منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: تحقيق السلام في سوريا حتمية أخلاقية وسياسية للسوريين والعالم

على مدى السنوات الست الماضية من الصراع في سوريا، تدهورت بشكل خطير إمكانية حصول السكان المدنيين على الخدمات الصحية. المصدر: منظمة الصحة العالمية
على مدى السنوات الست الماضية من الصراع في سوريا، تدهورت بشكل خطير إمكانية حصول السكان المدنيين على الخدمات الصحية. المصدر: منظمة الصحة العالمية

الأمين العام: تحقيق السلام في سوريا حتمية أخلاقية وسياسية للسوريين والعالم

مع دخول الحرب في سوريا عامها السابع، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن تحقيق السلام في سوريا حتمية أخلاقية وسياسية للشعب السوري والعالم.

وأضاف، في بيان صحفي، أن الشعب السوري ضحية منذ ست سنوات لأحد أسوأ الصراعات في الوقت الحالي.

ووجه غوتيريش نداءين لجميع الأطراف. أولهما الاستفادة بأقصى قدر من اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في الثلاثين من ديسمبر من قبل ميسري اجتماعات أستانة، وتعزيزه وضمان وصول المساعدات الإنسانية لكل المحتاجين بدون عوائق.

النداء الثاني تمثل في التأكيد على ضرورة أن يسعى كل من يتمتعون بالنفوذ على الأطراف، إلى التغلب على خلافاتهم والعمل معا لوضع حد للصراع، وبالتحديد من خلال المساهمة في إنجاح المفاوضات السورية في جنيف على أساس إعلان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأصبحت الرعاية الصحية في سوريا ضحية الصراع المستمر منذ ست سنوات. هذا ما جاء في بيان منظمة الصحة العالمية اليوم، الذي أشار إلى تدهور الخدمات الصحية وتأثر وصول المدنيين إليها بشكل خطير.

إليزابيث هوف، ممثلة المنظمة في سوريا، وفي حوار مع "موقع أخبار الأمم المتحدة" أوضحت اليوم أن أكثر من نصف المستشفيات العامة ومراكز الرعاية الصحية الأولية في سوريا إما مغلقة أو تعمل بشكل جزئي:

"خلال الحرب، وعلى وجه الخصوص خلال العام الماضي، كان هناك عدد متزايد من الهجمات على المرافق الصحية. أكثر من 50٪ من المرافق الصحية بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية لا تعمل. بالإضافة إلى ذلك، فإن 75٪ من المهنيين في مجال الصحة، بمن فيهم المتخصصون اختصاصات عالية مثل أطباء البنج والجراحين غادروا البلاد. كانت سوريا تتمتع بأفضل مؤشر صحة في منطقة الشرق الأوسط. وما رأيناه الآن يوضح أن تغطية عمليات التطعيم قد انخفضت من 95٪ إلى أقل من 60٪. وهذا يؤثر بشكل خاص على المناطق التي يصعب الوصول إليها والمناطق المحاصرة."

وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الحالي، لم تتمكن منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بعد من الوصول بانتظام إلى المجتمعات المحلية في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وبالإضافة إلى ذلك، تشير أحدث البيانات إلى أن أكثر من ثلثي الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في عام 2016 عالميا، حدثت في الجمهورية العربية السورية.

ولا تزال العديد من العوائق قائمة، وتحول دون الوصول إلى المحتاجين، بما في ذلك التهديدات الأمنية للعاملين في مجال الرعاية الصحية وقلة توافر الأدوية والمستلزمات والمعدات.

"وفي هذه الذكرى الحزينة لبدء الحرب في سوريا وقبل أن يتم فقدان المزيد من الأرواح، دعت منظمة الصحة العالمية على لسان ممثلتها في سوريا، إليزابيث هوف، إلى وصول منتظم ودون عوائق إلى جميع المناطق، لتقديم الأدوية المنقذة للحياة واللقاحات والمستلزمات الطبية:

"كفى". لقد طفح الكيل. لا يوجد حل عسكري أو إنساني لهذا الصراع. ليس هناك سوى حل سياسي. يجب على أطراف الصراع الاجتماع معا وإيجاد حل سياسي."

وعلى الرغم من العقبات، واصلت منظمة الصحة العالمية دعم الخدمات الصحية بالأدوية والمستلزمات، من خلال تدريب الكوادر الصحية المتبقية، ومن خلال الفرق الطبية والعيادات المتنقلة عبر خط التماس والبرامج العابرة للحدود.