منظور عالمي قصص إنسانية

مناشدة لمجلس الأمن للتغلب على الخلافات من أجل إنهاء الصراع السوري

فتيات يمشين في شارع مزدحم بالحطام في مدينة طبقة بسوريا. عادت الفتيات مؤخرا مع عائلاتهن إلى منزلهن بعد نزوحهن عدة مرات. مايو 2017. الصورة: اليونيسف / سليمان
فتيات يمشين في شارع مزدحم بالحطام في مدينة طبقة بسوريا. عادت الفتيات مؤخرا مع عائلاتهن إلى منزلهن بعد نزوحهن عدة مرات. مايو 2017. الصورة: اليونيسف / سليمان

مناشدة لمجلس الأمن للتغلب على الخلافات من أجل إنهاء الصراع السوري

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة تناول خلالها الوضع السياسي والإنساني في سوريا، واستمع فيها إلى إحاطتين من المبعوث الخاص ستيفان دي مستورا ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين.

أوبراين، الذي يتحدث أمام المجلس للمرة الأخيرة قبل انتهاء ولايته، حث مجلس الأمن الدولي باسم الإنسانية المشتركة على إيجاد سبيل لإنهاء معاناة السوريين، الذين قال إنهم يدفعون ثمن الفشل السياسي.

"27 تقريرا للأمين العام حول الأزمة السورية قدمت لكم منذ أن توليت منصبي في شهر يونيو 2015، وقدمت إفادات لا حصر لها في اجتماعات مفتوحة بقاعة مجلس الأمن وفي مشاورات مغلقة...إننا جميعا شهود على تدمير دولة ومواطنيها وأطفالها ومستقبلها. شهدنا أطفالا يموتون جوعا، وطفلا غريقا على الشاطئ بعد محاولة أسرته اليائسة للفرار من الويلات المخزية في سوريا والمستمرة حتى يومنا هذا."

وأشار أوبراين إلى عدم محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة على الأرض.

وجدد دعوة مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. ودعا الدول الأعضاء إلى دعم الآلية الدولية المستقلة المحايدة، وطالب السلطات السورية بالسماح بدخول اللجنة الدولية للتحقيق المعنية بسوريا.

وناشد أوبراين أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر السمو فوق مصالحهم للوفاء بالمسؤولية المشتركة بما فيه مصلحة جميع شعوب العالم.

وقال مخاطبا أعضاء المجلس.

"ما يتسبب في الانقسام بينكم في هذا المجلس ليس أهم مما يجب أن يوحدكم ويوحدنا جميعا وهو إنسانيتنا المشتركة لتخفيف معاناة الأشد ضعفا ومنح الأمل والمستقبل للنساء والرجال وكبار السن والمرضى والأطفال العالقين في الأزمات والذين لا يستحقون أقل مما تستحقونه أنتم جميعا."

ستيفان دي مستورا المبعوث الدولي المعني بسوريا استعرض بعض التطورات الإيجابية على الأرض ومنها تقلص المساحة الخاضعة لسيطرة داعش في سوريا، والهدوء النسبي في بعض المناطق.

وقال إن التحدي الآن يتمثل في ضرورة أن يتحقق التقدم في المجال السياسي، وذكر أن ذلك يتطلب تفكيرا جديدا وواضحا من المعارضة والحكومة.

وأضاف عبر دائرة تليفزيونية من جنيف:

"من مصلحة الشعب السوري، الذي عانى طويلا، أن تدرك الحكومة والمعارضة أن الوقت قد حان للانخراط  في مفاوضات أكثر جدية وحسما. وفي هذا السياق أود الإشارة إلى أننا لا نركز فقط على الحكومة والمعارضة بل نستمع أيضا إلى جميع الأطراف السورية. وفور اختتام الجولة السابعة للمحادثات السورية، أكمل مكتبنا المعني بالمجتمع المدني مشاورات إقليمية في بيروت وغازي عنتاب وعمان. شملت هذه المناقشات أكثر من 120 طرفا وشبكة، وتم وضع أساس المشاورات المستقبلية في جنيف."

ومنذ انتهاء جولة المحادثات السورية في جنيف في الرابع عشر من يوليو، انخرط المبعوث الخاص في جهود دبلوماسية واتصالات منها عقد مشاورات رفيعة المستوى في طهران وباريس بالإضافة إلى المحادثات في موسكو والسعودية.

وتهدف الجهود إلى إتاحة الظروف الملائمة لعقد مفاوضات حقيقية بين الأطراف.

وأعلن دي مستورا، في كلمته أمام مجلس الأمن، نيته عقد جولة المحادثات السورية في جنيف في وقت لاحق من شهر أكتوبر/تشرين الأول. وأعرب عن أمله في أن تأتي الحكومة والمعارضة إلى جنيف في ذلك الوقت على استعداد لإجراء مفاوضات رسمية.

وقال إن الوقت قد حان للتمسك بالواقعية، والتحول من منطق الحرب إلى التفاوض ووضع مصلحة الشعب السوري أولا. وشدد على أهمية أن يتحد المجتمع الدولي وراء هدف إنهاء الصراع.