منظور عالمي قصص إنسانية

أزمة إنسانية منسية في كوريا الشمالية ومعلومات عن استمرار نهج انتهاكات حقوق الإنسان

زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان يتحدث أمام المجلس عبر دائرة تليفزيونية مغلقة - الصورة: الأمم المتحدة
زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان يتحدث أمام المجلس عبر دائرة تليفزيونية مغلقة - الصورة: الأمم المتحدة

أزمة إنسانية منسية في كوريا الشمالية ومعلومات عن استمرار نهج انتهاكات حقوق الإنسان

قال ميروسلاف ينتشه مساعد الأمين العام للشؤون السياسية إن المعلومات تفيد بوجود نهج مستمر لوقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية.

وفي جلسة مجلس الأمن حول حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، قال ينتشه إن الجلسة تأتي في وقت مهم وتظهر أن المسألة النووية ليست الوحيدة التي تستحق الاهتمام والعمل الدوليين.

وأشار إلى عدم وجود ما يفيد بحدوث تحسن ملحوظ في الوضع منذ صدور تقرير بعثة تقصي الحقائق الخاصة بكوريا الشمالية عام 2014، والذي أظهر احتمالات حدوث جرائم ضد الإنسانية.

"التزاما بتعهداتها وفق القانون الدولي، على جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية مسؤولية تحتم عليها حماية سكانها من الجرائم التي تعد الأشد خطورة وفق القانون الدولي. وعلى المجتمع الدولي مسؤولية مشتركة تحتم حماية سكان جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، إذا لم تحم الدولة مواطنيها، والنظر في العواقب الأوسع للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يتم الإبلاغ عنها، والماثلة أمام استقرار المنطقة."

وكانت الصين قد اعترضت على تناول مجلس الأمن لقضايا حقوق الإنسان، وقال مندوبها إن ميثاق الأمم المتحدة يحدد مسؤوليات ومهام الأجهزة الرئيسية للمنظمة الدولية.

وذكر أن المسؤولية الرئيسية للمجلس تتمثل في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، بما يتطلب قيامه بمعالجة التهديدات الماثلة أمام السلام والأمن على المستوى الدولي. وأضاف أن المجلس ليس المكان الملائم لمناقشة قضايا حقوق الإنسان.

السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة أكدت عدم وجود فصل بين السلم والأمن من جهة وحقوق الإنسان من جهة أخرى.

وأشار رئيس المجلس السفير الياباني كورو بيشو إلى رسالة موجهة من عدة أعضاء بمجلس الأمن، منهم فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان، تطلب عقد جلسة حول الحالة في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وأن يقدم مسؤول رفيع المستوى من الأمانة العامة ومفوضية حقوق الإنسان إحاطة رسمية للمجلس.

طرح رئيس المجلس المسألة للتصويت، فأيد 10 أعضاء عقد الجلسة وعارض 3 وامتنع اثنان عن التصويت.

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين تحدث أمام المجلس، عبر دائرة تليفزيونية من باريس.

وقال إن الصورة عن الأوضاع في كوريا الشمالية ليست واضحة بشكل كامل بسبب عدم قدرة مكتبه على العمل هناك، ولكنه أشار إلى شهادات الفارين عن الانتهاكات الجسيمة واسعة النطاق في كل مجالات الحياة تقريبا.

"سأبدأ بالحديث عن الظروف المروعة في الشبكة الضخمة للسجون ومعسكرات العمل. الشهادات التي جمعها مكتبي تشير إلى ارتكاب التعذيب على نطاق واسع في مراكز الاعتقال التي تشرف عليها وزارة أمن الدولة ووزارة أمن الشعب، حيث يتم انتزاع المعلومات أو الاعترافات من المشتبه في قيامهم بالتخطيط لمغادرة البلاد أو الاتصال مع العالم الخارجي باستخدام شبكات الاتصالات الأجنبية أو الانخراط في أنشطة التهريب. يعمل المحتجزون في المناجم أو مشاريع البنية الأساسية في ظل ظروف حرمان شديد."

وفي الأشهر الأخيرة أدت التوترات العسكرية، كما قال زيد، إلى فرض مزيد من السيطرة على حرية الحركة والحقوق المدنية والسياسية. وقال إن مكتبه يتلقى تقارير عن إقامة مزيد من الحواجز على طول الحدود. وذكر أن من يحاولون مغادرة كوريا الشمالية بدون تصاريح، يخاطرون بحياتهم.

وأضاف أن النساء، اللاتي يمثلن معظم من يتمكنون من الفرار من كوريا الشمالية، يتعرضن عادة للاستغلال الجنسي من قبل المهربين أو الإجبار على الزواج أو العمل القسري مقابل مبالغ زهيدة.

وأضاف زيد أن شعب كوريا الشمالية يتعرض لانتهاكات لحقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إذ يعاني من انعدام الأمن الغذائي المزمن.

وذكر أن ذلك ينجم بشكل أساسي عن تحويل الموارد إلى الأنشطة العسكرية، والقوانين والسياسات التي تجعل كفالة الحقوق الأساسية مشروطة بما يعتقد عن الولاء للحكومة.

وشدد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان على أهمية بذل الجهود لضمان قيام حكومة كوريا الشمالية بإدخال تغييرات عاجلة على القوانين والسياسات لضمان قدر أكبر من الحرية وتوفير الخدمات والسلع الأساسية للمواطنين.

مساعد الأمين العام للشؤون السياسية ميروسلاف ينتشه قال إن الوضع في كوريا الشمالية يعد أزمة منسية بالنسبة للأجندة الإنسانية الدولية، إذ يعاني نحو 18 مليون شخص أي 70% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، وحوالي 41% من نقص التغذية.وحث ينتشه كل الدول الأعضاء على دعم الأنشطة المنقذة للحياة في كوريا الشمالية، مشددا على أهمية توفير التمويل لعمليات الإغاثة.وأكد المسؤول الدولي التزام الأمم المتحدة بالمساهمة في تعزيز جهود التوصل إلى حل تفاوضي سلمي للقضايا العالقة، وضمان حدوث تحسن حقيقي في أوضاع حقوق الإنسان والحالة الإنسانية في كوريا الشمالية.