منظور عالمي قصص إنسانية

صدور تقرير حديث حول ملابسات مصرع الأمين العام الأسبق داغ هامرشولد عام 1961

صدور تقرير حديث حول ملابسات مصرع الأمين العام الأسبق داغ هامرشولد عام 1961

الأمين العام الأسبق داغ همرشولد
في ليلة 17-18 سبتمبر/أيلول عام 1961 تحطمت طائرة تقل الأمين العام الأسبق داغ همرشولد قرب ندولا فيما عرف آنذاك بشمال روديسيا.


قتل همرشولد وأربعة عشر من مرافقيه الخمسة عشر على الفور، ولقي الناجي الوحيد مصرعه متأثرا بجراحه بعد ستة أيام من الواقعة.


على مدى الستة والخمسين عاما التي تلت تحطم الطائرة، جرت سلسلة من التحقيقات حول النظريات المختلفة لأسباب الحادث ومنها احتمال حدوث هجوم جوي أو أرضي أو اختطاف أو خطأ بشري.

وتم اليوم الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2017 الإصدار العلني لتقرير الأمين العام بشأن ما خلص إليه محمد شندي عثمان الرئيس السابق للمحكمة العليا في تنزانيا الذي عينه أنطونيو غوتيريش في أول العام لمراجعة المعلومات السابقة والتحقيقات الأخرى.


خلص شندي في تقريره إلى أن من شبه المؤكد أن داغ همرشولد ومرافقيه لم يتم اغتيالهم بعد هبوط الطائرة وأن ركابها قد توفوا متأثرين بجراحهم إما فورا أو بعد تحطم الطائرة بوقت قصير.

الأسباب المحتملة


واعتبر شندي أن من غير المستبعد أن يكون هجوم أو تهديد خارجيان قد سببا تحطم الطائرة. وقال إن هناك أدلة وفيرة من شهود عيان تميل إلى إثبات وجود أكثر من طائرة في الجو وقت اقتراب طائرة الأمين العام الأسبق من ندولا.


وقال التقرير إن طائرة همرشولد ربما قد تعرضت لإطلاق النار عليها أو حدث اشتباك معها من جانب طائرة أخرى أو أكثر.

ونظر شندي في المعلومات الجديدة التي تلقاها حول قدرة قوات كاتانغا على شن هجوم جوي، وفي ادعاءات شخصين بأنهما كانا على علم بوقوع هجوم محتمل على طائرة الأمين العام الأسبق.


وأشار إلى أنه مازال من المحتمل أن يكون تحطم الطائرة حادثا عارضا ناجما عن خطأ الطيار دون تداخل خارجي، ومن غير المستبعد أن تكون عوامل بشرية منها الإرهاق قد قامت بدور في تحطم الطائرة.


وأشار الأمين العام في تقرير قدمه للجمعية العامة بهذا الشأن إلى أن بعض الدول الأعضاء لم تستجب حتى الآن للطلبات المقدمة من القاضي شندي بشأن الحصول على مزيد من المعلومات.

توصية


وقال أنطونيو غوتيريش إن شندي خلص إلى ضرورة إجراء تحر أو تحقيق إضافي لإثبات الحقائق بشكل نهائي وأن المعلومات التي أتيحت للأمم المتحدة لم تكم كافية للتوصل إلى استنتاجات بشأن سبب تحطم الطائرة.


وأشار إلى ما ذكره القاضي عثمان شندي بشأن انتقال عبء الإثبات الآن إلى الدول الأعضاء كي تظهر أنها أجرت استعراضا وافيا للوثائق والمحفوظات الموجودة في عهدتها بما في ذلك التي مازالت سرية، للخروج منها بمعلومات يحتمل أن تكون مهمة.


وأيد غوتيريش توصية شندي بأن تعين الدول الأعضاء المعنية مسؤولا مستقلا رفيع المستوى لإجراء استعراض داخلي لمحفوظاتها، وخاصة الاستخباراتية والأمنية والدفاعية لتقرير ما إذا كانت تحتوي على معلومات مهمة.


وشجع الأمين العام جميع الدول الأعضاء على إجراء هذا الاستعراض الوافي بغية إتاحة المعلومات ذات الصلة.

واجب مقدس


وقال أمين عام الأمم المتحدة "مازالت تقع على عاتقنا المسؤولية المشتركة عن السعي لمعرفة الحقيقة الكاملة للظروف والملابسات التي أدت إلى فاجعة وفاة داغ همرشولد وموافقيه. واعتبر هذا واجبنا المقدس تجاه سلفي المرموق داغ همرشولد وسائر أعضاء الفريق المرافق له وأسرهم".


وقد لقي همرشولد مصرعه عام 1961 في حادث تحطم طائرته في الكونغو في طريقه لزامبيا لحل أزمة الكونغو آنذاك.


وقد تلقى همرشولد جائزة نوبل للسلام عام 1961 لإسهامه في تسوية أزمة الكونغو، ليكون واحدا من بين ثلاثة فقط يحصلون على الجائزة بعد وفاتهم.