من الموصل: تجارب شخصية لضحايا الحرب
ووفقا للتقارير والمشاهد التي شهدها موظفو المنظمة في المنطقة هذا الشهر فإن هناك آلاف الأشخاص الذين ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض في المدينة التي كانت يوما مفعمة بالحياة، وتقبع معهم قصصهم التي لم تحكَ.المنظمة الدولية للهجرة التقت هذا الأسبوع ثلاثة من الناجين الذين فقدوا أفراد أسرهم، ليدلوا من على أسرة المستشفيات بشهادتهم على المجازر التي شهدوها. كان من بينهم أميرة ذات العشر سنوات، والتي تعرضت لقذيفة هاون أطلقها تنظيم داعش على منزلها. وبينما كان والدها يحاول الهرب مع أخواتها وأخيها الصغير، كانت هي وأمها لا تزالان في الخلف. أميرة استرجعت هذه الذكريات الأليمة قائلة: "الدخان غمر المنزل، ولم أتمكن من رؤية أي شيء. ماما كانت ميتة ملقاة على الأرض واعتقدت أنها كانت على قيد الحياة. ظللت أنادي على أمي وأصرخ طالبة منها أن تأتي لمساعدتي ولكنها لم ترد علي مطلقا. سقطت أنا أيضا على الأرض وأُصيبت ساقي ولم أستطع التحرك".مكثت أميرة في المنزل بمفردها لمدة ثلاثة أيام. تنادي على والديها ولكن ما من مجيب. "لم يكن لدي طعام أو ماء. طوال ثلاثة أيام وليالٍ كنت وحدي أصرخ وأستغيث بأي أحد ولكن لم يسمعني أحد. ’ماما‘... بقيت أنادي ولكن لم أتلقى أي جواب. لم أكن أعلم أنها قد ماتت إلى أن تم إنقاذي".وبعد أن أمضت ثلاثة أيام في المنزل بمفردها في ظل دوي أصوات القذائف وهي تهوي باستمرار ليلا ونهارا، وصل الجيش العراقي إلى المنزل وأنقذها.