منظور عالمي قصص إنسانية

إحياء اليوم العالمي للغة العربية في مقر اليونسكو في باريس

يوم اللغة العربية: المصدر: اليونسكو
يوم اللغة العربية: المصدر: اليونسكو

إحياء اليوم العالمي للغة العربية في مقر اليونسكو في باريس

أحيت منظمة التربية والعلوم والثقافة (يونسكو) اليوم الخميس، اليوم العالمي للغة العربية، الذي تمحور هذا العام حول "تعزيز انتشار اللغة العربية".

وبعد خمس سنوات فقط من بدء المبادرة التي يعود الفضل فيها إلى المندوب السعودي الدائم لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس، أصبحت اللغة العربية تتنافس في حضورها على المراكز الثلاثة الأولى من بين اللغات الدولية، بعد أن كانت تتنافس على المراكز الثلاثة الأخيرة. الأمر الذي انعكس أيضا من خلال مشاركة واسعة بهذا الاحتفال هذا العام من المدن العربية كافة، ومن إسلام أباد وجاكرتا وأستراليا وبريطانيا وكندا وتركيا وبولندا والمكسيك والكثير من دول العالم.وفي كلمة ألقاها اليوم كانت أشبه بخطاب الوداع، قدم السفير السعودي نصيحة مفادها بأن "المديح والإطراء الخطابي للغتنا العربية، لا يجدي كثيراً لا في اكتساب المزيد من الناطقين بغيرها ولا في استرجاع المارقين منها. وقد تكون آثاره عكسية خصوصاً عندما يتم بناء زخارف المديح للغتنا على ركام النيل من اللغات الأخرى واستصغارها."مضيفا أن "المدخل الحقيقي والفعال لرفع مكانة اللغة العربية لا يكمن في كثرة مديحها... بل في كثرة استخدامها. اللغة والهوية توأم، واللغات هي مسار أساسي وفذ لتفكيك الهويات المتوترة، التي وصفها أمين معلوف بالهويات القاتلة. لا شك أن كثيراً من الفروقات بين الهويات البناءة والهويات الهدامة يكمن في اللغة... اللغة المفخخة!"إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو التي لم تفوت كعادتها احتفالات اليوم العالمي للغة العربية في السنوات الماضية، شاركت أيضا هذه السنة في افتتاح الحدث الذي قالت إنه الأخير بالنسبة لها كمديرة عامة لليونسكو، مشددة على أهمية اللغة وعلى قوتها التي تعتبر "قوة للتبادل والحوار، لخلق وتبادل المعرفة، لتجديد التزامنا المشترك بالقيم وتعزيز العلاقات الإنسانية الواحدة ".وخلال الحدث، وقعت السيدة بوكوفا اتفاقا بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي مع المدير العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، السيد صالح الخليفي، لتعزيز اللغة العربية في اليونسكو، بمناسبة انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج الذي بدأته حكومة المملكة العربية السعودية.كما جالت المديرة العامة في معرض أقيم بهذه المناسبة تحت عنوان "جمال الخط العربي" احتفالا باليوم العالمي للغة العربية.ومن خلال لوحات، وعناصر معمارية وقطع أثرية، يقدم المعرض تاريخ النصوص العربية ورحلتها مع مرور الوقت، من الشرق الأوسط، إلى الأندلس، إلى الفترة العثمانية، إلى تقديم جماليات اليوم.بوكوفا ختمت كلمتها بالقول إن "اليونسكو فخورة بأن تكون جزءا من رحلة حماية وتعزيز هذه اللغة الجميلة، في تعزيز موسيقاها وشعرها ومساهمتها في الإنسانية".