منظور عالمي قصص إنسانية

سيمونيتا دي بيبو: تكنولوجيات الفضاء يمكن أن تساعد في خلق عالم أفضل

سيمونيتا دي بيبو، عالمة الفيزياء الفلكي، ومديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي -أونوسا
سيمونيتا دي بيبو، عالمة الفيزياء الفلكي، ومديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي -أونوسا

سيمونيتا دي بيبو: تكنولوجيات الفضاء يمكن أن تساعد في خلق عالم أفضل

دعت الإيطالية سيمونيتا دي بيبو، عالمة الفيزياء الفلكي، ومديرة مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي -أونوسا، رؤساء وكالات الفضاء الوطنية والمسؤولين الحكوميين وممثلي مجتمع الفضاء في جميع أنحاء العالم إلى إشراك مزيد من النساء في مجال التكنولوجيات الفضائية.

سيمونيتا دي بيبو هي واحدة من بين عدد قليل من القيادات النسائية في هذا القطاع.

التقرير التالي يلقي الضوء على عملها وعلى دور أونوسا في مساعدة الدول على تحقيق التنمية المستدامة:

يعزز مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي - أونوسا ومقره فيينا، التعاون الدولي في مجال الاستخدام السلمي للفضاء واستكشافه، والاستفادة من علوم وتكنولوجيا الفضاء لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

الإيطالية سيمونيتا دي بيبو، مديرة أونوسا، درست علم الفيزياء الفلكي والفضائي في جامعة روما، وكانت المرأة الوحيدة من بين عشرة خريجين. وفي وقت لاحق، شغلت مناصب عليا في وكالة الفضاء الإيطالية ووكالة الفضاء الأوروبية، بالإضافة إلى المشاركة في تأسيس جمعية للنساء في هذا المجال، قبل أن يتم تعيينها على رأس مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي في آذار/مارس 2014.

وفي حوار مع موقع "أخبار الأمم المتحدة" تحدثت دي بيبو عن السبب وراء وجود عدد قليل من النساء في مجال التكنولوجيا والفضاء الخارجي:

"هناك عدة أسباب. إنه حقل صعب. أنت بحاجة إلى الكثير من الالتزام والتفاني - ولكن النساء رائدات في ذلك. التوازن بين الجنسين وتمثيل الجنسين في مجال الفضاء الخارجي كان دائما واحدة من أولوياتي الرئيسية. وفي إطار الأولوية المواضيعية لبناء القدرات في  القرن الحادي والعشرين، التي تعد واحدة من الأولويات المواضيعية الهامة في مسار التحضير لمؤتمر أونوسبيس 50، تطلب منا الدول الأعضاء العمل على نشر العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مع إيلاء اهتمام خاص بتعليم هذه الاختصاصات للنساء، وخاصة للنساء في البلدان النامية. "

وبالرغم من أن مزيدا من النساء يتخرجن الآن ويحصلن على درجة ماجستير في مجال الفضاء الخارجي، ما زالت نسبة وجودهن في المجال العملي قليلة، خاصة في المناصب القيادية. غير أن هذا الوضع لن يستمر بفضل جهود مكتب أونوسا:

"نحن نضع مشروعا يسمى "الفضاء للمرأة". وكلمة "فضاء" هنا لها معنى مزدوج. أود أن ألفت انتباه الدول الأعضاء إلى مشروع "الفضاء للمرأة" في يونيو 2018، في احتفال الذكرى الخمسين ل أيونيسبيس 50، على أمل أن تكون داعمة له. ومن حيث الموارد المالية، سأحتاج إلى تقديم المشروع إلى الأشخاص المناسبين."

وفي الآونة الأخيرة عملت أونوسا على زيادة الوعي حول دور تكنولوجيا الفضاء في دعم أولويات التنمية التي انبثقت عن لقاء عقد في دبي في أواخر العام الماضي، حيث التقى مجتمع الفضاء العالمي لمناقشة كيفية الإسهام في دفع عملية التنمية المستدامة.

سيمونيتا دي بيبو شرحت لموقع أخبار الأمم المتحدة أهمية هذا المؤتمر في النهوض بالدول والمجتمعات:

"هذا المنتدى رفيع المستوى قد نظم في إطار أربع ركائز، وهي: الاقتصاد والفضاء ومجتمع الفضاء، وسهولة الوصول إلى الفضاء ودبلوماسية الفضاء. نعتقد أن الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني يمكن أن تفهم على نحو أفضل لماذا يجب علينا إيلاء اهتمام أكبر للأنشطة الفضائية. والركائز الأربع تفسر لماذا نفعل ما نفعله في الأمم المتحدة، لأن الاستثمار في الفضاء قد يبدو في بعض الأحيان غير مناسب لكثير من الأسباب. إذا كنا قادرين على إثبات أن الأنشطة الفضائية هي في الواقع جزء من حياتنا اليومية، وأن نوعية الحياة على الأرض ستحسن بفضل الأنشطة الفضائية والبيانات الفضائية، وما نستطيع فعله من حيث تعاون لاعبين مختلفين معا، هذا يمكن أن يساعد الحكومات على أن تصبح شريكة في هذه العملية، ويساعد البلدان النامية على أن تستفيد بشكل أكبر من استخدام التكنولوجيات ذات الصلة بالفضاء على الأرض."

والمنتدى رفيع المستوى المعني بالفضاء كدافع للتنمية المستدامة الاجتماعية والاقتصادية والذي نظمته أونوسا وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، مهد الطريق لإحياء الذكرى السنوية الخمسين (في حزيران/يونيو 2018) لمؤتمر الأمم المتحدة الأول المعني باستكشاف الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي (أونيسبيس 50)، والذي من المتوقع أن يعزز الجهود لتشكيل إدارة الفضاء العالمي في الوقت الذي بدأ المزيد من الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية المشاركة في الأنشطة الفضائية على نحو متزايد.