منظور عالمي قصص إنسانية

رئيس الجمعية العامة: مؤتمر المحيط دفعة قوية لجميع غايات الهدف الـ 14 من أجندة 2030

المحيطات تؤخر بعض آثار تغير المناخ من خلال امتصاص الكثير من الحرارة الناجمة عن غازات الاحتباس الحراري. من صور: المنظمة العالمية للأرصاد الجوية/أولغا خورشونوفا.
المحيطات تؤخر بعض آثار تغير المناخ من خلال امتصاص الكثير من الحرارة الناجمة عن غازات الاحتباس الحراري. من صور: المنظمة العالمية للأرصاد الجوية/أولغا خورشونوفا.

رئيس الجمعية العامة: مؤتمر المحيط دفعة قوية لجميع غايات الهدف الـ 14 من أجندة 2030

يعقد "مؤتمر المحيط" بالمقر الدائم للأمم المتحد في نيويورك بعد أيام قليلة. وبينما يتم وضع اللمسات الأخيرة استعدادا لوصول كبار المسؤولين المشاركين في المؤتمر، التقى موقع أخبار الأمم المتحدة برئيس الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة بيتر تومسون لسؤاله عن آخر المستجدات وتوقعاته من الحدث العالمي.

السيد تومسون قال إنه على ثقة تامة من نجاح المؤتمر، استنادا إلى ما لمسه في جولاته الأخيرة التي التقي فيها عدد من زعماء العالم في إطار التحضير للمؤتمر.

أخبار الأمم المتحدة: كيف يتم التحضير لمؤتمر المحيطات؟

تومسون: في هذه المرحلة ونحن على بعد بضعة أيام من المؤتمر، يجب أن أقول إنني أشعر بحماسة شديدة إزاء الردود التي تلقيناها. أعتقد أن الزخم ضخم وأنا على ثقة تامة بأننا سنحقق أسبوعا مثمرا جدا بين الـ 5 و 9 من حزيران / يونيو.

UN Photo

أخبار الأمم المتحدة: قمت بعدد لا بأس به من الرحلات تتعلق بالمؤتمر مؤخرا، ما الذي أثمرت عنه رحلاتك هذه وما الذي تحقق في هذا الشأن؟

تومسون: كنت في جزر المحيط الهادئ في بلدي فيجي. حكومة فيجي واحدة من دولتين مضيفتين للمؤتمر، مع حكومة السويد. نظمت حكومة فيجي مؤتمرا إقليميا لمنطقة المحيط الهادئ الدول الجزرية للالتقاء والحديث عن مؤتمر المحيط، لذلك ذهبت إلى هناك لمخاطبتهم، ولمست إحساسا قويا جدا بأن هذا هو الوقت المناسب لنا لاتخاذ هذه الخطوة لإعطاء دفعة قوية للهدف الـ14 من أهداف التنمية المستدامة، الهدف المتعلق بالمحيطات. كان هناك الكثير من رؤساء الحكومات والقادة القادمين من جزر المحيط الهادئ لجعل قضية تنفيذ الهدف الـ14 أولوية رئيسية.

قمت بزيارتين إلى أفريقيا مؤخرا، وما تعلق بذاكرتي من هذا دولتان ساحليتان، واحدة في الساحل الغربي وواحدة في الساحل الشرقي. في السنغال، مرة أخرى، لمست رسالة دعم قوية جدا للمؤتمر. السنغال بها واحدة من مجتمعات الصيد الكبيرة في غرب أفريقيا. قمت بزيارة بعض تلك المجتمعات، وكانت الرسالة قوية جدا من كل من الحكومة ومجتمعات الصيد: إنهم بحاجة إلى المؤتمر للنجاح في تحقيق الإدارة السليمة للأرصدة السمكية، فالصيادون في أفريقيا يجدون أن مخزوناتهم السمكية تستنفد من قبل مصائد الأسماك الصناعية التي تزيل جميع الأسماك من مناطق صيدهم التقليدية. وتتكرر نفس القصة على الساحل الشرقي. وفي اجتماع مع الرئيس كينياتا في كينيا، كان هناك فهم قوي جدا بأن الاقتصاد الأزرق المستدام مهم للغاية للدول الساحلية في أفريقيا على وجه الخصوص، ولكن أيضا لبقية القارة أيضا. لذلك نتوقع من أفريقيا اهتماما كبيرا بالجانب الاقتصادي المستدام للبيئة البحرية خلال المؤتمر.

