منظور عالمي قصص إنسانية

مع تفاقم الأزمة الصحية اليمنية مرضى الكلى يعانون

مستشفى العلوفي في الحديدة، اليمن. المصدر: منظمة الصحة العالمية / صادق الوصابي
مستشفى العلوفي في الحديدة، اليمن. المصدر: منظمة الصحة العالمية / صادق الوصابي

مع تفاقم الأزمة الصحية اليمنية مرضى الكلى يعانون

تزامنا مع اليوم العالمي للكلى الموافق التاسع من مارس/آذار من كل عام، سلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على المعاناة المتزايدة لمرضى الكلى في اليمن مع تفاقم الأزمة الصحية في البلاد.

فوفقا لبيان صحفي أصدره المكتب الإقليمي للمنظمة، أدى تدفق النازحين داخليا على محافظة الحديدة على مدى الأشهر الماضية، إلى ارتفاع عدد المرضى الذين يخضعون للغسيل الكلوي في "مركز الحديدة لغسيل الكلى" إلى أكثر من 600 مريض بالرغم من أن قدرة المركز 400 مريض.

أحد المرضى، سالم علي، الذي تردد على المركز على مدى الـ17 عاما الماضية مرتين أسبوعيا لحضور جلسات غسيل الكلى، قال إنه يشعر بالقلق كل مرة يأتي إلى المركز، ولا يعرف ما إذا كان سيتمكن من تلقي الرعاية الطبية أم لا.

وأوضح مدير المركز الدكتور ماهر ماجام أن المركز يعمل على مدار الساعة لتوفير نحو 145 جلسة غسيل كلوي يوميا، لكن لا مفر من التأخير غير المتوقع، فالآلات قديمة وتتعطل في كثير من الأحيان، ومن الصعب إصلاحها نظرا لعدم وجود قطع غيار لهذه الأدوات القديمة.

وبالإضافة إلى هذه الصعوبات، يواجه مركز غسيل الكلى تحديات لوجيستية أخرى، من نقص الوقود وبالتالي انقطاع الكهرباء. كما انخفضت الميزانية المخصصة للسلطات الصحية عبر اليمن بشكل كبير، مما ترك المرافق الصحية دون أموال لتغطية التكاليف التشغيلية والعاملين في مجال الرعاية الصحية دون رواتب منتظمة منذ سبتمبر الماضي.

أما المرضى، فلا تنتهي معاناتهم بوصولهم إلى المركز، فتكرار هذه التأخيرات غير المتوقعة يفاقم من محنتهم، خاصة أولئك الذين يأتون من خارج المدينة ويجدون صعوبة في دفع تكاليف النقل والمواد الغذائية اللازمة للإقامة لفترات طويلة ومتكررة في المدينة.

وبينما تمد منظمة الصحة العالمية بعض مراكز غسيل الكلى بالمعدات والسوائل والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، تشتد الحاجة إلى مزيد من الدعم لتجنب احتمال إغلاق المراكز العاملة وحماية المرضى.

ومركز الحديدة هو واحد من 28 مركزا لغسيل الكلى في اليمن تكافح من أجل الاستمرار في العمل؛ ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توقف مركز غسيل الكلى في محافظة إب عن العمل بسبب نقص الإمدادات والتكاليف التشغيلية، مما ترك أكثر من 500 مريض دون رعاية.