منظور عالمي قصص إنسانية

يان إيغلاند يشدد على أهمية الهدنة لإجلاء الجرحى والمتضررين من حلب بسوريا

أسر نازحة هربا من المعارك الأخيرة في شرق حلب، سوريا، تتخذ ملاذا في مستودع كبير في جبرين. 7 ديسمبر عام 2016. المصدر: اليونيسف / العيسى
أسر نازحة هربا من المعارك الأخيرة في شرق حلب، سوريا، تتخذ ملاذا في مستودع كبير في جبرين. 7 ديسمبر عام 2016. المصدر: اليونيسف / العيسى

يان إيغلاند يشدد على أهمية الهدنة لإجلاء الجرحى والمتضررين من حلب بسوريا

أعلن يان إيغلاند، المستشار الخاص للمبعوث الأممي لسوريا، أن الأمم المتحدة حصلت على موافقة الحكومة السورية للوصول في شهر ديسمبر/ كانون الأول، إلى 800 ألف شخص يعيشون في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك في شرقي حلب للمرة الأولى.

وقال إيغلاند عقب اجتماع فرقة العمل الإنساني الأسبوعي حول سوريا لوسائل الإعلام بمقر الأمم المتحدة بجنيف اليوم الخميس، "لأول مرة، شرق حلب على قائمة الأماكن التي تم منحنا حق الوصول إليها لتقديم المساعدة. نحتاج إلى 48 ساعة، وبعد ذلك، نكون قادرين على توفير الغذاء ل 150 ألف شخص. إن المساعدات في غرب حلب، ويعد الأمر مثل العبور من شرق جنيف إلى غربها. ولكن نحن بحاجة إلى وقف القتال، فستكون عملية كبيرة."

وأشار إيغلاند بمرارة وإحباط إلى أن الأمم المتحدة لم تتمكن من إجلاء الجرحى، وأضاف مشيرا إلى الممرات الإنسانية التي أعلن الاتحاد الروسي عن تنظيمها.

"الممر الإنساني لا يعد ممرا إنسانيا إلا إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في الممر وما حوله. يجب أن تكون هناك هدنة. في هذه اللحظة، أولئك الذين يحاولون الخروج من خلال المعابر، عالقون في تبادل إطلاق النار، والقصف، ويخاطرون بالتعرض لنيران القناصة. من الصعب جدا أن نرى ونعرف من أين يأتي إطلاق النار. إنه مشهد معركة قوية جدا."

هذا وأشار مستشار دي ميستورا الخاص إلى أن "روسيا أكدت أنها ستناقش مع الأمم المتحدة كيفية تنظيم عمليات الإجلاء، ولكنها لم تعِد بأية هدنة. لذلك سيكون من الصعب جدا، كما قال إيغلاند، العمل في هذا الوضع ولكن الجهد سيستمر لإجلاء المتضررين بما في ذلك حوالي 100 إلى 500 طفل الذين تم تحديدهم على أنهم بحاجة إلى إجلاء لأسباب طبية.

وفيما استعادت قوات الحكومة السورية السيطرة على عدة مناطق قرب مدينة حلب القديمة من المتمردين خلال الأيام القليلة الماضية، فإن هناك حركة نزوح للكثيرين من السكان.

وذكر إيغلاند أن زملاء بطوليين من الصليب الأحمر والهلال الأحمر تمكنوا من إجلاء أكثر من مائة شخص من ذوي الإعاقة الذين تركوا في منطقة بالبلدة القديمة حيث تحولت السيطرة من المتمردين إلى الحكومة، قائلا إن "هؤلاء هم الآن، والحمد لله، في أمان بالمستشفيات، في غربي حلب".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم أن اللاجئين لا يجلبون مشاكل، بل تعددية في الثقافات والأديان والمهارات.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال زيارته لمطعم "حبيبي وهفاره" في فيينا في النمسا، الذي يوظف لاجئين سوريين، بغرض تمكينهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع النمساوي.

وفي مستهل كلمته، كرر السيد بان دعوته لزعماء العالم خاصة الأوروبيين، لعدم بناء جدران، ولكن تشييد جسور بين الشعوب وبعضها وبين البلدان، مشيرا إلى أن اللاجئين ليس لديهم خيار آخر سوى الفرار إلى بلدان أجنبية لإنقاذ حياتهم.

وحث الأمين العام على احترام كرامتهم وحقوقهم الإنسانية ومعاملتهم كشركاء في المجتمع على قدم المساواة، بغض النظر عن لغتهم وعقيدتهم.

وقال "عندما يأتي اللاجئون، فهم لا يجلبون المشاكل، بل يجلبون الثقافات والأديان والمهارات والإمكانات المختلفة، ولذلك يمكن أن يضفوا مزيجا جيدا على المجتمع النمساوي والمحلي. إن هذا المجتمع، المجتمع النمساوي، يمكن أن يكون أكثر تنوعا وأقوى بكثير وأكثر مرونة من ذلك بكثير، ولذا فإن هذا سيساعد المجتمع، وفي الوقت ذاته، الأهم من ذلك سيساعد من هم بحاجة إلى الدعم للبقاء على قيد الحياة."

وأضاف السيد بان، أنه بينما يظل الكثير من الناس بحاجة للمساعدة يتناحر السياسيون، ولهذا فقد سعى سعيا حثيثا لتغيير التصورات والمواقف السلبية تجاه اللاجئين والمهاجرين ووضع قضية اللاجئين في قلب أجندة الأمم المتحدة، وذلك من خلال قمة اللاجئين والمهاجرين في الـ 19 من سبتمبر، التي شارك فيها أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة واعتمدت إعلان نيويورك.

وكان الأمين العام قد أطلق أيضا حملة "معا: احترام والسلامة والكرامة للجميع" كوسيلة لدعم ورفع الوعي بشأن أهمية التراحم وحب الآخرين الذين يحتاجون للدعم.