منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تناشد المجتمع الدولي دعم حل الدولتين

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط.
UN Photo/Loey Felipe
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط.

الأمم المتحدة تناشد المجتمع الدولي دعم حل الدولتين

السلم والأمن

جدد الأمين العام أنطونيو غوتيريش التأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم الأطراف في الشرق الأوسط في جهودها الرامية إلى التوصل إلى حل قائم على وجود دولتين ديمقراطيتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها: "حل يتناول جميع قضايا الوضع النهائي على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقات المتبادلة."

وفي جلسة مجلس الأمن الدولي صباح اليوم الثلاثاء حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، قال الأمين العام "ليس هناك خطة بديلة عن ذلك." محذرا من "إمكانية تضاؤل توافق الآراء العالمي من أجل التوصل إلى حل قائم على وجود دولتين" بعد عقود من التأييد.

وأضاف الأمين العام:

"من المستحيل ببساطة فرض واقع دولة واحدة، مع التطلعات الوطنية والتاريخية والديمقراطية المشروعة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين. في الوقت نفسه، أوضاع الفلسطينيين في غزة، التي كانت تحت سيطرة حماس منذ عقد من الزمان، سيئة. ويمثل النقص في تمويل الأونروا مصدر قلق دولي. حقوق وكرامة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني وأمنهم الإنساني معرض للخطر. وهذا هو أيضا استقرار المنطقة."

كما ناشد الأمين العام المجتمع الدولي تكثيف دعمه السخي، مؤكدا أن الوقت قد حان للحوار والمصالحة وتغليب صوت العقل.

نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط.
UN Photo/Loey Felipe
نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط.

من جانبه، حذر نيكولاي ملادينوف منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط من تنامي الثقة، يوما بعد يوم، لدى أعداء السلام، الذين يرون في كل فشل لقوى الاعتدال فوزا لقوى التطرف.

الحفاظ على دعم لاجئي فلسطين أمر أساسي في السعي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال ملادينوف إن ذلك لن يؤدي إلى كفالة حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته أو ضمان الأمن لدولة إسرائيل، بل سيدفع فقط إلى مزيد من المواجهة، وقال:

"أولا، يجب أن نؤكد من جديد بوضوح أن السلام المستدام يتطلب حل الدولتين، وهو حل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية تفاوضية. لقد حدد الإسرائيليون والفلسطينيون قضايا الوضع النهائي، وهم وحدهم يمكنهم أن يحددوا حلهم. ثانيا، يجب أن تستمر الجهود في السعي إلى تنفيذ خطوات ملموسة وتحويلية على أرض الواقع، بما في ذلك إنهاء التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، لا سيما في المنطقة جيم، بما يتماشى مع الانتقال إلى سلطة مدنية فلسطينية أكبر."

وفيما دعا منسق عملية السلام، السلطة الفلسطينية إلى مواصل النهوض ببناء المؤسسات وتقديم الخدمات للشعب الفلسطيني والعمل على إعادة غزة إلى سيطرتها، أعرب عن قلقه المستمر إزاء النقص الكبير في التمويل الذي تعاني منه الأونروا.

وقال "إن الحفاظ على دعم لاجئي فلسطين أمر أساسي في السعي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة."

"على مدى عقد من الزمن، عاش مليونا شخص في ظل سيطرة كاملة من حماس مع إغلاق إسرائيلي وقيود مفروضة على التنقل والوصول. طوال هذه الفترة، قدم المجتمع الدولي مساعدات إنسانية للتخفيف من معاناتهم وإعادة بناء ما دمر في ثلاثة صراعات مدمرة. حان الوقت لكسر هذه الدورة. آن الأوان لإعادة غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية الشرعية، لأنه لا يمكن أن تكون هناك دولة فلسطينية بدون وحدة فلسطينية."

وفيما يتعلق بالنشاط الاستيطاني، أشار ملادينوف إلى استمرار أنشطة إسرائيل غير القانونية المتعلقة بالاستيطان دون هوادة، حيث وافقت إسرائيل مطلع هذا الشهر على إنشاء مستوطنة جديدة ردا على مقتل مستوطن في مركز هافات جلعاد غير القانوني الشهر الماضي، فضلا عن خطط استيطانية لبناء حوالي 85 وحدة سكنية بالقرب من بيت لحم.

