منظور عالمي قصص إنسانية

البنك الدولي يحذر من أزمة تعلم في التعليم حول العالم

طفل في منطقة ريفية في نيبال.
Aisha Faquir/World Bank
طفل في منطقة ريفية في نيبال.

البنك الدولي يحذر من أزمة تعلم في التعليم حول العالم

حذر تقرير جديد صدر عن البنك الدولي اليوم الثلاثاء من "أزمة تعلم" في التعليم العالمي، مشددا على أن التعليم بدون تعلم ليس مجرد فرصة ضائعة للتنمية وحسب ولكن أيضا ظلم كبير للأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم.

فبحسب تقرير التنمية في العالم لعام 2018: "التعلم لتحقيق وعد التعليم"، يواجه ملايين الطلاب الشباب في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل احتمال فقدان الفرص وانخفاض الأجور في مراحل لاحقة من حياتهم لأن مدارسهم الابتدائية والثانوية تفشل في تعليمهم ما يؤهلهم للنجاح في الحياة.

ويضيف التقرير أنه بدون التعلم، سيفشل التعليم في الوفاء بوعده بالقضاء على الفقر المدقع وخلق فرص وازدهار مشترك للجميع. "حتى بعد عدة سنوات في الدراسة، فإن ملايين الأطفال لا يستطيعون القراءة والكتابة أو إجراء عمليات حسابية أساسية".

ويحذر التقرير كذلك من أن أزمة التعلم هذه توسع الفجوات الاجتماعية بدلا من تضييقها؛ إذ يصل التلاميذ الصغار الذين يعانون بالفعل من الفقر أو الصراع أو التمييز على نوع الجنس أو الإعاقة إلى مرحلة البلوغ الشابة دون حتى أبسط المهارات الحياتية.

وفي هذا الصدد، أشار رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم إلى أن أزمة التعلم هذه تعد أزمة أخلاقية واقتصادية. وعقّب قائلا إنه "عندما يتم توفير التعليم بشكل جيد، فإنه يعد الشباب بتوفير فرص العمل وتحسين الدخل والصحة الجيدة والحياة بلا فقر... ولكن هذه الفوائد تعتمد على التعلم. والتعليم من دون تعلم هو فرصة ضائعة. وأكثر من ذلك، إنه ظلم كبير: الأطفال الذين تخذلهم المجتمعات أكثر من غيرهم هم الأكثر حاجة إلى تعليم جيد للنجاح في الحياة."

ويوصي التقرير باتخاذ خطوات ملموسة في مجال السياسات العامة لمساعدة البلدان النامية على حل هذه الأزمة التعليمية الصعبة في مجالات تقييم أقوى للتعلم باستخدام أدلة على ما هو فعال أو غير فعال للاسترشاد بها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعليم.

ووفقا للتقرير، عندما طلب من طلاب الصف الثالث في كينيا وتنزانيا وأوغندا مؤخرا قراءة جملة مثل "اسم الكلب هو بوبي" باللغة الإنجليزية أو السواحيلية، لم يفهما ثلاثة أرباعهم.

وفي المناطق الريفية في الهند، لم يتمكن ما يقرب من ثلاثة أرباع الطلاب في نفس المرحلة التعليمية من حل عملية طرح مكونة من رقمين مثل "46 - 17"، وبحلول الصف الخامس، لا يزال نصفهم غير قادرين على ذلك.

يذكر أن هذه الإحصاءات لا تشمل 260 مليون طفل لا يلتحقون بالمدارس الابتدائية أو الثانوية لأسباب تتعلق بالصراع والتمييز والعجز وغير ذلك من العقبات.

وفي حين أن جميع البلدان النامية لا تعاني من ثغرات كبيرة في التعلم، فإن كثيرا منها لا يرقى إلى المستويات التي يطمح إليها. إذ تظهر التقييمات الدولية في مجال محو الأمية والحساب أن نتائج الطالب المتوسط في البلدان الفقيرة أسوأ من 95% من نظرائه في البلدان ذات الدخل المرتفع، بمعنى أن مثل هذا الطالب سيصنف على أنه بحاجة إلى الاهتمام التعليمي التكميلي في البلدان ذات الدخل المرتفع.

ويقول التقرير، الذي كتبه فريق من الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي، إن الأسباب وراء ذلك لا تنحصر في طرق انهيار التعليم في الكثير من المدارس، بل أيضا تشمل القوى السياسية الأعمق التي تسبب استمرار هذه المشاكل.