منظور عالمي قصص إنسانية

المبعوث الدولي لليمن: الأزمة الانسانية وشبح المجاعة من صنع الإنسان وكان من الممكن تفاديهما

من الأرشيف: إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي الخاص لليمن.
UN Photo/Rick Bajornas
من الأرشيف: إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي الخاص لليمن.

المبعوث الدولي لليمن: الأزمة الانسانية وشبح المجاعة من صنع الإنسان وكان من الممكن تفاديهما

قال إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام لليمن إن العنف مستمر على عدة أصعدة، وتتواصل معه معاناة الشعب اليمني.

وأضاف أن الأعمال القتالية تتركز على الساحل الغربي لمحافظة تعز كما يتواصل العنف في محافظة حجة والمنطقة الحدودية بين اليمن والسعودية، فيما أصابت الغارات الجوية مناطق أخرى عديدة في اليمن.

جاء ذلك في كلمة ولد الشيخ أحمد في الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي للاطلاع على تطورات الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن.

"مع بداية شهر رمضان المبارك، نذكر أن هناك سبعة ملايين يمني ويمنية مهددون بخطر المجاعة إن لم تتوقف الحرب. ربع اليمنيين غير قادرين على شراء المواد الغذائية الأساسية. نصف المجتمع اليمني لا يحصل على مياه صالحة للشرب، أو على أبسط مستلزمات التعقيم والنظافة وهذا يساهم في انتشار الأمراض المعدية. فانتشار داء الكوليرا مؤخرا أدى الى ما يزيد عن 500 حالة وفاة وآلاف حالات الإصابة المشتبه بها."

وأضاف ولد الشيخ أحمد أن تراجع الخدمات الصحية ساهم في الانتشار السريع لمرض الكوليرا. وقال إن اليمنيين لا يموتون فقط من الحرب المستمرة، انما يموتون أيضا بسبب انعكاساتها. وأضاف أن نقص السيولة النقدية وانقطاع مصادر رزق اليمنيين يمنعهم من الحصول على الخدمات الصحية التي هم بحاجة اليها.

وأضاف في إحاطته لمجلس الأمن الدولي:

" تمكنا حتى الآن من منع عملية عسكرية على الحديدة. إن امتداد القتال إلى المدينة، لو حصل، لأدى الى خسائر لا تحصى في الأرواح والبنى التحتية وإلى منع دخول الأدوية والمواد الأساسية عبر ميناء المدينة. ولا شك أن لذلك وحده نتائج وخيمة تزيد من معاناة اليمنيين."

وأشار المبعوث الخاص إلى أنه كان واضحا للغاية خلال لقاءاته مع الحكومة اليمنية والقيادات السياسية في صنعاء، إذ حث الجميع على التوصل إلى تسوية للوضع في الحديدة.

وأعرب ولد الشيخ أحمد عن الأسف لعدم حضور الوفد المفاوض لأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام التباحث بتفاصيل الحل التفاوضي الذي يشمل ركائز أمنية واقتصادية وإنسانية، تسمح باستغلال المرفأ لإدخال المواد الإنسانية والمنتجات التجارية على أن تستعمل الإيرادات الجمركية والضريبية لتمويل الرواتب والخدمات الأساسية بدلا من استغلالها للحرب أو للمنافع الشخصية.

وقال إن المقترح الذي تقدم به لتجنب الاشتباكات العسكرية في الحديدة يجب التفاوض عليه بموازاة اتفاق آخر يضمن دفع الرواتب لكل موظفي الدولة في كافة المناطق اليمنية.

وذكر أن عدم الحصول على الرواتب يؤدي لازدياد نسبة الفقر المدقع، ووجه الدعوة مرة أخرى لجميع الأطراف للتباحث في هذا الاقتراح وبدون أي تأخير. وجدد القول إن دفع الرواتب لن يكون ممكنا إلا بالاتفاق بين الأطراف اليمنية بما يتطلب تعاونا جديا وبناء بدلا من إلقاء اللوم على الأمم المتحدة.

وأعرب المبعوث الخاص عن القلق إزاء التقارير الواردة من اليمن عن أعمال قمع الإعلاميين والناشطين الحقوقيين والمجتمع المدني، الأمر الذي وصل في بعض الأحيان الى التحرش والضرب والاعتقال القسري والمحاكمات العشوائية.

وأكد ولد الشيخ أحمد أهمية الجهد الجبار والأساسي الذي تقوم به السيدات اليمنيات للمساهمة في حل النزاع ووضع توجه نحو السلام المستديم والمصالحة الوطنية بالرغم من الجو السياسي المشحون بالعنف في البلاد والذي يؤثر على سلامتهن.

وأضاف ولد الشيخ أحمد:

"أطلب من هذا المجلس الموقر حث الأطراف على التعاون المباشر مع الأمم المتحدة للتباحث حول كيفية إنهاء النزاع ووقف هدر الدماء وعدم تعريض المواطنين للمجاعة والأمراض. إن الأزمة الانسانية وشبح المجاعة هما من صنع الإنسان وكان من الممكن تفاديهما بينما يواصل أطراف النزاع أخذ البلاد الى الهاوية وغير مكترثين بآلاف المواطنين الذين يخسرون حياتهم علما بأن وحدة الصف في المجتمع الدولي لمسار الأمم المتحدة للسلام ساهمت في توضيح الرؤيا للمرحلة المقبلة في التاريخ اليمني."

وفي ختام كلمته دعا المبعوث الدولي إلى تذكر آلاف اليمنيين واليمنيات الذين خسروا حياتهم دون أي سبب أو ذنب، وملايين اليمنيين الذين يتعرضون للموت في كل لحظة نتيجة مسببات يمكن تفاديها.

وتلخصت دعوته في القول "كفى نزاعات على السلطة وليكن النزاع من أجل اليمن وبناء وطن حقوق أبنائه محترمة ومحفوظة واقتصاده مستقر ومؤسساته الحكومية فعالة، وطن لليمنيين، كل اليمنيين، كما يستحقه اليمنيون".