منظور عالمي قصص إنسانية

مجلس الأمن يبحث العلاقة بين الصراع والجوع

نازحة سورية تطعم طفلتها في إحدى الملاجئ في قرية بريف دمشق
WFP/Abeer Etefa
نازحة سورية تطعم طفلتها في إحدى الملاجئ في قرية بريف دمشق

مجلس الأمن يبحث العلاقة بين الصراع والجوع

المساعدات الإنسانية

يعيش ثلثا الجياع في العالم في بلدان تعاني من النزاعات، ويعاني حوالي 500 مليون شخص من سوء التغذية. كما أن ثمانين بالمئة من 155 مليون طفل يعانون من التقزم، يعيشون في بلدان تشهد نزاعات.

جاء ذلك في كلمة مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية في جلسة مجلس الأمن التي تناولت العلاقة بين الصراع والجوع، ودور الأطراف المتنازعة في دفع عجلة انعدام الأمن الغذائي في عدد من النزاعات القائمة.

وتقوم أطراف الصراع بذلك الدور عن طريق تقييد وصول المساعدات الإنسانية أو الهجوم المباشر على مصادر الإنتاج والبنية التحتية لتوصيل الغذاء، كالأراضي الزراعية والماشية والطرق. وتؤثر الحرب أيضاً على الاقتصادات مما يؤثر على الأمن الغذائي حيث يتجلى ذلك في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتعرض ورقة المفاهيم، المقدمة إلى مجلس الأمن، عددا من الأسئلة لأعضاء المجلس للنظر في التدخلات التي يجب أن تطبق. وتشمل هذه الطرق كيفية ضمان مجلس الأمن للامتثال للقانون الإنساني الدولي من أجل كسر حلقة الجوع والصراع، وتحسين الوصول إلى المحتاجين ومنع التجويع كأسلوب للحرب.

ترأست الجلسة وزيرة التجارة الخارجية والتنمية والتعاون في هولندا، سيغريد كاخ، التي تترأس بلادها مجلس الأمن خلال هذا الشهر.

وعبر دائرة تلفزيونية مغلقة من مدينة دبلن الأيرلندية، أشار مارك لوكوك إلى الوضع الغذائي الصعب في ثلاث مناطق هي جنوب السودان واليمن وشمال شرق نيجيريا، مضيفا أنها تواجه خطر حدوث المجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة.

وتطرق أيضا إلى الوضع في إثيوبيا والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وأضاف لوكوك:

"يجب أن نبني جهودنا على تجربة العام الماضي وأن نوسعها وندعمها في هذه البلدان بمزيد من التمويل وإمكانية الوصول الإنساني، فيما نواصل المشاركة في الجهود الإنسانية المنقذة للحياة المقرونة بالأنشطة التنموية طويلة الأمد. يجب أيضا أن نبني على التجربة الواسعة في منظومة العمل الإنساني، التي أصبحت، خلال العقود الماضية، أكثر فعالية وكفاءة وممولة بشكل أفضل."

وأضاف لوكوك أن القانون الإنساني الدولي مصمم للحماية من الجوع في الصراع المسلح. وأكد عدم وجود حلول إنسانية للصراعات، وقال إن السلام والحل السياسي يوقفان دائرة الصراع والجوع.

وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إن الغذاء يجب أن يستخدم كسلاح في إعادة الإعمار والسلام لا الحرب.

"نجد تنظيم داعش والجماعات الإرهابية يستخدمون الغذاء كسلاح للتجنيد والحرب والدمار. ونعتقد أن على مجلس الأمن والأمم المتحدة والمانحين حول العالم استخدام الغذاء كسلاح في إعادة الإعمار والسلام والتقريب بين الناس."

وأضاف بيزلي أن أمام مجلس الأمن فرصة أكبر من أي وقت مضى لعمل المزيد لإحداث التأثير المطلوب، مشيرا إلى أن العالم يشهد أسوأ الأزمات الإنسانية منذ إنشاء الأمم المتحدة. ودعا أعضاء مجلس الأمن إلى العمل معا لإنهاء الصراعات، وضمان الوصول الإنساني للمحتاجين إلى المساعدات والدعم التنموي.

وأضاف "وإلى أن نتمكن من فعل ذلك، فلن نستطيع حل أزمة الجوع لأنه مرتبط بشكل مباشر بالصراعات التي ترتبط بدورها مباشرة بالجوع."