منظور عالمي قصص إنسانية

قضايا رئيسية على جدول أعمال الأمين العام في العام الجديد

الأمين العام أنطونيو غوتيريش.
UN Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام أنطونيو غوتيريش.

قضايا رئيسية على جدول أعمال الأمين العام في العام الجديد

شهد عام 2017 تصاعدا في الصراعات المسلحة، وظهور مخاطر جديدة، وزيادة المخاوف بشأن الأسلحة النووية، وسرعة وتيرة التغيرات المناخية، وتنامي المغالاة في القومية والعنصرية وكراهية الأجانب.

في ظل هذه الخلفية استعرض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعض أهم القضايا خلال العام الجديد، وقال أمام الدول الأعضاء:

"بالنسبة لي كل هذه العوامل تعد مؤشرات تؤكد الحاجة إلى مزيد من الشجاعة والاتحاد، لمواجهة أكثر الاحتياجات إلحاحا في الوقت الراهن ولتهدئة مخاوف الناس الذين نخدمهم، ولوضع العالم على المسار السليم باتجاه مستقبل أفضل."

وأضاف غوتيريش أن الدول الأعضاء هي التي تملك تحديد أولويات عمل الأمم المتحدة، وذكر أنه سيستعرض في خطابه رؤيته لأهم المواضيع والقضايا التي تثير القلق.

العولمة

من القضايا التي ركز عليها الأمين العام في خطابه، تعزيز العولمة العادلة للجميع. وأشار إلى معدلات انعدام المساواة والفقر، والتوزيع غير العادل لمزايا العولمة. وساق مثالا على ذلك بأن الأشخاص الثمانية الأكثر ثراء في العالم لديهم ثروات تضاهي ما يملكه نصف أفقر سكان العالم.

وأكد الأمين العام في هذا السياق على أهمية أجندة التنمية المستدامة، التي اتفق قادة العالم على تحقيق أهدافها السبعة عشر بحلول عام 2030.

تغير المناخ

وشدد غوتيريش على ضرورة رفع سقف الطموحات في مجال مكافحة تغير المناخ. وأشار غوتيريش إلى أن الأعوام الخمسة الماضية كانت من بين الأعلى حرارة في التاريخ المسجل. وقال الأمين العام إن اتفاق باريس وضع إطار العمل، ولكنه استدرك قائلا إن التعهدات الحالية لن تكفي لتحقيق الأهداف المتفق عليها.

وأكد أهمية "الاقتصاد الأخضر" والاستثمار في المستقبل.

الهجرة

الأمين العام أكد ضرورة الاستفادة من تنقل البشر. وقال إن الاعتماد المرتقب للاتفاق العالمي حول الهجرة المنظمة والمنتظمة والآمنة، يعد واحدا من أهم المهام التي يتعين إنجازها خلال العام الحالي. وجدد القول إن الهجرة ظاهرة إيجابية، حيث تعزز النمو الاقتصادي، وتقلص انعدام المساواة، وتربط بين المجتمعات.

وشدد على أهمية توفير مزيد من فرص الهجرة النظامية، وإتاحة المجال للناس للعمل والحياة بكرامة في بلدانهم الأصلية أيضا. وقال إن تلك هي الوسيلة الوحيدة لمحاربة المهربين والمتاجرين بالبشر وحماية الضحايا.

الثورة الصناعية

يمكن للتقدم التكنولوجي أن يساعد في الاستجابة لأكبر التحديات، ولكن التكنولوجيا قادرة أيضا على زيادة انعدام المساواة كما سيؤثر "الذكاء الصناعي" على أسواق العمل والمجتمعات.

في ظل ذلك أكد الأمين العام التزام الأمم المتحدة بأن تكون منتدى للنقاش والتواصل بين الدول الأعضاء والقطاع الخاص والمجتمع المدني والعلماء، لبحث أفضل الممارسات في تلك المجالات ولضمان استفادة الجميع منها.

إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي

رحب غوتيريش بالقرارات الصارمة التي اتخذها مجلس الأمن ردا على الاختبارات النووية التي أجرتها كوريا الشمالية، وقال إن وحدة المجلس تمهد السبيل أيضا للتواصل الدبلوماسي.

وقال غوتيريش إنه أوفد الشهر الماضي وكيله للشؤون السياسية إلى كوريا الشمالية لإجراء محادثات مفصلة وتبادل وجهات النظر مع المسؤولين هناك للمرة الأولى منذ نحو ثماني سنوات.

"أرحب بإعادة فتح قنوات الاتصالات بين الكوريتين، وخاصة بين القوات العسكرية. هذا أمر مهم للحد من مخاطر إساءة الحسابات أو سوء الفهم وتقليل التوترات. أشعر بالتفاؤل أيضا إزاء قرار جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بشأن المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية). وسأحضر مراسم الافتتاح بنفسي."

وشدد غوتيريش على ضرورة البناء على مؤشرات الأمل الصغيرة تلك وتوسيع الجهود الدبلوماسية، لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، بشكل سلمي في سياق الأمن الإقليمي.

الشرق الأوسط

قال الأمين العام إن الوضع في الشرق الأوسط أصبح معضلة، في ظل الأزمات المتشابكة وخطر تصاعد الوضع. وشدد على ضرورة الإصرار على العودة إلى المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

"لا توجد خطة بديلة لحل الدولتين. المؤشرات الأخيرة على تراجع الدعم لذلك، يقوض المعتدلين ويعزز المتشددين. لا توجد خطة بديلة."

بالنسبة للبنان دعا الأمين العام إلى العمل للحفاظ على سيادته واستقراره وتعزيز مؤسسات الدولة فيه.

في اليمن، حان الوقت كي تبدأ الأطراف مفاوضات سلام ذات مغزى، كما قال غوتيريش.

وبالنسبة لبلدان الخليج، شدد أنطونيو غوتيريش على أهمية استغلال كل الفرص لتعزيز الحوار الإقليمي من أجل تخفيف التوترات وتجنب التصعيد وإتاحة المجال للحلول السياسية.

وفيما يتعلق بسوريا، أكد غوتيريش أن الأمم المتحدة ستواصل عملها على مسار إجراء المفاوضات السورية الحقيقية الجامعة في جنيف من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للصراع.

وفي العراق، ستدعم الأمم المتحدة كل الجهود الهادفة إلى ضمان السلامة الإقليمية والحكم الجامع وتخفيف حدة التوترات الطائفية.

التركيز على محاربة الإرهاب

في هذا الإطار شدد غوتيريش على العلاقة بين الصراعات وانتشار الإرهاب. وقال إن هذه العلاقة واضحة في دول مثل أفغانستان. وقال إن التحرك نحو السلام سيعزز محاربة الإرهاب الذي تعاني منه أفغانستان ويتعدى حدودها.

وشدد على أهمية الاستجابات المنسقة دوليا لهزيمة الإرهاب. وأشار إلى أنه سيعقد قمة في شهر يونيو لرؤساء وكالات محاربة الإرهاب للنهوض بالتعاون متعدد الأبعاد في هذا المجال.

وأكد أيضا أهمية التركيز على الأسباب الجذرية للإرهاب، ومساعدة الضحايا.

ومن القضايا الأخرى التي ركز الأمين العام الضوء عليها في كلمته، تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأفريقي، ودعم عمل بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، ومساعدة المسلمين الروهينجا، والتصدي لخطأ ما يتردد عن العلاقة العكسية بين حقوق الإنسان والسيادة الوطنية.

وأكد غوتيريش الأهمية القصوى لتمكين المرأة في كل تلك المجالات.