منظور عالمي قصص إنسانية

زخم جديد تكتسبه مبادرة محلية لتمويل المرأة الريفية في السودان بعد رفع العقوبات الأمريكية

أطفال يمرون في أرض زراعية في طريقهم لجلب المياه - ولاية القضارف- السودان
Photo: UNICEF/Kate Holt
أطفال يمرون في أرض زراعية في طريقهم لجلب المياه - ولاية القضارف- السودان

زخم جديد تكتسبه مبادرة محلية لتمويل المرأة الريفية في السودان بعد رفع العقوبات الأمريكية

المرأة

رفعت الولايات المتحدة في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي قيودا استمرت عقدين من الزمن على المعاملات البنكية الدولية في السودان، مما أحيا الآمال في توسيع نطاق مبادرة تمويل محلية تعطي قروضا صغيرة للنساء الريفيات المحتاجات لمساعدتهن على إقامة مشاريعهن الخاصة من خلال مبادرة التمويل الأصغر.

(أبسمي) هو اسم المبادرة المحلية تلك والتي أطلقها البنك الزراعي السوداني بدعم من بنك السودان المركزي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) قبل سبع سنوات، وهي تعتبر خطوة جذرية وهامة حيث نادرا ما تنخرط البنوك في أنشطة بالمناطق الريفية، كما أن عددا قليلا من سكان الريف لديهم حسابات مصرفية.

ووفقا لتلك المبادرة يمكن لمجموعة من النساء التقدم للحصول على قرض قيمته ما بين 150 و1200 دولار. وإذا تخلفت إحداهن عن السداد يتعين على عضوات المجموعة الأخريات أن يسددن القرض عنها وإلا فإنهن يفقدن إمكانية الحصول على أي قروض أخرى مستقبلا، ولذلك فإن معدل تسديد القروض 100٪ تقريبا حتى الآن.

وهذا يبرهن على رأي مسئولة التنمية المجتمعية عاتكة أمين التي تتحدث عن أسباب تركيز المبادرة على المرأة الريفية بشكل خاص:

“أبسمي تركز في العمل مع النساء لأن حصول النساء الريفيات على السلفيات (القروض) مسألة صعبة جدا. والنساء أكثر حرصا من الرجال على سداد القروض في الزمن المحدد والاستثمار في السلفيات بواسطة النساء يعود للأسرة”.

بثينة أحمد إبراهيم إحدى المستفيدات من هذه المبادرة. بلغ ما حصلت عليه بثينة من قروض مبادرة أبسمي حتى الآن ستة قروض في حين إنها قبل ست سنوات كانت بلا أي دخل ولا ضامن يتيح لها الحصول على قرض مصرفي تبدأ به مشروعا.

اليوم ..بثينة مزارعة سمسم ناجحة لديها إنتاجها ودخلها الذي يزيد عاما بعد عام مما يمكنها من توسعة بيتها ومن سداد الرسوم المدرسية لأطفالها. تتحدث بثينة عن تجربتها المتميزة وما اكتسبته من خبرة :

” الآن أعرف دخل المنزل و كيف أوفر الأموال وأدير الأموال. أشارك في صنع القرار. الآن لدي ثقة في نفسي”.

رفع العقوبات عن السودان في تشرين الأول /أكتوبر الماضي -ومن بينها رفع القيود التي فرضت على التعاملات المصرفية الدولية – أكسب مبادرة “أبسمي” للتمويل الأصغر زخما جديدا ، فبعد نجاحها في مساعدة حوالي 30 ألفا من النساء الريفيات لبدء مشروعاتهن بالفعل، الآن تطمح للوصول إلى المزيد منهن.

محمد يوسف النور المنسق الرئيسي للبرنامج يؤكد دور رفع العقوبات في تعزيز الأمل في مستقبل أفضل لمبادرة أبسمي:

“قطعا رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان سيكون له دور كبير جدا في تسهيل عملية الحصول على رؤوس الأموال بالنسبة للبنوك، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة سقف التمويل بالنسبة للتمويل الأصغر، مما يتيح فرصة حصول نساء أكثر على التمويل في السودان”.

وبحلول 2025، تهدف مبادرة أبسمي للوصول إلى مليون امرأة ريفية وأُسرهن من أجل اعطائهن أملا وفرصا لم تكن تلوح في الأفق من قبل……ليتكرر نموذج بثينة آلاف المرات بين النساء الريفيات.