منظور عالمي قصص إنسانية

المبعوث الدولي لليمن: خارطة السلام موجودة ولكن ما ينقص هو التزام الأطراف

أرشيف: إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الدولي لليمن
Photo/Manuel Elias
أرشيف: إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الدولي لليمن

المبعوث الدولي لليمن: خارطة السلام موجودة ولكن ما ينقص هو التزام الأطراف

السلم والأمن

قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام لليمن إن خارطة السلام موجودة وتم الاتفاق على المقترحات العملية للبدء في تنفيذها وبناء الثقة بين الأطراف، ولكن ما ينقص هو التزام الأطراف بتقديم التنازلات وتغليب المصلحة الوطنية.

جاء ذلك في آخر إحاطة يقدمها ولد الشيخ أحمد لمجلس الأمن الدولي، قبل انتهاء ولايته التي بدأت في أبريل/نيسان 2015.

"نرى يوميا تقارير عن مدنيين يموتون من الفقر والجوع والأمراض، ولكن يجب ألا ننسى أن هناك سياسيين من كافة الأطراف يعتاشون من الحروب وتجارة السلاح واستغلال الأملاك العامة لأغراض شخصية. نراهم في خطاباتهم تارة يحركون النعرات لتعميق الشرخ في المجتمع اليمني، وتارة يعلنون عن مواقف مؤيدة للسلام بينما نسمعهم في المجالس الخاصة غير آبهين بمعاناة شعبهم. إن من يريد السلام، يخلق الحلول وليس الأعذار. وأكرر إن من يريد السلام يخلق الحلول وليس الأعذار."

وقال المبعوث الدولي "خلال السنوات الثلاث الأخيرة تم وضع أسس متينة لاتفاق سلام من خلال تصديق الإطار العام في بيال عام 2015 ومناقشة الحيثيات والتفاصيل في الكويت في عام 2016."

وأضاف أن كل من تابع هذا الملف عن قرب يعرف جيدا أن الأمم المتحدة لم تدخر جهدا لمساعدة الفرقاء اليمنيين على التوصل إلى حل سلمي. وذكر أن الاجتماعات تطرقت إلى كل تفاصيل خارطة السلام بالترتيب الزمني ومع مراعاة كل المتطلبات والتحديات.

"وأنا أعلن اليوم ولأول مرة، أنه تم وضع مقترح كامل وشامل بالتشاور مع كافة الفرقاء الا أنهم رفضوا في الساعات، لا بل في الدقائق الأخيرة، التوقيع عليه. وقد تبين في نهاية المشاورات أن الحوثيين ليسوا مستعدين في هذه المرحلة لتقديم التنازلات في الشق الأمني أو حتى الدخول في تفاصيل خطة أمنية جامعة، مما شكل معضلة أساسية للتوصل الى حل توافقي."

 

وتمنى إسماعيل ولد الشيخ أحمد التوفيق لخلفه مارتن غريفيثس، وأعرب عن أمله في أن تشكل خارطة السلام، الموجودة بالفعل، ركيزة أساسية للمضي قدما وتفعيل عملية السلام.

واختتم المبعوث الدولي إحاطته بوعد ودعاء. كان الوعد للشعب اليمني، بأن يتابع ولد الشيخ أحمد هذا الملف مع كل المعنيين به وأن يشارك خبرته ومعرفته بالشأن اليمني من أي مكان كان للتوصل إلى السلام.

أما الدعاء فهو للفرقاء اليمنيين، الذين قال إنهم يتحملون المسؤولية الأولى عن كل ما يجري، حتى يطووا صفحة الحرب البشعة.

السفير اليمني خالد اليماني أشار في كلمته إلى ما وصفه بفشل مجلس الأمن يوم أمس في "توجيه رسائل واضحة إلى إيران، مما سيؤدي إلى تحريضها وأذرعها الإرهابية على التمادي" حسب تعبيره.

 وأشار إلى أن "الرسائل المشوشة التي خرجت يوم أمس من مجلس الأمن ستترجم بمزيد من العنف والصواريخ الباليستية والمآسي".

وأوضح السفير اليمني أن معاناة الشعب اليمني تستمر وتتدهور:

"تستمر المعاناة الإنسانية في اليمن، ويتدهور الوضع يوماً عن سابقه، في كارثة إنسانية غير مسبوقة في القرن الحادي والعشرين، حيث شهدت كافة المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين تدميراً ممنهجاً لكافة مؤسسات الدولة الرسمية والممتلكات الخاصة والعامة ودور العبادة، وترويع وإذلال وتخويف السكان الآمنين وتجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال وتجويع المواطن وتشجيع السوق السوداء وسرقة مقدرات شعبنا في وضع النهار في ممارسات مخالفة لنصوص القانون الدولي والقيم والأعراف الإنسانية."

 


ونقل السفير اليماني رسالة من الشعب اليمني إلى مجلس الأمن تقول:

"يناشدكم الشعب اليمني الوقوف معه في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة كما كان عهده بكم منذ بداية أزمة الانتقال السياسي في اليمن في عام 2011. إن شعباً عظيمٌ في تاريخه وكريمٌ في عطائه الإنساني يقف على أبوابكم مناشدا فيكم الإنسانية لوقف هذه الحرب وإنهاء الانقلاب، فلا تتركوه يتوسل الفتات على أبوابكم، ولا تتركوا ملايين الشباب في اليمن تتقاذفهم بحار التيه والاغتراب وتلاحقهم عصابات الإرهاب الحوثية والقاعدية والداعشية."