منظور عالمي قصص إنسانية

مناقشة في المقر الدائم حول أهمية كشف الأخبار المزيفة ودرء خطرها

المصدر: الأمم المتحدة/ريك باجورناس
المصدر: الأمم المتحدة/ريك باجورناس

مناقشة في المقر الدائم حول أهمية كشف الأخبار المزيفة ودرء خطرها

يدرك "تحالف الأمم المتحدة للحضارات" الحاجة الملحة إلى تطوير وتوسيع مهارات قراءة وكتابة وتحليل الأخبار، أو محو الأمية الإعلامية، في خضم الحالة السياسية والاجتماعية الراهنة في العالم.

وفي سياق انتشار "الأخبار المزيفة" على نطاق واسع من خلال منصات التواصل الاجتماعي، عقد التحالف، اليوم الخميس، مناقشة هامة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، تحت عنوان "الأخبار المزيفة في وسائل الإعلام الاجتماعية"، تناول فيها أهمية التغلب على هذه الظاهرة التي بحسب نهال سعد، رئيسة ديوان الممثل السامي لتحالف الحضارات والمتحدثة باسمه، لديها القدرة على تحريف الرأي العام وصياغة ونشر الأفكار الأيديولوجية في العالم.

وأوضحت نهال سعد "في هذه الحلقة سنركز على ظاهرة ما يسمى ب "الأخبار المزيفة" التي أعتقد أنها يمكن أن تؤدي، وستؤدي إلى إثارة الجماهير والتحريض على الكراهية. هكذا تبدأ الحلقة المفرغة التي تفضي إلى العنف والتطرف."

وتمثل هذه المناقشة الحلقة الثانية من سلسلة المناقشات التي ينظمها تحالف الأمم المتحدة للحضارات، في مقر الأمم المتحدة بشأن المواضيع ذات الصلة بمحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية.

وكانت الحلقة الأولى قد انعقدت في شباط/ فبراير تحت عنوان "الإعلام ومحو الأمية المعلوماتية: الاستراتيجيات التعليمية لمنع التطرف العنيف".

وفي نفس السياق، قدمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اقتراحات إلى أعضاء البرلمان الأوروبي حول ما يمكن عمله بشأن مشكلة الأخبار المزيفة.

جاء ذلك في مؤتمر نظمه فريق العمل الأوروبي المشترك المعني بالتطرف الرقمي التابع للبرلمان الأوروبي في 6 أيلول / سبتمبر 2017.

وأوضح بيان صحفي صادر اليوم الخميس عن منظمة اليونيسكو أن السيد غي بيرغر، مدير وحدة حرية التعبير والتطوير الإعلامي باليونسكو، قدم 15 نقطة عمل يمكن اتباعها لمواجهة ما أسماه "تسليح انعدام الثقة".

واستند بيرغر في إحاطته إلى الأفكار المستقاة من ندوة "الصحافة تحت النار" التي عقدتها اليونسكو في وقت سابق من هذا العام، والتي أبرزت خطورة التضليل والإساءة المتعمدة لوسائل الإعلام المهنية.

وأشار إلى أن الصحفيين كانوا يستهدفون أحيانا عبر "أخبار مزيفة" تزعم أن أفرادا معينين من الصحفيين هم جواسيس، فضلا عن تقليل أهمية الصحفيين عبر اتهامات كاسحة تفيد بأن قصصهم من نسج الخيال.

وسلط خبير اليونسكو الضوء على الطابع المميز للأخبار المزيفة ضمن نظام بيئي سام يعزز نفسه ويتضمن التصيد والتسلط (المضايقة). ووصف خصوصيته بأنها "محتوى ملفق يطرح نفسه على أنه أخبار حقيقية وعلى أنه واقعي".

واقترح بيرغر أن تعزز وسائل الإعلام الإخبارية مصداقيتها، من خلال إبراز المصادر الموثوقة ونشر الخدمات العامة، مشيرا إلى أن "التدريب يمكن أن يحسن التغطية، حتى لا يحدث فراغ تتمكن أخبار مزيفة من ملئه". وقال إن "تعزيز التدقيق في الوقائع" قد يؤدي إلى مزيد من المساعدة لضمان التحقق مما تنتجه وسائل الإعلام.

وفيما يتعلق بالدول، حث مسؤول اليونسكو على زيادة الرصد والإبلاغ عن المشكلة، بما في ذلك من حيث الهدف 10 من أهداف التنمية المستدامة الذي يدعو إلى "حصول الجمهور على المعلومات وتمتعه بالحريات الأساسية".

وفيما حذر بيرغر من أن تجريم الأخبار الكاذبة وحظر عدم الكشف عن هوية ناشريها يمكن أن ينتهكا هذه الحريات، قال إنه "يمكن للدول أن تحمي الصحفيين بشكل أفضل وأن تلاحق أيضا ناشري الأخبار المزيفة المتورطين في عمليات الاحتيال (إساءة استخدام أسماء العلامات التجارية الشهيرة).

وأضاف أن التحريض على العنف، أو القرصنة، يستحق أيضا اتخاذ خطوات قانونية ضد ناشري الأخبار المزيفة، داعيا الأفراد الذين تضررت سمعتهم بسبب هذه الظاهرة إلى رفع قضايا تشهير مدنية ضد مرتكبيها.

#UnravelFakeNews