منظور عالمي قصص إنسانية

خبير دولي يناشد الرئيس الأميركي عدم استئناف استخدام التعذيب

زنزانة داخل سجن مشدد الحراسة. الصورة: إيما ريفيرتير
زنزانة داخل سجن مشدد الحراسة. الصورة: إيما ريفيرتير

خبير دولي يناشد الرئيس الأميركي عدم استئناف استخدام التعذيب

ناشد نيلس ميلزير مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بمنع التعذيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم إعادة النظر في استخدام "الغمر بالماء" وغيره من طرق التعذيب كأساليب في التحقيقات.

وأكد المقرر الخاص عدم وجود أي شك في أن الغمر بالماء هو شكل من أشكال التعذيب، وقال إن أي تسامح مع هذه الممارسة أو قبول لها سيقود إلى منزلق باتجاه التعسف الكامل واستخدام القوة الغاشمة.

العواقب

وأشار الخبير الدولي، المكلف من مجلس حقوق الإنسان، إلى أن الولايات المتحدة أكدت دوما إيمانها بسيادة القانون واحترام الحقيقة. ودعا الحكومة الأميركية إلى الارتقاء إلى مستوى المعايير التي وضعتها لنفسها وللآخرين.

وحذر المقرر الخاص من أن لجوء الإدارة الأميركية إلى استئناف استخدام أساليب التعذيب سيكون له عواقب كارثية حول العالم، إذ غالبا ما ستفعل الكثير من الدول المثل، مما سيكون عارا على الإنسانية.

الأسباب

وحدد المقرر الخاص المعني بقضية التعذيب ثلاثة أسباب لعدم إعادة استخدام التعذيب:

أولا: الغمر بالماء هو شكل من أشكال التعذيب، وخلافا للمعتقد الشائع فإن التعذيب أسلوب غير ناجع. وغالبا ما يؤدي التعذيب إلى اعترافات خاطئة ومعلومات مضللة، إذ يُدفع الضحايا إلى قول أي شيء بغض النظر عن الحقيقة لتجنب استمرار التعذيب أو للبقاء على قيد الحياة كما قال ميلزير.

ثانيا: حتى إذا نجح التعذيب، فإن هذا لا يجعله قانونيا أو مقبولا من الناحية الأخلاقية. وأشار المقرر الخاص إلى أن، تطبيق المنطق المساند للتعذيب يمكن أن ينطبق أيضا على من يريد استخدام الأسلحة الكيميائية لتحقيق مكسب عسكري أو من يلجأون إلى ارتكاب أعمال إرهابية. وقال إن جميع الشعوب المتحضرة وقفت معا لحظر هذه الممارسات المقيتة التي، مثل التعذيب، تدمر بشكل لا يمكن إصلاحه إنسانية الضحية والجاني والمجتمع بأسره.

ثالثا: شدد خبير حقوق الإنسان على أن المعاهدات الدولية تحظر بشكل تام استخدام التعذيب أو التحريض على اللجوء إليه أو أي معاملة قاسية ومهينة وغير إنسانية. وأشار إلى أنه حظر مطلق، وأن الانتهاكات في هذا المجال تصل إلى حد الجرائم الدولية، وحتى إلى جرائم الحرب في الصراعات المسلحة.