وكرر ملادينوف التأكيد على موقف الأمم المتحدة المتمثل في أن جميع الأنشطة المتصلة بالاستيطان غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة أمام السلام، داعيا إسرائيل إلى الكف عن هذه السياسات وعكسها.

وتطرق كذلك إلى الوضع الأمني في الجولان، الذي يعد مصدر قلق متزايد، لا سيما في أعقاب استهداف الطائرات الإسرائيلية لقاعدة جوية سورية في 10 فبراير / شباط، بعد الادعاء بأن طائرة إيرانية بدون طيار دخلت مجالها الجوي من سوريا. وحث ملادينوف جميع الأطراف على العمل من أجل تخفيف حدة التوترات في هذه المنطقة شديدة التقلب.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.
UN Photo/Manuel Elias
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.

 

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن مشاركته في جلسة مجلس الأمن جاءت لطلب الدعم من المجتمع الدولي لتحقيق السلام، مؤكدا استعداده لبدء المفاوضات فورا.

"طرقنا بابكم اليوم، وأنتم أعلى هيئة أممية معنية بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وقدمنا رؤيتنا للسلام علها تجد استجابة حكمتكم وعدالتكم، ومستعدون لبدء المفاوضات فورا وفي أي لحظة، ونحن غير متهربين، وصولا لنيل شعبنا حريته واستقلاله أسوة ببقية الشعوب، وتحقيق السلام والأمن للجميع في منطقتنا والعالم ولتنعم الأجيال القادمة بثماره بعد أن ضحى شعبنا بالغالي والنفيس من الشهداء والجرحى والأسرى. أنتم، أيها السيدات والسادة، قمة الهرم، أعلى نقطة يلجأ إليها العالم وبعدكم ليس إلا سدرة المنتهى. فإذا لم يتم إنصافنا هنا، إلى أين نذهب. نرجوكم، نرجوكم، نرجوكم، ساعدونا من أنفسنا كيلا نقترف شيئا لا يرضينا ولا يرضيكم ولا يرضي العالم."

وقال محمود عباس إن إسرائيل تتصرف وكأنها دولة فوق القانون الدولي، حولت حالة الاحتلال المؤقتة إلى استعمار استيطاني دائم وفرضت واقع الدولة الواحدة بنظام الفصل العنصري وأغلقت جميع الأبواب أمام حل الدولتين على حدود عام 1967 حسب تعبيره.

وغادر الرئيس الفلسطيني قاعة مجلس الأمن فور انتهاء كلمته، وسط تصفيق من الحضور. السفير الإسرائيلي داني دانون قال إنه توقع أن يظل السيد عباس في قاعة المجلس من أجل الحوار، واتهمه بعدم الرغبة في المشاركة في المفاوضات.

 

داني دانون الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة.
UN Photo/Loey Felipe
داني دانون الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة.

 "انظروا إلى ما حدث في هذه القاعة، جاء السيد عباس ووضع مطالبه على الطاولة ورحل، منتظرا منكم التوصل إلى النتائج. لا يمكن العمل بهذا الشكل، السبيل الوحيد للتحرك قدما هو إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. من المؤسف أن نجتمع هنا اليوم. على مدى السبع سنوات والنصف الماضية، رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا مرة واحدة. لقد رفض التفاوض حول السلام....السيد عباس، لقد أوضحت بكلماتك وأفعالك أنك لم تعد جزءا من الحل، فأنت المشكلة."

وأضاف دانون أن الفلسطينيين بحاجة إلى قيادة تستثمر في التعليم وتبني المستشفيات وتتفاوض مع إسرائيل، ولا تمجد العنف وتدفع الأموال للإرهابيين حسب تعبيره.

وقال إن إسرائيل تنتظر ظهور قيادة فلسطينية تجلب الأمل في مستقبل أفضل لشعبها وللمنطقة.