منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف تدعو إلى إنهاء انتهاكات حقوق الأطفال في ميانمار

طفل في التاسعة من عمره، أصيب قبل عامين في انفجار بولاية كايين في ميانمار.
UNICEF/Brown
طفل في التاسعة من عمره، أصيب قبل عامين في انفجار بولاية كايين في ميانمار.

اليونيسف تدعو إلى إنهاء انتهاكات حقوق الأطفال في ميانمار

دعا تقرير صادر عن منظمة اليونيسف إلى تحسين الوصول الإنساني لنحو 2.2 مليون طفل متأثر بالعنف في ميانمار، وإنهاء الانتهاكات المرتكبة ضد حقوق الأطفال.

وقال التقرير إن الصراع، المستمر بدون حل، والفقر وتراجع التنمية كلها عوامل تمنع الأطفال في المناطق النائية في ميانمار من الاستفادة من جهود الإصلاح والمصالحة التي تقوم بها الحكومة.

وذكر التقرير، الصادر اليوم الثلاثاء، أن التدابير الاجتماعية والاقتصادية التي اتخذتها الحكومة منذ عام 2010 بدأت في تعزيز أنظمة تحسين صحة وتعليم وحماية الأطفال.

إلا أن اليونيسف تشير إلى استمرار معاناة الكثيرين من أطفال ميانمار، إذ يموت ما يصل إلى 150 طفلا تحت سن الخامسة كل يوم، فيما يعاني نحو 30% من الأطفال من سوء التغذية، ويعيش أكثر من نصف الأطفال تحت خط الفقر.

ويتركز الاهتمام الدولي على ولاية راخين حيث يعيش 120 ألف نازح داخلي، من بينهم الكثيرون من الروهينجا، في مخيمات نتيجة الصراع المجتمعي الذي اندلع في عام 2012.

ويقول تقرير اليونيسف إن أطفال الروهينغا والأقليات الأخرى وأسرهم، في ولاية راخين، بحاجة إلى الحماية والمساعدة.

وتعد ولاية راخين من أفقر المناطق في ميانمار. ويواجه الأطفال صعوبة في الالتحاق بالمدارس، وخاصة النازحين بسبب الصراع ممن يعيشون في المخيمات.

الطفل مو تيان من مجموعة الكامان العرقية وغالبيتهم من المسلمين، يبلغ من العمر 10 سنوات ويقيم بأحد مخيمات النازحين. يتحدث مو تيان عما حدث في قريته ودفع أسرته إلى الفرار.

"وقع القتال بيننا، نحن السكان الكامان وبين السكان البوذيين. اضطررنا إلى الفرار من قريتنا بالقارب. كنت خائفا وحزينا للغاية. عندما هربنا لم نتمكن من أخذ أي شيء معنا سوى الملابس التي كنا نرتديها...عندما أكبر أود أن أكون طبيبا لأساعد الناس."

ولا يحظى بنفس الاهتمام الإعلامي الوضع في ولايات كاشين وشان وكايين النائية وغيرها من المناطق الحدودية، حيث تتكرر الاشتباكات بين الجيش والمنظمات العرقية المسلحة بما يدفع الأسر إلى مغادرة ديارها.

ويواجه المدنيون خطر الفقر والاتجار بالبشر والعيش بدون جنسية، فيما لا يتوفر لهم سوى قدر محدود من الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية.

الطفلة ما توانغ من ولاية كاشين تتحدث عن تجربتها في النزوح.

"كنت أعيش مع أقاربي في القرية لأن أمي توفيت، وأبي يضطر إلى الذهاب للعمل. عندما وقع القتال، كنت خائفة للغاية. لقد استمر القتال لمدة ثلاثة أو أربعة أيام قبل أن نغادر القرية. سافرنا بالسيارة إلى منزل أحد أقارب أمي حتى وصل أبي، وبعد ثلاثة أيام أخذنا إلى هذا المخيم."

ويؤيد التقرير توصيات اللجنة الاستشارية التي رأسها الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان، بشأن القيام بحملة شاملة لتسجيل المواليد والاستثمار في الخدمات الصحية والتعليمية لجميع الأطفال.

وصدر تقرير اليونيسف قبل عقد مؤتمر السلام الوطني الثاني في ميانمار في الرابع والعشرين من مايو/أيار. وتقول اليونيسف إن المؤتمر فرصة للالتزام بتوفير حماية أكبر للأطفال.

وقال التقرير إن استثمار بعض العوائد المالية من النمو الاقتصادي في ميانمار، في خدمات تفيد الأطفال والشباب يمكن أن يقود البلاد إلى مستقبل أكثر رخاء واستقرارا.