منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يؤكد ضرورة أن تقود الأمم المتحدة طفرة دبلوماسية من أجل السلام

الأمين العام أنطونيو غوتيريش. Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام أنطونيو غوتيريش. Photo/Eskinder Debebe

الأمين العام يؤكد ضرورة أن تقود الأمم المتحدة طفرة دبلوماسية من أجل السلام

مع قرب افتتاح المداولات العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة، أكد الأمين العام أنطونيو غوتيريش على أهمية التعددية ودور المنظمات متعددة الأطراف في التعامل مع المشاكل العالمية التي تواجه العالم اليوم.


وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة قال غوتيريش إن تلك المشاكل تتطلب حلولا دولية، إذ لا يمكن لدولة منفردة أن تتصدى لها. ومع انتشار العنصرية ومعاداة السامية والإسلاموفوبيا في بعض مناطق العالم، قال غوتيريش إنه يضع أمله في الشباب الذين يدركون أن التنوع ثراء وليس تهديدا.


التفاصيل في الحوار التالي.


أخبار الأمم المتحدة: مع قرب افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة وعقد مداولاتها رفيعة المستوى، ما هو دور التعددية في عالم اليوم، وما الذي ستفعله لتعزيز هذا الدور؟


الأمين العام: نحن نعيش في عالم يواجه مشاكل دولية، من تغير المناخ والإرهاب وانعدام المساواة، ولا يمكن أن نحل مشاكل عالم اليوم على أساس كل دولة على حدة. نرى أكثر فأكثر أن الحلول العالمية فقط هي التي يمكن أن تتصدى للمشاكل العالمية. وكي تنجح الحلول العالمية، نحتاج آليات للحكم تسمح للدول بالعمل معا للتعامل مع مشاكل عصرنا الحالي. لذا فإن المنظمات متعددة الأطراف، مثل الأمم المتحدة وغيرها الكثير من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إلى المنظمات الإقليمية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، كلها أساسية للسماح لنا بمواجهة التحديات الكبيرة التي تهدد البشرية.



أخبار الأمم المتحدة: مع كل التحديات التي تواجه العالم اليوم، الإرهاب والتطرف وأزمة اللاجئين، ما هي رؤيتك للدور الذي يجب أن تقوم به الأمم المتحدة في عالم اليوم؟


الأمين العام: يتعين على الأمم المتحدة، أولا وقبل كل شيء، أن تكون أداة لتعزيز دور الدبلوماسية من أجل السلام. ونفعل كل ما يمكن لمواجهة الأزمات من مالي إلى جنوب السودان وليبيا، من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى سوريا وأفغانستان والصومال، نفعل كل ما يمكن لإقناع أطراف الصراع ومن يتمتعون بالنفوذ لديها أن أحدا لا يفوز في هذه الحروب بل يخسر الجميع.

ومن الضروري للغاية أن تنسى الأطراف خلافاتها ومصالحها المتضاربة، وأن تعمل معا لوضع حد لهذه الأزمات المأساوية والعنف. هذه الصراعات أصبحت أكثر فأكثر مترابطة وترتبط بالإرهاب الدولي. لذا علينا أن نحارب الإرهابيين أينما وجدوا، ولكن يتعين أن نعالج الأسباب الجذرية للإرهاب. هذا يعني حل الصراعات، وفي نفس الوقت بناء مجتمعات متناغمة يشعر الناس فيها بالانتماء ولا يشعرون بالتمييز ضدهم، وبأن حقوقهم تحظى بالاحترام كي تواجه تلك المنظمات الإرهابية صعوبة أكثر فأكثر في تجنيد الأعضاء الجدد.

بطالة الشباب، على سبيل المثال، تعد مشكلة كبرى في بعض مناطق العالم تيسر عمل المنظمات الإرهابية في تجنيد الأشخاص الذين لا يشعرون بأن هناك أي مستقبل أمامهم. لذا نحتاج إلى نهج يقوم على التنمية المستدامة وتعزيز حقوق الإنسان والسلام والأمن، ودمج كل آليات الأمم المتحدة معا لنتمكن من هزيمة الإرهاب.


