منظور عالمي قصص إنسانية

استعدادات إنسانية متسارعة في ظل البدء الوشيك للعملية العسكرية في غرب مدينة الموصل

في أوائل ديسمبر وباقتراب أعداد النازحين من 100،000 عزز مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عمليات توزيع إمدادات الشتاء وقام بتوفير البطانيات الحرارية ل 11،200 شخص حول الموصل. المصدر: مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين / ايفور بريكيت
في أوائل ديسمبر وباقتراب أعداد النازحين من 100،000 عزز مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عمليات توزيع إمدادات الشتاء وقام بتوفير البطانيات الحرارية ل 11،200 شخص حول الموصل. المصدر: مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين / ايفور بريكيت

استعدادات إنسانية متسارعة في ظل البدء الوشيك للعملية العسكرية في غرب مدينة الموصل

أعربت الأمم المتحدة وشركاؤها في مجال العمل الإنساني عن القلق البالغ إزاء وضع نحو 750 ألف شخص في الجزء الغربي من مدينة الموصل، الذي من المتوقع أن يبدأ فيه القتال خلال الأسابيع المقبلة لاستعادة السيطرة على المدينة من قبضة تنظيم داعش.

ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق قالت في حوار مع "أخبار الأمم المتحدة" إن طبيعة الجزء الغربي من الموصل، المكتظ بالسكان، قد تصعب نجاح التكتيكات والاستراتيجيات التي اتبعت في شرق المدينة.

ليز غراندي: في الوقت الراهن أكثر ما يقلقنا في الموصل هو عواقب العمليات العسكرية التي ستبدأ في الجزء الغربي من المدينة. نقدر أن هناك 750 ألف مدني يعيشون في المناطق الغربية من الموصل. نشعر بالقلق البالغ من احتمال تعرضهم للخطر الجسيم خلال العملية العسكرية، لذا بعد مرور 100 يوم على بدء العمليات العسكرية في الموصل وجه العاملون في المجال الإنساني، بشكل مشترك، دعوة لجميع أطراف الصراع لفعل كل ما يمكن لضمان حماية المدنيين وقدرتهم على الحصول على المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها من أجل البقاء على قيد الحياة. خلال الأيام الأولى من العملية العسكرية، في الجزء الشرقي من الموصل تمكن غالبية السكان المقيمين في الجزء الشرقي من ضفة النهر من البقاء في منازلهم لأن قوات الأمن العراقية اعتمدت نهجا إنسانيا في عملياتها وضع حماية المدنيين في قلب خطط المعركة.

أخبار الأمم المتحدة: ما هي التدابير الاحترازية التي يمكن اتخاذها، ولماذا يختلف الوضع في غرب الموصل عن شرقها؟

ليز غراندي: إن الجزء الغربي من المدينة أكثر اكتظاظا بالسكان. الجزء الشرقي، الذي تمت استعادة السيطرة عليه، يشبه ضواحي المدن. ولكن في الجزء الغربي توجد المدينة القديمة المكتظة بالسكان، ذات الشوارع والأزقة الضيقة والمساكن المتلاصقة. القتال هناك سيكون مختلفا، التكتيكات والاستراتيجيات التي اتبعت في الشرق، قد لا تنجح في الغرب. لذا هناك قلق بالغ بشأن تعرض السكان لمخاطر أكبر في الغرب. بالنسبة للاستعدادات التي نقوم بها، فإننا نستعد لثلاثة سيناريوهات محتملة: قد يحدث حصار مطول، وقد نشهد موجة تدفق جماعي ينزح خلالها عشرات أو حتى مئات الآلاف من المدنيين الذين قد لا يشعرون بالأمان. هناك أيضا سيناريو يمكن في إطاره أن تقوم قوات الأمن العراقية بعملية إخلاء تدريجي، من خلال نقل سكان حي وراء الآخر إلى الأمان قبل إعادتهم إلى ديارهم بعد استتباب الأمن وطرد داعش من هذه المناطق. لا نعلم بالطبع ما الذي سيحدث في غرب الموصل ولكن علينا أن نكون مستعدين لتلك السيناريوهات المختلفة. في الوقت الراهن، يقوم الشركاء في مجال العمل الإنساني، تحت رئاسة الحكومة، بتوسيع مواقع الطوارئ. ونواصل أيضا الإسراع بنقل الإمدادات إلى أماكن آمنة تحسبا لحدوث حصار.

أخبار الأمم المتحدة: نعلم أن العاملين في المجال الإنساني غير قادرين على الوصول إلى غرب الموصل، ولكن ما الذي تعرفونه عن الأوضاع في ذلك الجزء من المدينة؟

ليز غراندي: الأنباء التي نتلقاها ممن مازالوا في غرب الموصل محزنة للغاية. أسعار السلع الأساسية، مثل الأرز والسكر، ارتفعت بشكل هائل. نعلم أيضا أن الكهرباء والمياه يتوفران بشكل متقطع. بعض الأحياء تنقطع عنها المياه لأيام، والبعض الآخر يحرم من الكهرباء لعدة أيام. نعلم أن الأسر، التي لا يتوفر لها دخل في الوقت الراهن والتي استنفدت مدخراتها، تعاني بشكل كبير، فدرجة الحرارة منخفضة ويضطر الناس إلى فعل أي شيء مثل حرق أثاثهم للتدفئة. وأكثر ما يحزن هو ما نسمعه عن الأسر التي لا تملك ما يكفي لشراء الطعام وخاصة في ظل الارتفاع الهائل للأسعار. تضطر الأسر إلى تقليص ما يستهلكونه من الطعام. الكثير من الأسر تتناول وجبة واحدة يوميا. نعلم أيضا أن الأدوية الأساسية لم تدخل إلى الجزء الغربي من المدينة لفترة طويلة للغاية، لذا فإن وضع المصابين بالسكري أو الأمراض المزمنة صعب للغاية.