كما قمت بزيارة الصين مؤخرا، حيث قضيت الكثير من الوقت مع إدارة الدولة لعلوم المحيطات وأعجبت حقا بالتزامهم بالهدف الـ14. سيأتون إلى المؤتمر بقوة لضمان حدوث تقدم في التنفيذ؛ سيتم التطرق إلى كل شيء من مصائد الأسماك والإعانات ونظم السواحل الإيكولوجية والتطوير والاقتصاد الأزرق، وفي الواقع مساعدة البلدان النامية.

أخبار الأمم المتحدة: يبدو أن هناك قدرا كبيرا من الحماس بشأن المؤتمر. ما النتيجة المثالية التي تراها للمؤتمر؟

تومسون: لدينا زخم قائم ومستمر، لأن المؤتمر يعمل على جميع أهداف التنمية المستدامة. علينا أن نتذكر أن هناك أطرا في الهدف الـ14يجب تحقيقها بحلول عام 2020، وأيضا في عام 2025. إذا لدينا بالفعل ثلاث محطات أمامنا 2020 و2025 و2030 لتحقيق أهدافنا. لذلك، أود، من الناحية المثالية، أن أرى، الخروج من هذا المؤتمر بعملية إيجابية جدا نحو تلك المحطات الثلاث. وقد دعوت شخصيا إلى عقد المؤتمر الثاني والثالث والرابع للمحيط بموازاة هذه المحطات للحفاظ على جديتنا في تنفيذ الهدف الـ14. وفي الوقت نفسه، أريد حقا أن أرى هذه كعملية متكاملة تماما في خطة عام 2030 ككل. إن الهدف الـ14 يتطرق إلى جميع أهداف التنمية المستدامة الأخرى، سواء كانت الصحة أو الغذاء أو التنمية الاقتصادية أو الحياة على الأرض. إننا نقترب من 400 التزام طوعي بشأن الإجراءات التي يمكن اتخاذها، وهذا أمر مشجع جدا.

أخبار الأمم المتحدة: ما هو الأثر الذي يتوقع أن يحدثه المؤتمر على أرض الواقع وفي حياة الناس؟

تومسون: يجب علينا أن نقسم الهدف الـ14 إلى عدة مواضيع مهمة. إذا أخذنا التلوث البحري على سبيل المثال - الذي أصفه بأنه وباء التلوث البلاستيكي في المحيط حاليا - تفيد الإحصاءات بأن ما يعادل حمولة شاحنة قمامة من البلاستيك تنصب في المحيط كل دقيقة من كل يوم، وأنه بحلول عام 2050 سيكون هناك بلاستيك في المحيط أكثر من الأسماك. يتحتم علينا أن نفعل شيئا حيال ذلك، لأن هذا البلاستيك يتحول إلى جزئيات دقيقة تتناولها الحيوانات البحرية الصغيرة وتتسلق سلم سلسلة الغذاء وينتهي بها المطاف على موائدنا. هذا لا يمكن أن يكون جيدا بالنسبة لنا. لذلك، فإن إحدى نتائج المؤتمر العملية ستكون وضع التلوث البحري تحت السيطرة. ومن الواضح أن هذا يتطلب الكثير من العمل في الأنشطة البرية، التي يعود الكثير منها إلينا كأفراد. وعلينا أن نرفع الوعي العالمي تجاه ذلك.

فيما يتعلق بأرصدة الأسماك، نحن نقترب من نقطة التحول إلى عدم الاستدامة في استهلاك الأسماك. ونحن لا نفعل ذلك في حياتنا الشخصية. إذا بدأنا في إنفاق المال ورأينا الاحتياطيات تنفد، فإننا نتوقف عن إنفاق المال ونسعى إلى كسب المزيد منه. إنه التوازن. الشيء نفسه ينطبق على الأرصدة السمكية، لأنه بعد ذلك لن يكون هناك مزيد من الأسماك لنا لنتناولها. لذلك إحدى نتائج المؤتمر الكبيرة ستكون الوصول إلى إدارة الأرصدة السمكية بشكل مستدام.

ثم لدينا بالطبع أهداف المؤتمر المتعلقة بتغير المناخ. وهذا هو السبب في أنني أقول إن تغير المناخ وعمل المحيط هما وجهان لعملة واحدة. الغازات الدفيئة الموجودة في الغلاف الجوي، والتي توجد بسبب الأنشطة البشرية المتراكمة، ترفع من درجة حرارة المحيطات التي تتوسع بدورها وبطبيعة الحال نفقد أجزاء واسعة من السواحل الأرضية. هذا يعني أيضا أنه مع ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإن المحيط يتحمض. وهذه أنباء سيئة للبيئة البحرية. لذلك علينا أن نعزز اتفاق باريس بشأن تغير المناخ وما نقوم به فيما يتعلق بالعمل المناخي. نحن بحاجة إلى تعزيز إدارة المحيطات.