منظور عالمي قصص إنسانية

غوتيريش يؤدي اليمين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة

أنطونيو غوتيريش، الأمين العام القادم، في مراسم أداء اليمين مع بيتر تومسون، رئيس الدورة ال71 للجمعية العامة. المصدر: الأمم المتحدة / إسكندر ديبيبى
أنطونيو غوتيريش، الأمين العام القادم، في مراسم أداء اليمين مع بيتر تومسون، رئيس الدورة ال71 للجمعية العامة. المصدر: الأمم المتحدة / إسكندر ديبيبى

غوتيريش يؤدي اليمين لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة

قال الأمين العام القادم للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن النزاعات، التي أصبحت أكثر تعقيدا وتشابكا من أي وقت مضى وتتسبب في انتهاكات مروعة للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان.

وفي كلمته في مراسم أداء اليمين تحدث غوتيريش عن إجبار الناس على الفرار من ديارهم على نطاق لم يشهد له مثيل منذ عقود، وتطرق أيضا إلى التقدم التكنولوجي الهائل ونمو الاقتصاد العالمي."بيد أن العولمة والتقدم التكنولوجي قد ساهما أيضا في تنامي أوجه انعدام المساواة. وتُرك الكثيرون يلهثون خلف الركب في أماكن منها البلدان النامية التي اختفت فيها الملايين من فرص العمل القديمة في الوقت الذي تتعذر فيه على الكثيرين الاستفادة من الفرص الجديدة. وارتفعت معدلات البطالة في صفوف الشباب ارتفاعا هائلا. كذلك أدت العولمة إلى توسيع نطاق الجريمة المنظمة والاتجار."وذكر غوتيريش أن كل ذلك أدى إلى ازدياد الهوة اتساعا بين الناس والمؤسسات السياسية، مشيرا إلى القلاقل والاضطرابات الاجتماعية ونشوب النزاعات والعنف في بعض البلدان."يميل الناخبون الآن إلى رفض الأوضاع القائمة، ورفض أي اقتراحات تطرحها الحكومات للاقتراع. فقد تلاشت ثقة الكثيرين، ليس فقط في حكوماتهم، وإنما في المؤسسات العالمية، ومنها الأمم المتحدة. إن الخوف هو القوة المحركة لقرارات الكثيرين حول العالم وعلينا أن نتفهم مخاوف هؤلاء الأشخاص وأن نلبي احتياجاتهم، دون أن تغيب قيمنا العالمية عن أبصارنا. وقد آن الأوان لإعادة بناء العلاقات بين الناس والقادة، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. وحان الوقت لكي يصغي القادة ويُبدوا الاهتمام بشعوبهم وباستقرار العالم الذي نعتمد عليه جميعا."وقال الأمين العام القادم، الذي سيتولى مهام منصبه في الأول من يناير 2017، إن على الأمم المتحدة أن تعترف بنقائصها، وأن تصلح من طرق عملها. وذكر أن المنظمة هي حجر الزاوية لنظام تعددية الأطراف، وقد ساهمت في إحلال السلام النسبي على مدى عقود من الزمان. "لكن التحديات قد تجاوزت الآن قدرتنا على التصدي. ولا بد أن تكون الأمم المتحدة على استعداد للتغير. وأخطر نقائصنا، وأشير هنا إلى المجتمع الدولي برمته، هي عجزنا عن منع نشوب الأزمات. لقد ولدت الأمم المتحدة من مخاض الحرب. وعلينا الآن أن نكون جاهزين للسلام."وأكد غوتيريش أن الوقاية تتطلب معالجة الأسباب الجذرية، بما يشمل جميع دعائم الأمم المتحدة الثلاث، وهي: السلام والأمن، والتنمية المستدامة، وحقوق الإنسان. وقال إن حجم التحديات الراهنة يتطلب العمل المشترك على النهوض بعملية إصلاح عميق ومستمر للأمم المتحدة، الذي يتولى مهام منصبه في الأول من العام المقبل، على ثلاث أولويات استراتيجية للتغيير.وتتمثل هذه الأولويات في إرساء السلام، ودعم جهود تحقيق التنمية المستدامة، وإصلاح عمليات الإدارة الداخلية.وقال غوتيريش "ولكن المرء إذا نظر إلى النظامين الإداري والأساسي لموظفي الأمم المتحدة ولقواعد المنظمة وأنظمتها المتعلقة بالميزانية، قد يخيّل إليه أن بعضها مصمم لمنع التنفيذ الفعال للولايات المنوطة بنا، وليس التمكين منه. ويلزمنا إيجاد توافق في الآراء حول التبسيط واللامركزية والمرونة. فلا فائدة ترتجى لأحد إذا كان إيفاد أحد الموظفين إلى الميدان يستغرق تسعة أشهر."وشدد على ضرورة أن تتمتع الأمم المتحدة بخفة الحركة والكفاءة والفعالية،وأن تصب مزيدا من تركيزها على الإنجاز وأن تحد من التركيز على الإجراءات؛ وقال إن عليها أن تركز بشكل أكبر على الناس وبصورة أقل على البيروقراطية.وأضاف "لا يكفي أن نقتصر على تحسين الأداء. فلا بد أن نتمكن من التعبير عما نفعله بشكل أفضل وبطرق يسهل فهمها للجميع. ويلزم أن نجري إصلاحا كبيرا لاستراتيجيتنا المتعلقة بالاتصالات، وأن نرتقي بأدواتنا ومنابرنا المستخدمة للوصول إلى الناس في أنحاء العالم."