريا، يجب أن يتوقف القتال. ويجب أن تكون الأولوية للأشخاص المحتاجين وحمايتهم".

المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي قال إن السوريين يمثلون ربع عدد اللاجئين في العالم، كما أن ربع الشعب السوري لاجئون.

وأضاف في بيان صحفي مشترك "لا يوجد بين جميع حالات الطوارئ الإنسانية التي نواجهها اليوم ما يتطابق مع الأزمة السورية من حيث الحجم أو ضخامة الاحتياجات."

وفي تغريدة على موقع تويتر، قال غراندي "مؤتمر بروكسل لدعم سوريا يبدأ بحوار مع المجتمع المدني. وسط أطلال وألم الحرب في سوريا، يتعين الإنصات لأصوات الشعب السوري."

 

بانوس مومسيس المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية شدد على ضرورة تعزيز الدعم للاستجابة للاحتياجات المتزايدة للسوريين.

أخيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قال "إن بلدان المنطقة أظهرت سخاء متميزا تجاه اللاجئين السوريين لسنوات عديدة، ويجب على المجتمع الدولي تعزيز دعمه لجهود التنمية طيلة المدى في هذه الدول التي تقع على خط المواجهة، والتي تعمل لخدمة الصالح العام العالمي."

وذكر البيان الصحفي أن أكثر من 13 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية داخل سوريا، مع دخول الصراع عامه الثامن، فيما أصبح 5.6 مليون شخص لاجئين في الدول المجاورة. كما يحتاج 3.9 مليون شخص مستضعف من أعضاء المجتمعات المضيفة إلى دعم قدرتهم على الصمود.

وتتطلب خطة الاستجابة الإنسانية للدعم داخل سوريا نحو 3.5 مليار دولار خلال العام الحالي لتقديم المساعدة المنقذة للحياة والحماية ودعم القدرة على الصمود، كما تحتاج الخطة الإقليمية للاجئين 5.6 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الفورية وبناء قدرة المجتمعات المحلية على الصمود في المنطقة.

مختلف وكالات الأمم المتحدة العاملة في سوريا سلطت الضوء على جهودها الإنسانية والحاجة لتوفير مزيد من الدعم لمساعدة السوريين والمجتمعات المضيفة.