أخبار الأمم المتحدة: نرى آثار تغير المناخ بوضوح بأنحاء العالم، ما هي رسالتك للجميع من الحكومات والمجتمع المدني والمواطنين بشأن تغير المناخ والتنمية المستدامة؟


الأمين العام: أولا تغير المناخ اليوم أمر لا يمكن إنكاره. لقد عدت مؤخرا من بلدي، البرتغال، حيث نواجه حالة جفاف هائلة في الجنوب ونرى تضاعف حرائق الغابات. في الولايات المتحدة، مثل البرتغال وأجزاء أخرى من العالم، نرى موجات حارة وفيضانات مثلما يحدث في سيراليون ونيبال والهند. الكوارث الطبيعية أصبحت أمرا معتادا بشكل أكبر، تزداد وتيرته وعواقبه المدمرة. نرى توسع الصحارى وتقلص الغطاء الجليدي وارتفاع منسوب البحار، لذا فإن تغير المناخ يهددنا جميعا.

ثانيا، من أجل محاربة تغير المناخ لدينا اليوم أداة مهمة وهي اتفاق باريس. يجب أن نضمن التزام جميع الدول بالاتفاق. وإذا كانت دولة ما غير قادرة على ذلك، على المستوى الحكومي، فيتعين أن يقود مجتمع الأعمال والمدن هذه العملية كي نتمكن جميعا من تنفيذ الاتفاق بطموح أكبر، لأن اتفاق باريس وحده غير كاف لاحتواء الاحتباس الحراري بالشكل اللازم.

أخبار الأمم المتحدة: نتحول إلى المساواة بين الجنسين، عندما توليت منصبك تعهدت بتعزيز هذه المساواة، عندما تنظر إلى الأشهر الماضية هل تشعر بالرضى عما حقق، وما هي خططك في هذا المجال؟


الأمين العام: عينتُ أعضاء في مجموعة الإدارة العليا وجددت ولايات البعض، بحيث أصبح لدينا 19 سيدة و17 رجلا، بما يعني أنني أتعامل بجدية كبيرة مع مسألة المساواة بين الجنسين في القرارات التي اتخذها. وبنهاية ولايتي، وهذا تعهد قوي مني، ستتحقق المساواة الكاملة بين الجنسين على مستوى مساعدي ووكلاء الأمين العام بأنحاء المنظمة.

لقد وافقنا على خطة عمل للمساواة بين الجنسين، وسأقوم بتقديمها للدول الأعضاء بالأمم المتحدة تتناول المجالات التي يجب أن تتخذ الدول قرارات بشأنها، أملا في تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين في الأمم المتحدة بحلول عام 2028.

ولا ينبع ذلك من أن القضية مطروحة في المناقشات العامة، ولكن لأنني أومن بشدة بأن المنظمات تعمل بشكل أفضل عندما تتحقق بها المساواة بشكل كامل بين النساء والرجال.

أخبار الأمم المتحدة: في شبابك عملت بنشاط دعما للمبادئ التي تؤمن بها، ما الذي تود قوله للشباب اليوم الذين يريدون فعل شيء لمواجهة العنصرية والإسلاموفوبيا ومعاداة السامية والتمييز؟


الأمين العام: أومن بأن الشباب هم أملي، لأنهم أكثر عالمية. هم أقل عرضة للتأثر بالنهج اللاعقلانية المعتمدة على المغالاة في القومية ومعاداة الأجانب والعنصرية. يتفهم الشباب أن التنوع ثراء، وليس تهديدا. آمل أن يدفع الشباب مجتمعاتهم وحكوماتهم لتفهم ضرورة وضع سياسات التناغم الاجتماعي التي تسمح للجميع بالشعور بأن هوياتهم تحظى بالاحترام وفي نفس الوقت يشعرون بالانتماء إلى مجتمعاتهم.