منظور عالمي قصص إنسانية

في الصومال، غوتيريش يلتقي مع ضحايا الجفاف: "هناك فرصة لتفادي الأسوأ"

نساء في انتظار لقاء الأمين العام أنطونيو غوتيريش خلال زيارته إلى بيدوا، الصومال،. المصدر: أخبار الأمم المتحدة / لورا غلبرت
نساء في انتظار لقاء الأمين العام أنطونيو غوتيريش خلال زيارته إلى بيدوا، الصومال،. المصدر: أخبار الأمم المتحدة / لورا غلبرت

في الصومال، غوتيريش يلتقي مع ضحايا الجفاف: "هناك فرصة لتفادي الأسوأ"

موجة جفاف حادة تضع حاليا الصومال على حافة المجاعة ولكن "هناك فرصة لتجنب الأسوأ". هذا هو موقف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي زار الصومال اليوم في أول زيارة ميدانية كأمين عام للأمم المتحدة.

وفي العاصمة مقديشو، قال السيد غوتيريش للصحفيين إن سبب زيارته للبلاد ببساطة هو: "للتعبير عن التضامن العميق مع الشعب الصومالي ".وهناك حاليا 6.2 مليون شخص في حاجة إلى المساعدة في الصومال، أي ما يقرب من نصف سكان البلاد. ويعاني 330 ألف طفل صومالي من سوء التغذية الحاد. وثمة خطر أن يرتفع الرقم إلى مليون إذا لم يتوفر ما يكفي من الدعم. ووجهت الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني نداء لجمع 825 مليون دولار لدعم 5.5 مليون شخص لمدة ستة أشهر.وحذر الأمين العام من أنه بدون هذا الدعم سيشهد العالم مأساة غير مقبولة على الإطلاق لا يستحقها الشعب الصومالي . وتحدث السيد غوتيريش مع ضحايا موجة الجفاف الحالية خلال زيارته إلى مخيم للنازحين داخليا اليوم في مدينة بيدوا. إحدى الضحايا هي نوريا حسين. فقد غادرت وابنتها سميرة البالغة من العمر عشرة أشهر منزلها في حي كانساكس ديري وانتقلت إلى المخيم الواقع على بعد 90 كيلومترا ، بسبب الجفاف، مخلفة زوجها وراءها. وقالت: "إذا ساد الاستقرار وإذا هطل المطر، يمكننا تجنب المجاعة وسنعود إلى ديارنا".وأشارت ضحية أخرى إلى رحلتها الطويلة للمخيم. وهي أم لأربعة أطفال، توفي طفلها الخامس بسبب الإسهال الحاد.ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية تشير التقديرات إلى أن أكثر من 80٪ من هؤلاء النازحين الذين وصلوا حديثا هم من النساء والأطفال.وسار الأمين العام في المخيم لأكثر من ساعة، موجها الأسئلة ومستمعا إلى قصص من الرجال والنساء والأطفال الذين جاءوا إلى بيدوا للحصول على الغذاء والماء. وقد استقر بعضهم مؤخرا بعد انتقالهم من مخيم داداب للاجئين في كينيا، واضطروا للانتقال مرة أخرى بسبب الجفاف.كما تثير الزيادة في عدد حالات الإصابة بالكوليرا القلق أيضا، ففي الشهرين الماضيين، كان هناك 7731 حالة كوليرا أودت بحياة 183 شخصا. وزار الأمين العام المستشفى الإقليمي، وهو مرفق طبي تم إنشاؤه في عام 1936. وقام بجولة في أقسام الكوليرا هناك. ووفقا لمدير المستشفى، يتم معالجة 73 مريضا بالكوليرا، 24 منهم دون سن الخامسة.وفي الصومال، التقى الأمين العام الرئيس محمد عبد الله فارموجو. وفي حديثه للصحفيين في مقديشو، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الصومالي، صرح السيد غوتيريش بأنها لحظة "مأساة وأمل" للصوماليين.وحذر غوتيريش قائلا "هذه لحظة مأساوية"، ، مشددا على أن "الناس يموتون بسبب المجاعة، بسبب الأمراض".ومع ذلك، يشعر الأمين العام أيضا أنها "لحظة أمل" لأن الحكومة والمجتمع الإنساني على استعداد للعمل والتعاون.وقال غوتيريش، "بدعم من المجتمع الدولي، سيكون من الممكن تفادي الأسوأ، وسوف يكون من الممكن إطلاق القاعدة الأساسية للصومال لتكون قادرة على فتح صفحة جديدة، وإيجاد مسار نحو الاستقرار والسلام والازدهار ".وأضاف، "هناك فرصة في الصومال لتفادي وضع شبيه بالذي شهدناه في عام 2011"، في إشارة إلى "التعاون الممتاز بين الحكومة والرئيس، والمجتمع الإنساني - أسرة الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية والصليب الأحمر والهلال الأحمر".وكانت المجاعة قبل ست سنوات قد أودت بحياة ما يقرب من 250 ألف صومالي نصفهم من الأطفال.