منظور عالمي قصص إنسانية

حلب: الأمم المتحدة تشدد على أهمية الاتفاق على وقف مستمر للأعمال العدائية من أجل إيصال المساعدات

طفلان يحرقان كل ما يمكن إحراقه للتدفئة في مستودع كبير في جبرين، بعد نزوحهما من شرق حلب ،سوريا،. المصدر: اليونيسيف / العيسى
طفلان يحرقان كل ما يمكن إحراقه للتدفئة في مستودع كبير في جبرين، بعد نزوحهما من شرق حلب ،سوريا،. المصدر: اليونيسيف / العيسى

حلب: الأمم المتحدة تشدد على أهمية الاتفاق على وقف مستمر للأعمال العدائية من أجل إيصال المساعدات

ردا على أسئلة الصحفيين في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية النمسا حول الوضع في حلب وأفضل طرق رفع الحصار عن المدينة السورية، قال السيد بان إن الأمم المتحدة تعمل بجد لإيجاد حل للأزمة السورية عبر حل سياسي جامع.

"ما رأيناه مؤخرا في شرق حلب يفطر القلب. نحاول توفير الدعم الإنساني المنقذ للحياة للكثيرين من الموجودين في المناطق المحاصرة أو الأماكن التي يصعب الوصول إليها. وكان من الصعب القيام بذلك في ظل استمرار القتال. تم التوصل إلى اتفاقات لوقف الأعمال العدائية، ولكنها خرقت من قبل الأطراف، وجعل ذلك من الصعب قيام الأمم المتحدة بعمليات المساعدات الإنسانية. وفيما نحاول حل هذا الوضع سياسيا ونستمر في توصيل المساعدة الإنسانية، من المهم الاتفاق على وقف مستمر للأعمال العدائية لنتمكن من مساعدة أولئك الناس."وشدد الأمين العام على أنه وبالرغم من هذا الوضع الصعب، فأن الأمم المتحدة تقدم المساعدات المنقذة للحياة لما لا يقل عن خمسة ملايين شخص شهريا في سوريا.ومن جهتها علّقت ممثلة اليونيسف في سوريا، هناء سنجر في بيان صحفي على الوضع المتدهور للأطفال في حلب ومناطق أخرى من البلاد قائلة، ”عندما كنت هناك وقع ما يقرب من مئة قذيفة هاون على غرب حلب في بضعة أيام. وفي الوقت نفسه، على بعد بضع مئات من الأمتار شهدنا قصفا لا هوادة فيه للجانب الشرقي من المدينة. "حتى بالمقاييس السورية، كان القصف الأخير على أشده في حلب."وأشار بيان صدر بعد عودة سنجر من زيارة مؤخرا إلى المنطقة إلى أن نحو 31،500 شخص شردوا من شرق حلب خلال عشرة أيام فقط. ووفقا لبعض التقديرات يبدو أنه ما لا يقل عن 50٪ منهم هم من الأطفال.

وقالت سنجر، "لقد زرت أحد ملاجئ النازحين في جبرين على مشارف المدينة. وهو عبارة عن مستودع كبير تجمعت فيه أسر على فرش على الأرض. وقد فاقم البرد القارس من سوء الوضع."وتابعت قائلة، "على خلفية صوت يصم الآذان للانفجارات وإطلاق النار من الأسلحة الثقيلة ، تبادل الأطفال، الذين كانوا يحضرون أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي، بعض القصص. وروى الأطفال قصصا عن بقاءهم لأيام وأسابيع في سراديب مظلمة ورطبة خوفا من القصف في شرق حلب. تبادلوا ذكريات مؤلمة عن الدمار، ورائحة الجثث تحت الأنقاض. كانوا خائفين أيضا. وكان صوت الطائرات يشكل شعورا بخوف شديد لدى الجميع... نظرا لما يعقب ذلك من أحداث مروعة."وذكرت أن الأطفال أعربوا عن سعادتهم لوجودهم في الهواء الطلق، وتمكنهم من الغناء واللعب. كما أعربوا عن اشتياقهم لعائلاتهم وأصدقائهم ومدارسهم. وأضافت، "لا يوجد مكان آمن في حلب. حتى الذهاب إلى المدرسة يمكن أن يكون مسألة حياة أو موت. هذا العام نفذت 84 هجمة على المدارس في سوريا أسفرت عن مقتل 69 طفلا على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح."وقالت إن موظفي اليونيسف يعملون على مدار الساعة لجعل الحياة أكثر احتمالا للأطفال."يتم توزيع الملابس الشتوية ونقل المياه بالصهاريج إلى الملاجئ والمناطق التي تشهد عودة النازحين مثل هنانو. نحن نقوم بتوفير الوقود، وإصلاح وصيانة شبكة المياه في حلب لتوفير المياه الصالحة للشرب ل 1.2 مليون شخص." وأوضحت سنجر أن تعقيدات تسليم المساعدات في سوريا لا تخفف إلا القليل من معاناة من يقرب من ستة ملايين طفل في حاجة إلى مساعدات إنسانية في البلاد. "إن الوضع يتدهور. الأطفال يموتون لعدم القدرة على إخلاءهم على بعد مئات من الأمتار فقط لعلاجهم."وأضافت، "أطفال سوريا لم يستسلموا وليس بوسعنا أن نستسلم أيضا. تلتزم اليونيسف ببذل ما في وسعنا لتقديم الدعم لهم وتوفير الفرص حيثما أمكننا ذلك."وأشار البيان إلى أنه في عام 2016 وحده، قدمت اليونيسف الكتب واللوازم المدرسية ل 3.2 مليون طفل - وإضافة إلى الآلاف من الأماكن المؤقتة للتعلم. وبرامج التعلم الذاتي. ويتلقى عشرات الآلاف من الأطفال الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدتهم على التكيف مع الأهوال التي يشهدونها.وقالت، "نحن يمكن أن نحدث فرقا ولكنه ليس كافيا أبدا. دعونا نكون واضحين، ما دام هناك عنف، سيعاني الأطفال في سوريا."وأكدت على عزم المنظمة بذل كل ما بوسعها للوصول إلى الأطفال، مشيرة إلى مخاطرة أكثر من 200 موظف بحياتهم يوميا في أنحاء البلاد لدعم أطفال سوريا.