منظور عالمي قصص إنسانية

تجربة أب مع ابنه التوحدي: التوحد أبواب مغلقة لكل منها مفتاح

تساعد اليونيسف في تطوير الأدوات، وتقدم برامج تدريبية للعاملين في مجال الصحة للكشف عن حالات التوحد في مجتمعاتهم.
المصدر: اليونيسف
تساعد اليونيسف في تطوير الأدوات، وتقدم برامج تدريبية للعاملين في مجال الصحة للكشف عن حالات التوحد في مجتمعاتهم.

تجربة أب مع ابنه التوحدي: التوحد أبواب مغلقة لكل منها مفتاح

الصحة

منذ 5 سنوات أجرينا حوارا مع أبو فهد، وهو والد طفل مصاب بالتوحد، أسس مع زوجته صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم أسر أطفال التوحد. اليوم، وفي الأسبوع الذي يتم فيه إحياء اليوم العالمي للتوحد تحدثنا مع أبو فهد عن ابنه الأصغر سعود الذي أصبح يافعا في الرابعة عشرة من العمر.

قال لنا أبو فهد بكل فخر إن سعود فاز مؤخرا بالمركز الثاني في مسابقة لحفظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة.

أبو فهد فضل عدم استخدام اسمه الكامل، قائلا إنه لا يريد ثناء أو إشادة لشخصه وإنما يفضل تركيز كل الضوء على القضية وجهود دعم أسر أطفال التوحد.

فيما يلي نص لجزء من الحوار.

أبو فهد: في عام 2012 أسسنا أنا وأم فهد صفحة مساندة التوحد التطوعية للتوعية بالتوحد للناس الذين ليست لديهم أدنى معرفة بما هو التوحد، مثلما كنا عندما تم تشخيص سعود. كنا نجهل أي شيء عن التوحد فجاءت الفكرة متمثلة في أن نؤسس صفحة على الفيسبوك لتعريف الناس بالتوحد، والخطوات البسيطة التي من الممكن أن يقوموا بها لاحتواء مثل هذه الأشياء سواء الصدمة الأولى للأسرة عندما تعلم بتشخيص ابنها أو كيفية التعامل مع الطفل بعد ذلك.

أخبار الأمم المتحدة: سنتحدث بمزيد من التفصيل عن هذا الأمر ولكن في البداية أود أن أعرف كيف هو سعود وكيف كانت السنوات الخمس الماضية بالنسبة لتطوره في الحياة بشكل عام؟

أبو فهد: الحمد لله سعود حياته اليومية ممتعة جدا ونحن نستمتع معه في الحياة. في السنوات الخمس الماضية كان سعود يشارك في مسابقة حفظ القرآن على مستوى المملكة في جزء عم ففي خلال سنتين أو ثلاث سنوات كان يتقدم ولكن لم يحالفه الحظ. هذه السنة تقدم وحالفه الحظ وحدثت التصفيات في المدينة المنورة وحصل على المركز الثاني على مستوى المملكة، هذا بفضل الله ثم بفضل جهود المركز الذي هو فيه وجهود والدته التي تواصل تعليمه وتحفيظه.

أخبار الأمم المتحدة : ما هو أكبر تحد تواجهه مع والدته بالنسبة لمحاولة دعم سعود بشكل كبير في ظل الإمكانيات المتوفرة في العالم العربي؟

أبوفهد: أكبر تحد هو أن سعود وصل إلى مرحلة الشباب، ونحن نعمل الآن نحاول إيجاد أفكار وفرص لطرحها على الجهات ذات العلاقة سواء لسعود أو للشباب أو الشابات الآخرين. لكن الآن بالنسبة للشباب لا توجد برامج مناسبة. كثير منهم بعد أن يصلوا إلى عمر معين يجلسون في المنزل. يعتبر هذا الأمر تحديا كبيرا لنا.

أخبار الأمم المتحدة: مسألة الإدماج في المجتمع مهمة للغاية لجميع الأشخاص، ما الذي تفعله لضمان ذلك الأمر مع سعود؟

أبو فهد: أهم شيء هو أننا نأخذ سعود إلى أي مكان. لقد سافرت أنا وإياه إلى المدينة المنورة وحدنا بدون والدته. ركبنا الطائرة معا، وقبل أن نذهب قلنا له إننا سنركب الطائرة وقمنا بإعداد خطة زمنية وجدول يوضح له الأنشطة التي سنقوم بها. أنا محتفظ بالجدول لإعطائه لأي أسرة يمكن أن تستفيد منه. والحمد لله تكللت الرحلة بالنجاح. أهم شيء أن تعطي الطفل أو الطفلة المصابين بالتوحد، خطة محددة لما سيحدث لأنهم لا يحبون المفاجآت. يجب أن يكون لديهم معلومات مسبقة ومحددة.