منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يؤكد ضرورة تعزيز الروابط بين مبادرة الحزام والطريق الصينية وأهداف التنمية المستدامة

الأمين العام للأمم المتحدة في افتتاح منتدى (الحزام والطريق) في الصين
UN/Zhao Yun
الأمين العام للأمم المتحدة في افتتاح منتدى (الحزام والطريق) في الصين

الأمين العام يؤكد ضرورة تعزيز الروابط بين مبادرة الحزام والطريق الصينية وأهداف التنمية المستدامة

شارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في افتتاح منتدى (الحزام والطريق) الصيني وهو مبادرة تربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتصب في دعم أهداف التنمية المستدامة من خلال توفير القدرة على الوصول للأسواق لمختلف الدول.

وقال غوتيريش، في العاصمة الصينية بيجينغ، إن العالم يمر بمنعطف دقيق يشهد فيه تحديات غير مسبوقة وأيضا فرصا فريدة.

وأضاف أن العقود الأخيرة شهدت تقدما كبيرا على مسار التنمية البشرية، إذ انخفض عدد من يعيشون في الفقر المدقع بمقدار النصف. وأشار إلى أن الصين وحدها أخرجت أكثر من 600 مليون شخص من هوة الفقر.

كما توفرت لمليارات البشر مياه الشرب، والتحق الملايين بالمدارس، وتحقق تقدم في مكافحة الملاريا والسل وغير ذلك من الأمراض الفتاكة.

ولكن رغم كل هذا التقدم، قال الأمين العام إن الملايين الذين لم تشملهم مزايا العولمة، تركوا ليتخلفوا عن الركب.

"انعدام المساواة داخل الدول وفيما بينها، يسبب التوترات الاجتماعية وأحيانا الصراع. إن الأنظمة البيئية في الكوكب تتدهور بمعدلات مثيرة للقلق، وأصبح تغير المناخ خطرا كبيرا. إن عدم القدرة على حل الصراعات القديمة ومنع نشوب صراعات جديدة، أدى إلى معاناة هائلة. ويزيد الإرهاب وعوامل الضعف، فيما تتراجع الثقة. الثقة في الحكومات وفي العولمة والقيم التي تجمعنا معا."

ويتمثل التحدي الآن، كما قال الأمين العام، في إحياء التعاون الدولي من أجل الصالح العام، وبناء حياة مسالمة وكريمة للجميع.

وذكر أن العالم يمتلك، وللمرة الأولى في تاريخ البشرية، الموارد الكافية والتكنولوجيات المتقدمة لإنهاء الفقر المدقع وخفض انعدام المساواة، ولوضع الكوكب على طريق الاستدامة.

وأشار إلى الاستراتيجيات الجديدة الملهمة التي اتفق عليها الجميع ومنها أجندة التنمية المستدامة 2030 التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2030، واتفاق باريس للمناخ، وأجندة عمل أديس أبابا حول تمويل التنمية.

وقال الأمين العام إن مبادرة (الحزام والطريق) وأجندة 2030، مختلفتان في الطبيعة والنطاق، ولكنهما تشتركان في الهدف الأكبر وهو التنمية المستدامة.

كما أنهما تسعيان إلى خلق الفرص والتعاون الذي يصب في مصلحة الجميع، وتهدفان إلى تعميق التواصل بين جميع الدول والمناطق فيما يتعلق بالبنية الأساسية والتجارة والتمويل والسياسات، وربما أيضا الناس وهو الهدف الأهم.

"من أجل استفادة جميع الدول في مبادرة (الحزام والطريق) من التحسن المحتمل للتواصل، من المهم أن يتم تعزيز الروابط بين المبادرة وأهداف التنمية المستدامة. الأهداف التنموية السبعة عشر يمكن أن ترشد السياسات والعمل في (الحزام والطريق) باتجاه تحقيق التنمية المستدامة. وفيما تنفذ المشاريع تحت المبادرة، فلنعمل معا لتعزيز المعايير البيئية والاجتماعية الدولية ولضمان أن المزايا تتعدى المدن لتصل إلى المناطق الريفية."

ومع الاستثمارات الهائلة التي من المتوقع أن تولدها المبادرة، دعا الأمين العام إلى انتهاز الفرصة لمساعدة الدول على الانتقال إلى الطاقة النظيفة، بدلا من مواصلة الممارسات غير المستدامة لعقود قادمة. وشدد في هذا الإطار على أهمية القيادة الصينية.

واختتم غوتيريش خطابه في افتتاح منتدى (الحزام والطريق) بالاقتباس من مثل صيني يقول "بناء الطريق هو أول خطوة باتجاه الرخاء"، وأكد أن منظومة الأمم المتحدة مستعدة للانضمام إلى الرحلة على هذا الطريق من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والوفاء بوعد عدم التخلي عن أحد.