جنوب السودان: الفريق القطري الإنساني يحذرمن تدهور البيئة التشغيلية للعمل الإنساني

أعرب الفريق القطري الإنساني في جنوب السودان عن بالغ قلقه إزاء البيئة التشغيلية المتدهورة، بما في ذلك طرد المدير القطري للمجلس النرويجي للاجئين وإصدار أمر لموظف مرموق في المجلس بمغادرة البلاد.

ويدين الفريق ترحيل رئيس واحدة من أكبر المنظمات العاملة في جنوب السودان، ويتضامن تضامناً مطلقاً مع دعوة المجلس النرويجي للاجئين لحكومة جمهورية جنوب السودان لعكس هذه القرارات والتعاون الكامل مع جميع المنظمات الدولية التي تعمل لتقديم المساعدات لشعب جنوب السودان، حسبما ورد في بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

ويبذل العاملون في المجال الإنساني جهودا مكثفة لمساعدة المدنيين الذين عانوا أكثر مما ينبغي، لفترة طويلة جدا. وتقوض الإجراءات غير المقبولة هذه بشكل كبير قدرة المنظمات الإنسانية على العمل في وقت تتعمق فيه الأزمة وتزداد الحاجة إلى المساعدات.

ويشار إلى أن صدور أمر بمغادرة اثنين من كبار موظفي المجلس النرويجي للاجئين البلاد هو الأحدث في سلسلة من الحوادث المثيرة لبالغ القلق التي تميز البيئة التشغيلية الصعبة بشكل متزايد في جنوب السودان. وبالإضافة إلى حالتي المجلس، تم ترحيل اثنين من موظفي المنظمات الدولية غير الحكومية في نوفمبر تشرين الثاني وإغلاق مقر في جوبا لواحدة من أكبر المنظمات غير الحكومية الوطنية في جنوب السودان من قبل السلطات الوطنية. كما تم الإبلاغ عن مئة حالة منع وصول في نوفمبر تشرين الثاني ، شهدت 66 منها ارتكاب عنف ضد العاملين في المجال الإنساني أو الأصول.

وقد ألحقت ثلاث سنوات من الصراع والتدهور الاقتصادي خسائر مدمرة بسكان أحدث دولة في العالم. وما زالت الانتهاكات المروعة ترتكب ضد المدنيين بشكل منتظم. وقد ارتفع معدل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد إلى مستويات غير مسبوقة، وتفشت الأمراض في مواقع جديدة. وقد نزح حتى الآن أكثر من ثلاثة ملايين شخص، بما في ذلك ما يقرب من 1.9 مليون من المشردين داخليا وأكثر من 1.3 مليون لاجئ في البلدان المجاورة.

ومع تزايد الاحتياجات الإنسانية شدد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على أهمية أن تتمكن المنظمات الإنسانية من الوصول إلى جميع المحتاجين في أنحاء البلاد لتقديم المساعدات المنقذة للحياة والحماية.

وأكد الفريق القطري الإنساني التزامه بمساعدة الفئات الأكثر ضعفا في جنوب السودان، مشيرا إلى الحد الأدنى من الشروط التي يجب الوفاء بها ليستطيع تمويل وتنفيذ العمليات الإنسانية. وحذر من أن استمرار عدم الوفاء بتلك الشروط، سيؤدي إلى تقويض قدرة المنظمات الإنسانية على إنقاذ الأرواح.